ترشح لجائذة نوبل للثقافة
إن ثورة الأتصالات والمواصلات وتطور تكنولوجيا المعلومات ،وتحديات العصرالمعاصرة وضربات العولمة القاسية والعلمانية الطاغية ،حولت مصطلح الثقافة من إطاره العام ومفهومه الذي كان يستخدمه الأنثربولوجيون ويعنون به
كل النتاج البشري من أفكار ومعتدات وعادات وماإلي ذالك والتي تستوي في نتاجها المجتمعات البدائية والمجتمعات المتطورة دون أختلاف سوي نوع الأفكار والعادات والمعتقدات
إلي عملية تكتاكية أوقاعدة إستراتجية من أهم القواعد التي ينطلق منها الأستعمار الغربي الجديد لشن غاراته المتكررة علي عالمنا الأسلامي الأعذل
تلك القاعدة التي يجب أن تتبوء مكانة مرموقة في أية دولة من دول العالم الأسلامي ؛ ويخصص لها علما ونشيدا ومقعدا في الأمم المتحدة ،وتضمن لها حصانة دبلوماسية دولية تحق لها تأ مين مسيرتها النضالية حتي الوصول إلي الغاية المنشودة
فإذا أردت أن تكون حضاريا وفي عداد المثقفين العالمين المعلمين والأدباء المبدعين يجب عليك أن تنبذ النقول والكتب والفصول، وتتبع الأوامر بلا عدول
أولا يجب أن تجرد نفسك من كل ماهو موروث فتنبذ العتيد وتنكر التليد ،أماالثوابت والموروثات والأدلة والأيات فإياك أن تعول عليها أو تذعن إليها،فإذاحصرت ولابد من حجة قوية فخير الأدلة القوية إحصاأت حاسوبية وتجارب معملية أو بحوث ميدانية أو صور فتوغرافية
ثانيا كن قوي الأيمان بالقلب والجنان وأطلق العنان إن معك دوما هو الصواب ومامع غيرك حتما سراب يباب،فمعك الحق المبين والرأي الرصين وماسواه باطل مهين وبهتان مبين،فتمسك برأيك ولو ظهر ريبه وفشا في الأفاق عيبه فستجد من يقول لو لم يكن رأيه حق ظاهر لم يعلن ويجاهر ،فاصبر علي عليله وجاهد في سبيله وتمثل قول الشاعر
فطعم الموت في أمر حقير كطعم الموت في أمر عظيم
ثالثا عليك برفع الصوت كلاعبي الكارت إن كنت جانب محقا وللفوذ مستحقا ،فإن الفيلة والقرود لاتهرب من قوت الأسود وإنما من صوتها المزمجر وزئيرها المدمر
رابعا أكثر من الكلمات الجذلة والألفاظ الهذلة والجمل الغريبة والعبارات المريبة ،واحرص علي الأسهاب وأكثر من الأطناب ،وضع علي كلاك طلاوة مع صلابة ،ثم أخرج من الأمر وتكلم عن العمر والحب والخمر،واذكر عذاب السنين والغربة والحنين،ومجد الوطنية والمسألة الأرانية والقضية الفلسطينية
خامسا إحفظ أسماء الممسلين وتراجم الآعبين،مع حفظ ولو كلمات أغنيات أغاني بعض المغنين إن لم تتمكن من شرب كل الألبومات
وأخيرا ضع أمام عينيك وأنفك وأذنيك لن تنضم إلي قافلة المثقفين حتي تلوي لسانك وتكشر عن أسنانك مشدقا بكلمة أجنبية فرنسية أوإنجليزية فهي لغات الحرب والسلم
فإذا أمتسلت الأوامر فإنك قد تفوذ بجائذة نوبل للثقافة لسنة 2020 مع العلم أنه يترشح لها أكثر من 2020 مليون مترشح من كل أنحاء العالم مستدعدين ومتحمسين
فهل ستجرب حظك معهم ؟
|