الموضوع
:
قبيلة المدلش أو المجلس الصنهاجية
عرض مشاركة واحدة
01-22-2018, 11:37 AM
#
2
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
96
تاريخ التسجيل :
Jun 2009
أخر زيارة :
10-31-2024 (10:29 PM)
المشاركات :
389 [
+
]
التقييم :
10
لوني المفضل :
Cadetblue
رد: قبيلة المدلش أو المجلس الصنهاجية
زاوية إبراهيم الأموي العلمية
أول زاوية عرفها هذا القطر المرابطي الشنقيطي أو الناحية الجنوبية الغربية منه على الاقل هي زاوية ابراهيم الاموي جد قبيلة المجلس " المدلش " التي أسسها في الجنوب الغربي من هذا القطر في أواسط القرن الخامس الهجري ، ذلك لأن الفاتح الأول الحقيقي لهذا القطر هو أبوبكر بن عامر اللمتوني المرابطي الذي كانت إليه وظيفة القيادة والسيف ، وكان لقاضي مجلسه إبراهيم الأموي وظيفة القضاء والتعليم والقلم فأسس إبراهيم انذاك مؤسسة علمية عرفت بزاوية إبراهيم الأموي فكان يأوي إليها التائبون الذين يريدون الانقطاع للعلم والعبادة وترك أمر الحرب وحمل السلاح .
وقد كانت زاوية ابراهيم الاموي تنتهج نهج سابقاتها من الزوايا في في كل من القكر الشامي والاندلسي والمغربي في تعليم الفقه والحث على الجهاد طيلة فترة التحالف القائم بين الحاكم والفقيه منذ قيام هذه الدولة الى سقوطها بموت أميرها أبي بكر اللمتوني ولما توفي
وبدأت الخلافات داخل فصائل صنهاجة وصارت تتزايد وسادت الفوضى في في المجتمع و انقطعت العلاقة بين المتغلبين والعلماء المرشدين وتوجه إبراهيم الاموي وبنوه إلى الجمهور مباشرة وأنشأوا معه تحالفا جديدا في الحواضر والقرى والأرياف وغيرت زاويته بعض المناهج السابقة وأصبحت تحث على نشر العلم وتعاليم الدين الإسلامي سلميا ، لعدم وجود خليفة خاص يقود الجهاد ويوحد العباد وانزووا فيها بدينهم وفتحت زاويته أبوابها من جديد أمام الجميع لمن يريد الإنقطاع للتعلم والعبادة وترك أمر الحرب وحمل السلاح وتجنب الفوضى والإقتتال .
وأصبحت منطلقا وعلما للطبقة المتعلمة في هذا القطر وموردا لها ، كما مثلت استمرارا وامتدادا للنهج المرابطي المحافظ والمقاوم لكل انحراف عن منهج الاسلام السني الوسطي ، ونظرا للفوضى الشاملة التي اعقبت سقوط دولة المرابطين فقد اتخذت هذه المقاومة لنفسها انماطا وطرقا أخرى غير الطابع المسلح كما أن ذلك الطابع المرابطي ظل ظاهرا في بعض المصطلحات الخاصة بتلك الحقبة مثل المرابط والزاوية ليتوسع هذان المفهومان فيما بعد.
تفرعت من زاوية الجد إبراهيم الاموي زوايا ومؤسسات علمية في أحياء المجلس القروية والبدوية وقصدها الناس من كل حدب وصوب ، وشدوا إليها من مختلف النواحي لتعاطي العلوم والدؤوب على دراستها وتدريسها وتناقل الركبان حديثها وكان لها صيت عظيم ، وكانت مفتوحة الأبواب أمام جميع العناصر من سكان القطر من زنوج وبربر وصنهاجيين وفاتحين وغيرهم ، فكانت لهم مثابة وأمنا وأما حنونا احتضنتهم وأنقذتهم من ظلمات الجهل وبؤس الحروب وشقاء الفرقة ، ألفت بين قلوبهم وصهرت جهودهم في بوتقة واحدة تحدد لهم الطريق القويم في خدمة الإسلام وجمع المسلمين .
وممن كان يرتاد هذه الزاوية رجال كانوا بعد ذلك أجداد قبائل من زوايا هذا القطر فصار يقال لهم " أهل الزاوية " ومن ذلك اشتق اسم الزوايا وهي الشريحة التي تقوم بوظيفة التعلم والتعليم وإقامة الدين والمحافظة على تعاليمه وترسيخ الأخلاق الفاضلة في النفوس .
