إلى الأخ العزيز الشاعر تامكوتات
جزاك الله خيرا على هذه النصيحة القيمة النابعة من أعماق قلب صاف ، يكاد يتفطر مما تلفظ أو تكتبه أقلام المذبذبين من أبناء جلدتنا ، وليسمحوا لي ؛ فإنني مع أخي تامكوتات، إلا أنه أرزن مني ، وأخف لهجة، وإلا فبالله عليكم ، ما فائدة ما نكتبه إذا كان مخالفا للقواعد العربية ، والرسوم الأدبية، هل يكون هذا جزاء سلفنا الذين دأبوا وبذلوا كل نفس ونفيس؛ ليعلمونا لغة القرآن ، لغة السنة، لقد حافظوا عليها ، وحفظوها، ولم تمنعهم تلك المعاناة في كثبان الرمال ، وبين الجبال ، وعلى ظهور الجمال ، وقلة المال، ومعاناة العيال، ومساكنة الأعداء والبعداء ، وجفاء الصحراء، كل هذا لم يفل من عزيمتهم ، ليحافظوا على لغة أجدادهم؛ كي يورثوها لأحفادهم ، ولتكن المجاملات خارج إطار الأخطاء، وناظم المثل قال:
فرحم الله الذي أبكاني ..... ولطريق الحق قد هداني
ودخل أعرابي السوق فسمعهم يخطئون، فقال : عجبا يلحنون ويربحون.
ولحن جندي أمام أحد الأمراء، فقال له ستجدها في عطائك ، يعني اقتطاع جزء من المرتب بسبب اللحن ، والقصص كثيرة .
ولا يعني هذا أن لا يشارك إلا المختصون في اللغة ، لكن فلا أقل من محاولة التعلم:
وإن كبير القوم لا علم عنده ....... صغير إذا التفت عليه الجحافل
وإن صغير القوم إن كان عالماً .... كبير إذا ردت إليه المحــافـــل .
وتحضرني قصة الشيخ المحدث العلامة أحمد شاكر -رحمه الله - حينما كثر المجددون القادمون من الغرب لمصر، يريدون تجديد كل شيء ، سماهم المُجَدّْدينَات، فقالوا له ما هذا الجمع؟ فليس بجمع مذكر سالم ، ولا مؤنث سالم ، فقال : هذا جمع مخنث سالم.
واعذروني على بعض العبارات
وتقبلوا حياتي
أخوكم أداس السوقي
|