08-17-2021, 05:30 PM
|
#9
|
مشرف منتدى الحوار الهادف
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 8
|
تاريخ التسجيل : Dec 2008
|
أخر زيارة : 11-05-2024 (08:39 PM)
|
المشاركات :
1,680 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
رد: وفاة الشيخ / زين الدين بن الشيخ انارا السوقي الادريسي
رثاء شيخنا ومربينا الشيخ زين الدين ابن الشيخ المنير الإدريسي
تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته ولقاه نضرة وسرورا
بقلم تلميذه محمدو بن محمد الرشيد الأنصاري
أصمى الفؤاد مصاب وقعه فقرا
ظهري، وفي داخلي طودُ الأسى وقرا
والغم خيّم في عمقي وأدهشني
وارتاعَ قلبيَ، حتى خلته انفطرا
واللبَّ حيّره الخطب العظيم، ولا
تسألْ عن الصبرِ، ما أجدى وما انتصَرا
والنومُ لا ترتجيه العينُ غارقةً
في بحر أدمعها فاعتادت السَّهرا
يا ليت شعري، أرجّ الأرضَ راجفةٌ
أم ثار من تحتها البركانُ وانفجرا؟
بل فاجأ الكونَ خرقٌ أيّ داهية
فقدانُ من بسناه ازدان وافتخرا
فاجتاحه غيمُ رزءٍ كاد يمحَقه
لا شمسَ تسعفه بالضوء، لا قمرا
إن الرزية فقد الدين زينتَه
إكليلَ هامته، ومن به ازدهرا
يوم عصيبٌ، وحسبُ الأمر من عِظمٍ
ألاّ ترى منْ أولي الأحلامِ مَن صبرا
فالعلم ولْهانُ لمّا غاب جامعُه
مُعلي منائره، مُحييه إن دثرا
والمجد يلطم خدّاً حين فارق من
أرسى قواعدَه، ولمّ ما انتثرا
أما المعالي فتبكي من تبوّأ في
أعلى ذُراها مقاما يبهر البصرا
ما أعظم النعيَ وقعاً يوم باغتَنا
توديعُ صبح الهدى ما أعظم الخبرا
من كان عُدّتَنا في النائبات إذا
ما عضّنا نابُها لُذنا به وزرا
فالعيش من بعده مرّت حلاوته
وكلُّ ما فيه من صفو غدا كدرا
ما أثقل اليتم إن عمّ الجموعَ وما
أقسى مضاضتَه إن صادف الكِبرا
حقّاً فقدنا أباً برّاً عنايتُه
أعلتْ لنا همماً وقوّمت سيرا
والى جهوداً تحدَّتْ كلَّ عرقلة
فيما يرقي لنا ذكراً، وما فتَرا
كم نهضةٍ قاد في نشر العلوم، بها
غيمُ الجهالةِ عن آفاقنا انحسرا
أيامُنا معه بيضٌ أيامنُ لا
ننفكّ نحمد، نستحلي لها الثمرا
جمّت أياديه، جلّت عن إحاطتها
عدّاً، وعم شذاها الأفقَ وانتشرا
واللسنُ عن وصف ما يحويه من كرم
ومن خصال الكمال، استشعروا الحصرا
بحرٌ من العلم طامٍ طالما التقطت
أفواجُ وُرّاده الياقوتَ والدررا
من عنده يُجتنى أغلى نفائسه
وخيرُ ما جاد فيه المرءُ ما وفَرا
إحسانُه لجميع الخلقِ سار به
شتّى الركاب إلى الأقطار، فاشتهرا
والحلم شيمتُه والزهد حِليتُه
والذكرُ يحيي به الآصال والبُكَرا
والجود قلّ له فيه النظيرُ، إذا
ما أجدب الناسُ فاضت عشرُه دِررا
لا بدع، فالسبقُ قدماً دأبُ دوْحته
فالصيدُ إن ذُكروا ألفيتَهم غُررا
شادوا -فسادوا- بروجَ المجد شاهقةً
واستكملوا من شموخ العزّ ما بهَرا
كم أنقذوا أُمماً، كم أسبغوا كرماً
عمّ الورى ديما ًكالبحر إذ زخرا
يا شيخَنا، اسعدْ بموفورِ الأجور على
زاد التقى، نعم ما قدّمتَ مدّخَرا
أثواك مولاك في أعلى فرادسه
لقّاك ثمّ الرضا والبِشر والبُشرا
أضفى على جدثٍ آواك رحمتَه
وسال من تحتِه فيضُ الهنا نهرا
نرجو ونأملُ في محمّدٍ ثقةً
في نبله، جبرَ ما بفقدك انكسرا
مشدودَ أَزرٍ ومنصوراً بإخوته
ويقتفي للقِدى أسلافِه أثرا
واللهُ في عونه دوماً، ومُلهمُه
رشداً، ومُلزمُه التوفيقَ والظفرا
نفسي بتقديمه تزهو، وقلبي ما
إن زاغ عن حبهم يوما وما عثرا
يا رب، حقق لنا فيه المنى وأطلْ
أيامه في ازدهار، واكفه الضررا
هذا شعوري -وليس الشعر -راودني
إظهارُه، واقتضى تسطيره فقرا
وبلُ الصلاة وتهتان السلام على
خير الورى وعلى الآل الرضى انهمرا
محمدو الانصاري
|
|
|