منتديات مدينة السوق - عرض مشاركة واحدة - المديح والتقريظ
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 07-17-2017, 02:13 PM
عبادي السوقي غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 96
 تاريخ التسجيل : Jun 2009
 فترة الأقامة : 5763 يوم
 أخر زيارة : 11-13-2024 (08:04 PM)
 المشاركات : 389 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : عبادي السوقي is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي المديح والتقريظ



باب المديح والتقريظ

سواد بن قارب

وكان رئيه قد أتاه ثلاث ليالٍ في حال سنته. يضربه برجله ويقول له: قم يا سواد بن قارب واعقل إن كنت تعقل. إنه قد بعث نبيٌّ من لؤي بن غالب يدعو الله وإلى عبادته. فقصد النبي صلى الله عليه وسلم، ووقع في قلبه حبه الإسلام. فلما شاهده أنشده:

أَتـانِـي رَئِيمُـــيِّ بَـــعْـــدَ هَـــدْىءٍ وَرَقْـــدَةٍ * * * ولَـمْ يكُ فِـيمـا قـــد بَـــلَـــوْتُ بـــكـــاذِب

ثلاثَ لـــيالٍ قَـــوْلُـــهُ كُـــــلَّ لـــــــيلةٍ * * * أَتـاكَ رَسـولٌ مِـــن لُـــؤَيِّ بـــن غـــالِـــب

فشَمَّرْتُ عن ذَيْلِ الرِّداءِ ووَسَّطَتْبِيَ الذِّعْلِبُ الوَجْناءُ بَيْنَ السَّباسِب

فأَشْهَدُ أَنَّ اللّهَ لا شَيْءَ غَيْرُهُ * * * وأَنَّـكَ مَــأْمُـــونٌ عـــلـــى كـــلِّ غـــائِبِ

وأَنَّـكَ أَدْنَـــى الـــمُـــرْسَـــلِـــينَ وَسِـــيلَةً * * * إِلـى الـلّــهِ يابـــنَ الأَكْـــرَمِـــينَ الأَطـــايبِ

فَمْـرنـا بـمـــا يَأَتِـــيكَ يا خَـــيْرَ مُـــرْسَـــلٍ * * * وإِنْ كـانَ فـــيمـــا جِـــئْتَ شَـــيْبُ الـــذَّوائِب

وكُـنْ لـي شَـــفِـــيعـــاً يومَ لا ذُو شَـــفـــاعَةٍ * * * سِواكَ بـمُـغْــن عـــن سَـــوادِ بـــنِ قـــارِب

ثم أسلم على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفرح النبي بإسلامه.

قال

مالك بن عوف اليربوعي

ما إِنْ رَأَيْتُ ولا سَمِعْتُ بواحِـدٍ * * * في النَّاسِ كُلِّهِمُ بمِثْلِ محـمـدِ

أَوْفَى وأَعْطَى للجَزيلِ إِذا اجْتُدِي * * * وإِذا يَشَأَ يُخْبرْكَ عمَّا في غَـد

قال

أبو طالب بن عبد المطلب

بن عبد مناف

وأَبْيَضُ يُسْتَسْقَى الغَمامُ بوَجْهِهِ * * * ثِمالُ اليَتَامَى عِصْمَةٌ للأَرَامِلِ

يَلُوذُ به الهُلاَّكُ مِن آلِ هاشِـمٍ * * * فَهُمْ عندَهُ في نِعْمَةٍ وفَواضِلِ

وأَصبحَ فِينا أَحمدٌ فـي أُرُومَةٍ * * * تُقَصِّرُ عنها سَوْرَةُ المُتَطاوِلِ

حَلِيمٌ رَشِيدٌ عادِلٌ غَيْرُ طائِشٍ * * * يُوالِي إِلاهاً ليسَ عنه بغافِل

قال

الأعشى ميمون بن قيس

بن جندل

أَلَمْ تَغْتَمِضْ عَيْنـاكَ لَـيْلةَ أَرْمَـدا * * * وعادَكَ ما عادَ السَّلِيمَ المُسَـهَّـدا