ولما كان المجلس هم المؤسسون الأوائل لهذه الزوايا وهم أصلها وقدوة من تفرع منها وشمسها ومنارها العالي ورأسها والمحافظون على الدين والمروءة والمنتصبون للتعليم في مدارسهم المنتشرة في القطر والقائمون بوظيفة الإفتاء والقضاء ، صاروا يعرفون في المنطقة بأنهم أصل الزوايا أو أصل زوايا ناحيتهم كما هو شائع على ألسنة المؤلفين الأقدمين والكتبا والمؤرخين
ويقول الشيخ محمد اليدالي المتوفي سنة 1166هـ في كتابه شيم الزوايا : " المجلس قبيلة زاوية يقال لها مجلس العلم هم أصل الزوايا في هذه البلاد ..."
ويقول صالح بن عبد الوهاب الناصري المتوفي سنة 1278 هـ في كتابه الحسوة البيسانية : " .. ومعنى مدلش بالصنهاجية مجلس العلم ، وهم زوايا تلك الجهة في ذلك الزمن .." يعني زمن قدوم أجداد تشمشه عليهم وهو أوائل القرن الثامن الهجري وذكر ذلك أيضا العلامة باب بن الشيخ سيدي الانتشائي المتوفي سنة 1342 هـ في كتابه إمارتا إدوعيش ومشظوف . وذكره المؤرخ الكبير المختار بن حامد الديماني في موسوعته التاريخية حياة موريتانيا . والأستاذ الباحث محمد بن باباه في كتابه محيط اليدالي ، وغير هؤلاء الكثير .
وهذه الزاوية قد استمرت في ولده وأحفادهم وانتشرت في جميع أحيائهم المجلسية الحضرية والقروية والبدوية طيلة مايربو على خمسة قرون ، أي من أواسط القرن الخامس هجري إلى مطلع القرن الحادي عشر الهجري ، فكانت زواياهم هذه تشكل المدرسة العليا في البلاد طيلة القرون المذكورة وكانت أصلا للمحاظر الشنقيطية التي ظهرت في القرن الحادي عشر الهجري وإن كانت قد ظهرت إلى جانبها في تلك الفترة مؤسسات علمية أخرى في المدن الاثرية واخرى لبعض القبائل المحلية .
ومن الممكن أن نسمي زاوية إبراهيم الاموي ب "جدة المحاظر الشنقيطية " لأنها هي أم الزوايا التي انتشرت من مطلع القرن السادس الهجري إلى نهاية القرن العاشر حيث تفرعت من أغصان شجرتها المحاظر التي ولدت في مطلع القرن الحادي عشر ثم انتشرت فيما بعد واستمرت إلى اليوم .
ولقد قام ابناء ابراهيم الاموي واحفادهم على مر العصور برعاية تلك الزوايا في القرون المذكورة ثم قام ابناء اولئك الاحفاد واحفادهم برعاية تلك المحاظر من القرن الحادي عشر إلى العهد الحالي ( الربع الاول من الخامس عشر الهجري )
وظل جميع من يسعى وراء طلب العلم يأتي إلى هذه الزوايا والمحاظر من كل حدب وصوب إلى يومنا هذا .
بعض علماء المجلسية من أصحاب الزوايا العلمية في المرحلة المباشرة بعد وفاة جد ومؤسس هذه القبيلة ابراهيم الاموي لقد أنجبت قبيلة المجلس الكثير من العلماء الأجلاء اصحاب الزوايا والمدارس فيما بين القرن الخامس والحادي عشر الهجريين وكانت لهذه القبيلة في هذه الفترة دولة علمية عظيمة ازدهرت بعلمائها الكثيرين وزواياها العلمية المنتشرة التي أسسها جدهم الأعلى ابراهيم الاموي وبنوه الأثنا عشر ثم تعاقب عليها بعدهم بنوهم واحفادههم ورعوها حق رعايتها على مر العصور .
