قصيدة لا مساس قيلت في جائحة كرونا
قصيدة (لا مساس)
اسْكُبْ حَنينًا عَلَى العُشَّاقِ فِي رَجَبِ**فَسَكْرَةُ الْقَلْبِ لَا تَهْوَى ابْنَةَ الْعِنَبِ
وَامْزجْ كَمَا شِئتَ مِنْ شَوقٍ وَمِنْ وَصَبٍ **وَمِنْ هِيَامٍ عَلَى أَكْوَابِ ذِيْ طَرَبِ
وَانْحَرْ عِتَاقًا عَلَى خِلْخَالِ غَانِيَةٍ **وَأَنْشِدِ الشِّعْرَ فِيْ بَدْءٍ وَفي طَلَبِ
عَادَ الْخَليلُ وَنَارُ الْبَوحِ تُحْرِقُنِيْ **وَلَسْتُ أَمْلِكُ مَا يُغْنِيْ مِنْ الْقُرَبِ
مِنْ قَبْلِ عَامٍ أَتانِيْ في تَدُلُّلِهِ**واليومَ يأتي وَحَالُ الصَّبِّ في تَعَبِ
فَلَيتَ شِعْريْ إذَا جَادَتْ مَدَامِعُهُ **وَلَيتَ شِعْرِيْ إذَا اسْتُسْقَتْ عَلَى الكُثُبِ
وَلَيتَني مِنْ رُفَاتٍ لا أُكَلِّمُهُ **فَغَصَّةُ الشَّوقِ فِي الْقِرْطَاسِ والْكُتُبِ
مَاذَا أَقُولُ لِشَهْرٍ عَادَ في زَمَنٍ **يُكَبَّلُ الحُرُّ في دَارٍ بِلَا سَبَبِ
حَتَّى تَرَى (لَا مِسَاسَ) الكُلُّ يَنْطِقُهَا **والْقَلْبُ يَصْحَلُ في بُوقٍ عَلَى صَبَبِ
كَأنَّ صَاحِبَ مُوسَى جَاءَنَا وَقَفَا **إِثْرَ الرَّسُولِ فَألْقَى قَبْضَةَ الْغَضَبِ
عَادَ الْحَبيبُ وَزَادَتْ فِيهِ صَبْوَتُنَا **وَلَا يُتَرْجَمُ مَا فِي الْقَلْبِ مِنْ وَصَبِ
كَأنَّ أَجْسَادَ مَنْ نَهْوَاهُمُ بُعِثَتْ **وَدَبَّتِ الرُّوحُ فِيْ مَيتٍ مَعَ الْعَتَبِ
كَأنَّ وَرْدَ "خُرَيمٍ" فِي تَنَوُّعِهِ **وَجْهُ الْحَبيبِ بِلَا حُزْنٍ وَلَا نَصَبِ
فالْمَرْءُ يَنْثُلُ مِنْ خَيْرَاتِهِ زُمَرًا **وَيَرْتَقِيْ في جِنَانِ الْفَوزِ والرُّتَبِ
حَتَّى وَإِنْ قَالَ (صَلُّوا فِي رَحَالِكُمُ) **فَرَوضَةُ الأُنْسِ قَدْ تُجْنَى مَع الخَبَبِ
شَهْرُ الصِّيَامِ عَلَى الأَبْوَابِ يَطْرُقُهَا**هَلْ مِنْ حَريصٍ عَلَى الخَيرَاتِ والطُّلَبِ؟!
فِيهِ اعْتِرَافٌ وَذُلٌّ لَيسَ يَعْرفُهُ **مَنْ عَافَسَ الذَّنْبَ في لَهْوٍ وَفِي لَعِبِ
فِيِهِ قِيَامٌ وَقُرْآنٌ وَمَغْفِرَةٌ **يَا بَاغِيَ الْخَيرِ أَقْبِلْ نَحْوَهُ تُصِبِ
فِيهِ صِيَامٌ وَعِتْقٌ مِنْ لَهِيبِ لَظًى **فَجُدَّ سيْرَكَ لَا تَغْتَرَّ بالنَّسَبِ
فالنَّارُ مأْوىً لِشَرِّ الْخَلْقِ أَجْمَعِهِمْ **يَكْفيكَ مَا جَاءَ وَحْيٌ عَنْ أَبي لَهَبِ
فَاطْلُبْ نَجَاتَكَ قَبْلَ الْحَينِ مُجْتِهِدًا **فَفَجْأةُ الْمَوتِ فَاقَتْ سُرْعَةِ الشُّهُبِ
فَفِي الْبَلَاء الذِي قَدْ جَاءَنَا عِبَرٌ **وَأنَّ سَعْيَكَ لَاقِيهِ بِلَا كَذِبِ
فَأَسْألُ اللهَ رَفْعَ السُّوءِ عَنْ بَلَدي **وَعَنْ دِيَارٍ بِهَا الإسْلَامُ كالنُّجُبِ
وَأَنْ يُبَلِّغَنَا شَهْرَ الصِّيامِ بِلَا **سُوءٍ وضُرٍّ وَهَمٍّ رَبِّ فَاسْتَجِبِ
شعر | عبدالله بن إبراهيم الخزرجي
٢٧ / شعبان / ١٤٤١ للهجرة
❄ا••┈┈•••✦��✦•••┈┈••ا❄
✨ * المُــدَوَّنَـةُ الْـخَزْرَجِـيَّةُ*
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|