وما ذاكَ مِن عِشْقِ النِّساءِ وإِنَّـمـا * * * تَناسَيْتَ قبلَ اليومِ خُـلَّةَ مَـهْـدَدا

ولكنْ أَرَى الدَّهْر الذي هو خاتِـرٌ * * * إِذا أَصْلَحَتْ كَفَّايَ عادَ فَأَفْـسَـدا

شَبابٌ وشَيْبٌ وافْتِـقـارٌ وثَـرْوَةٌ * * * فللَّهِ هذا الدَّهـرُ كـيفَ تَـرَدَّدا

أَلاَ أَيُّهذا السَّـائِلِـي أَيْنَ يَمَّـمَـتْ * * * فإِنَّ لها في أَهْلِ يَثْرِبَ مَـوْعِـدا

أَجَدَّتْ برِجْلَيْها نَجاءً وراجَـعَـتْ * * * يداها خِنافاً لَـيِّنـاً غَـيرَ أَحْـرَدا

فأَمَّا إِذا ما أَدْلَجَتْ فَتَـرى لـهـا * * * رَقِيبَيْن: جَدْياً لا يَغِيبُ وفَـرْقَـدا

وفِيها إِذا ما هَجَّرَتْ عَـجْـرَفِـيَّةٌ * * * إِذا خِلْتَ حِرْباء الـوَدِيقَةِ أَصْـيَدا

فآلَيْتُ لا أَرْثِي لهـا مِـن كَـلالَةٍ * * * ولا مِن حَفىً حتَّى تُلاقِي محمَّـدا

متى ما تُناخِي عند بابِ ابنِ هاشِـم * * * تُرِيحي، وتَلْقَى مِن فَواضِلِـهِ يَدا

نَبِيٌّ يَرَى مـا لا تَـرَوْنَ وذِكْـرُهُ * * * أَغارَ لَعَمْرِي في البلادِ وأَنْـجَـدا

له صَدَقـاتٌ مـا تُـغِـبُّ ونـائِلٌ * * * وليسَ عَطاءُ اليوم مانِـعَـهُ غَـدا

إِذا أَنتَ لَمْ تَرْحَلْ بِزادٍ مِن التُّقَـى * * * ولاقَيْتَ بعدَ الموتِ مَن قد تَـزَوَّدا

نَدِمْتَ على أَنْ لا تكُونَ كمِـثْـلِـهِ * * * وأَنَّكَ لَمْ تُرْصِدْ لما كانَ أَرْصَـدا

فإِيَّاكَ والمَيْتاتِ لا تَـقْـرَبَـنَّـهـا * * * ولا تَأَخُذَنْ سَهْماً حَدِيداً لِتَفْـصِـدا

وصَلِّ على حين العَشِيَّاتِ والضُّحَى * * * ولا تَعْبُدِ الشَّيْطانَ، واللّهَ فاعْـبُـدا

قال

العباس بن مرداس السلمي

مخضرم

يا أَيُّها الرَّجُلُ الـذي تَـهْـوِي بـهِ * * * وَجْناءُ مُجْمَرَةُ المَناسِمِ عِـرْمِـسُ

إِذْ ما أَتَيْتَ على الرَّسُولِ فقُـلْ لـهُ * * * حَقّاً عليكَ إِذا اطْمَأَنَّ المَـجْـلِـسُ

يا خيرَ مَن رَكِبَ المَطِيّ ومَنْ مَشَى * * * فوقَ التُّرابِ إِذا تُعَـدُّ الأَنْـفُـسُ

إِنَّا وَفَيْنـا بـالـذي عـاهَـدْتَـنـا * * * والخَيْلُ تُقْدَعُ بالكُماةِ وتُـضْـرَسُ

إِذْ سالَ مِن أَفْناءِ بُهْـثَةَ كُـلِّـهـا * * * جَمْعٌ تَظَلُّ به المَخارمُ تَـرْجُـسُ

حتَّى صَبَحْنا أَهْلَ مَـكَّةَ فَـيْلَـقـاً * * * شَهْباء يَقْدُمُها الهُـمـامُ الأَشْـوَسُ