ونظرا لعدم اعتناء المجتمع المرابطي في القديم بكتابة التاريخ وتدوينه خصوصا في هذه المنطقة التي تسكنها هذه االقبيلة منذ نشأتها في منتصف القرن الخامس الهجري فقد ضاع الكثير من تاريخ مؤسساتهم الزاوية وحلقاتهم العلمية كما ضاعت اسماء وحياة وتاريخ اصحابها ,
فمن علماء هذه القبيلة في تلك الفترة _ كما ذكرنا _ المؤسس الأول للزاوية العلمية بالقطر الشنقيطي في العهد المرابطي وهو القاضي الكبير والمعلم الشهير إبراهيم الاموي ، فقد كانت مدرسته هي أقدم المدارس البدوية في هذا القطر ، وزاويته هي أول زاوية فيه حيث أسسها في العقود الوسطى من القرن الخامس الهجري في الشمال الغربي ، لما يعرف حاليا ب " مدينة القوارب "
1-عبد الله بن ابراهيم الاموي
عبد الله بن ابراهيم الاموي كان صاحب المدرسة والزاوية بعد أبيه ، وكان من أعيان قومه وقادتهم ، قيل إنه كان يقيم الحدود في أهل الناحية مما يدل على مكانته العلمية ونفوذ أمره في محيطه ، وكان في نهاية القرن الخامس وصدر السادس الهجريين تقريبا ,
2- أك بن عبد الرحمن بن عبد الله بن ابراهيم الاموي
أك المكنى " أكتاوشني " باللغة الصنهاجية هو اك بن عبد الرحمن بن عبد الله بن ابراهيم الاموي وأك - بضم الهمزة وسكون الكاف - ربما كان مختصرا أو مختزلا من اسمه " اكتاوشني " ومعناه باللغة الصنهاجية العالم أو السيد ، وكان كثيرا ما يغلب اللقب الناشئ عن الصفة على الاسم ,
وقد كان أك هذا من أهل العلم والسيادة والفضل ، وكانت إليه مدرسة وزاوية جده إبراهيم الاموي وهو أحد أجداد المجلسية الكبار وإليه يرجع نسب أكثر قبائل الملجلس القديمة وفصائلها وأسرها الحالية وكان من أهل القرن السادس أو صدر السابع الهجري تقريبا ,
وأك هذا هو الذي يشير إليه الشاعر اللغوي العلامة مولود بن أحمد الجواد اليعقوبي الجوادي وهو يرقص ابنه أبا محمد ويدعو له حيث يقول :
ألا كلأ الله مـــــن يكــــلؤك ------- ولا زال يشنأ من يشنؤك
أيا ابن ذرى المجد من عامر ------ وديمان والغر من آل أك
وكان لأبي محمد هذا خؤولة من المجلس وخصوصا منهم أل ألفغ مهندلل بن أك وخصوصا منهم آل مرابط العيل ,
3- بادل بن أك - وهو بمد الموحدة وكسر الدال المهملة ، وتروى بالاعجام أيضا ثم لام مكسورة مشددة - وكان بادلي هذا من أهل العلم والفضل والسيادة والكرم ، وكان غرة إخوته وإليه مدرسة وزاوية جده ابراهيم الاموي وكان من أهل الثراء وإليه رئاسة قبيلة المجلس في زمنه وتركها في عقبه وبنوه اربعة هم : يحي وكان من أهل الفضل والصلاح والورع ثم عمرا وكان من أهل السيادة وإليه رئاسة المجلس بعد أبيه وتركها في بنيه ثم عبد الله وكان من أهل العلم والسيادة والاستقامة وترك ذلك في عقبه ثم ألفغ وكان من أهل العلم والفضل ، وتسلسل العلم في أحفاده فكانوا أهل كرم ونجابة وقد قيل إن لبادلي ابنا خامسا اسمه أحمد ويلقب ب " أحمد الصغير " للاحتراز من عمه أحمد بن أك
وبالجملة فقد كان بيت بادلي هذا بيت علم وسيادة وعز و وزعامه وتسلسل ذلك في بنيه وإلى ذلك يشير العلامة الكبير والشاعر الشهير سيد احمد بن الشيخ بن الامام بن محمدا بن ابي احمد الملقب " اجكاني " المتوفي سنة 1305 ه عن قرن كامل من العمر بقوله من قصيدة له :
بنى المجد آباء لنا قد تقدمت ----- فنحن سماء المجد نحن المحافل
وشمس سماء المجد بادل جدنا ---- وبدر ليالي التم إذ ذاك بادل
ودفن بادل هذا مع ابيه اك بموضع يعرف ب "" أنوجج " ( على بعد 21 كلم جنوب مقاطعة وادي الناقة الحالية ) وكان في القرن السابع الهجري .
