أيا مَن يَعلَمُ الخافيْ
أيا مَن يَعلَمُ الخافيْ -- ويغفرُ كلَّ إسرافيْ
ستقْبِلُ بعْضُ ألطافِ -- يمينٌ دون إحلافِ
إلـــهيْ إنَّ لـي عنـها -- شهورًا عامها منها
وربـــيْ لـمْ أخــوِّنـْها -- ودمعيْ ملَّ إكفافي
حنيني زادَ بـل فـارا -- وحوليْ الذنب كم دارا
وكـمْ بَــيَّــتُ إسرارا -- ذنوبًا حِمْلُها كافي
فذيْ عشرٌ لها فضْلُ -- وبيَّنهُ لنا الفصْلُ
بـذكــرٍ ما لـه عضْلُ -- فجدَّ السيرَ يا جافيْ
غدًا تغْدُوْ على الظَهْرِ -- وتبقى في ثرى القبْرِ
رهــينَ النفسِ والعمْرِ -- بلا خلٍّ ولا صافيْ
كأنَّ الناس إذ رحـلـوا -- وفوقيْ التُّرْبَ قد نقلوا
بماءِ الدَّمعِ كـم غسلوا -- كسرْبٍ دون إيلافِ
فصُمْ فيها على وَجَلِ -- وقمْ واقرأْ بلا عَجَلِ
وحـاذرْ فـجـأةَ الأجَـلِ -- تَصدَّقْ دون إسرافِ
وحُجَّ البيتَ في تَـوقِ -- تذوَّقْ لذَّةَ الشَّوقِ
ولاحِظْ لَحْظةَ الذَّوقِ -- وتُبْ مِنْ كلِّ إتلافِ
وعرِّفْ في ثرى الأرْضِ -- وراقبْ فعْلَكَ المَرْضيْ
بإخـلاصٍ لـــَهُ مـــحضِ -- تَقلَّبْ في رضى الكافي
وقبْلَ الليلِ لا تَذْهَبْ -- وهذا عندنا المذْهَبْ
وكمْ فحْلٍ لـهُ هَـــذَّبْ -- من الدرير والكافي
ويــؤتى مَــعْشَرٌ بَــعْدُ -- بَقَلْبٍ مـــا بِهِ صَـدُّ
كــأنَّ مَــبــيتـَهُ لَـــحْدُ -- بــلا نـادٍ وأحــلافِ
تساوَوْا إذْ همُ هجعوا -- وبَـعدَ النومِ إذ دفعوا
ويومَ النحر إذ قـمعوا -- حسودًا حِقْدُهُ طافيْ
تراهمْ قـد قَضوا تفثَا -- ووفّوا ما نووا عَبَثَا
ولا رامـــوا بـِهِ رَفَـــثَا -- وبثوا السرَّ للشـافيْ
ويــوم الــفرِّ أرَّقهـــمْ -- وخوفُ الردِّ مزّقهمْ
وربُّ العرشِ أغدَقهمْ -- برحْماتٍ وألطافِ
فيا رحـمن ذا مـني -- تجاوزْ - رحمةً - عني
تقبَّلْ صــالحًا إنـي -- قليل الخير بل جافي
وصلى اللهُ مــا لبـَّى -- حجيجٌ مــثلما دَبَّا
مِن الخلقِ الذي ربَّى -- على المختار والوافي
شعر | عبدالله الخزرجي
ليلة 29 | ذي القعدة | 1440
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|