4-الفقيه المشهور ألفغ مهندلل بن بادلي بن أك وكان من أهل العلم والفضل والسيادة وهو الذي صاهره أو صاهر بنيه الرجال الخمسة أجداد الشمشويين وكان في صدر القرن الثامن ودفن رحمه الله ب " تنوارته " على بعد 21 كلم شمال غربي روصو ) وتضم مقبرته الكثير من علماء المجلس في تاريخهم القديم بالمنطقة ,
5-العالم الجليل يحيي بن عثمان بن ابراهيم الاموي المجلسي كان يقطن في شمال البلاد وبالذات في منطقة ادرار وكانت له زاوية علمية كزاوية الجد الاكبر ابراهيم الاموي يعلم الناس فيها ومن المؤرخين والكتاب الشنقيطيين من يلتبس عليه بابراهيم الاموي الجد الاعلى للمجلس فينسب المجلس اليه وهو خطأ وكان فيما بين القرن السابع والثامن الهجريين كما في الأزهار الشذية
وكان ايضا من علماء المجالسة واصحاب الزوايا في ذلك العهد
أبوبكر بن عبد الله بن بادل كان من اهل العلم والفضل وكذلك ابنه ابراهيم وكان في القرن الثامن وصدر التاسع الهجري تقريبا
وايضا أبو يعلى يحيى بن ابراهيم بن ابي بكر ويلقب بأبيال وكان في القرن التاسع الهجري
ومنهم في القرن العاشر الهجري محنض " محمد " بن ابيال وابنه احمد بن محنض وكانا فاضلين عارفين صالحين وكان أحمد منهما من أهل العلم والاستقامة ذا مكانة في مجتمعه ومن أبرز أعيان المجلسية سيادة و فضلا واشتهر أحفاده ومن انضم اليهم من المجلس بالانتساب اليه فكانو يعرفون ب " ال احمذن محنض " اي ال احمد بن محنض ومحنض في الاصل : محمد وكان أحمد هذا في القرن العاشر وصدر الحادي عشر تقريبا وقد استمرت محظرة احمد بن محنض هذا في بنيه بعده لهذا العهد وتفرعت إلى عدة محاظر كما سيأتي إن شاء الله في المرحلتين الثانية والثالثة من هذه الدراسة
وهكذا ظلت مدارس وزوايا هذه القبيلة متواصلة عبر هذه العصور وعلى هذه الرقعة الأرضية المرابطية فكانوا على جانب عظيم من العناية بالعلم والتعليم وكانت مدارسهم تكثر وتنتشر باتساع وكثرة القبيلة المجلسية وانتشرت في بطونها وأفخاذها وتنتشر باتساع وكثرة القبيلة المجلسية وانتشرت في بطونها وأفخاذها وفاصائلها وعشائرها وحواضرها وبدوها في الجنوب والشمال على طول الشريط المرابط بين نهر السينغال جنوبا والساقية الحمراء " عيون المدلش " شمالا ، يدرسون ويدرسون في الأعرشة والحظائر الشجرية في الحواضر والمراكز القروية وفي خيم البادية المتنقلة فوق ظهور الجمال بحثا عن الكلأ لمواشيهم المتنقلة في الوهاد وفوق الأنجاد وبين الرمال وأقاموا على تلك الحال ما يربو على ستة قرون في ازدهار منقطع النظير وظل ديدن مشائخهم بث العلم وبذله بكل سخاء ومجانية لجميع شعوب المنطقة بمختلف عناصرها ونسج روح التآخي والرحمة بينها
يقول العلامه الشيخ المختار بن بون الجكني رحمه الله :
يامجلس العلم والمجد المؤثل وال@دين المورث من ماحية الملل@الناس في شغل مما تعيش به@وانتم في اكتساب المجد في شغل@تغنون عن كل تقريظ بحليكم @غنى الظباء عن التكحيل بالكحل@لو ولم تك الرسل بالمختار قد ختمت @آليت انكم من جملة الرسل
أبحث عن الحقيقة شارك في صنع حياه مثاليه أمتلك المعرفة فإن هناك من يحاول إخفائها عنك حتى تظل أسيرا له
فترة الأقامة :
5629 يوم
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
156
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
0.07 يوميا
عبادي السوقي
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى عبادي السوقي
البحث عن كل مشاركات عبادي السوقي