مِن كلِّ أَغْلَبَ مِن سُلَـيْمٍ فَـوْقَـه * * * بَيْضاءُ محكمة الدِّخالِ وقَـوْنَـسُ

يَغْشَى الكَتِيبَةَ مُعْلِـمـاً وبـكَـفِّـهِ * * * عَضْبٌ يَقُدُّ بهِ، ولَـدْنٌ مِـدْعَـسُ

كانُوا أَمـامَ الـمـؤمـنـينَ دَريَّةً * * * والشَّمسُ يومئذ عليهـمْ أَشْـمُـسُ

قال

امرؤ القيس

وتَعْرِفُ فِيه مِن أَبِيهِ شَـمـائِلاً * * * ومِن خالِه ومِن يَزِيدَ ومِن حُجُرْ

سَمـاحَةَ ذا وبِـرَّ ذا ووَفـاء ذا * * * ونائِلَ ذا إِذا صَحا وإِذا سَـكِـرْ

قال

النابغة الذبياني

كِلِينِي لِهَـمِّ يا أُمَـيْمَةَ نـاصِـب * * * ولَيْلٍ أُقاسِيهِ بَطِيءِ الـكَـواكِـبِ

تَقاعَسَ، حتَّى قلتُ: لَيْس بمُنْقَـض * * * ى ولَيْس الذي يَرْعَى النُّجومَ بآيبِ

وصَدْرٍ أَرَاحَ الليلُ عازِبَ هَـمِّـهِ * * * تَضاعَفَ فيه الحُزْنُ مِنْ كُلِّ جانِب

عَلَيَّ لعَمْرٍو نِعْمَةٌ بَـعْـدَ نِـعْـمَةٍ * * * لِوالِدِهِ لَيْسَـتْ بِـذاتِ عَـقـاربِ

لَهُـمْ شِـيَمٌ لَـمْ يُعْـطِـهـــا الـــلّـــهُ غَـــيْرَهُـــمْ * * * مِن الـــنَّـــاسِ، والأَحْـــلامُ غَـــيْرُ عَـــــوازب

بَنُـو عَـمِّـهِ دِنْــياً وعَـــمْـــرِو بـــن عـــامِـــرٍ * * * أُولــئكَ قَـــوْمٌ بَـــأَسُـــهُـــمْ غَـــيْرُ كـــاذِبِ

إِذا مـا غَـزْوا بـالـجَـيْشِ حَــلَّـــقَ فَـــوْقَـــهُـــمْ * * * عَصـائِبُ طَـيْرٍ تَــهْـــتَـــدِي بـــعَـــصـــائِبِ

يُصـاحِـبْـنَـهُـمْ حـتَّــى يُغِـــرْنَ مَـــغـــارَهُـــمْ * * * مِن الـــضَّـــارِياتِ بـــالـــدِّمـــاءِ الــــدَّوارِبِ

تَراهُـنَّ خَـلْـفَ الـقَـــوْمِ خُـــزْراً عُـــيُونُـــهـــا * * * جُلُـوسَ الـشُّـــيُوخِ فـــي مُـــسُـــوكِ الأَرانِـــب

جَوانـــحُ، قـــد أَيْقَـــنَّ أَنَّ قَـــبــــيلَـــــــهُ * * * إِذا مـا الْـتَـقَـى الـجَـمْـــعـــان أَولُ غـــالِـــب

لَهُـنَّ عَـلَـيْهـمْ عــادَةٌ قـــد عَـــرَفْـــنَـــهـــا * * * إِذا عُـرِّضَ الـخَـطِّـــيُّ فَـــوْقَ الـــكَـــوالـــب

علـى عـارفـاتٍ لــلـــطِّـــعـــان عَـــوابـــس * * * بهـــنَّ كُـــلُـــومٌ بَـــيْنَ دامٍ وجـــالِـــــــب

إِذا اسْتُنْزِلُوا عَنْهُنَّ لِلطَّعْنِ أَرْقَلُواإِلى المَوْتِ إِرْقالَ الجِمالِ المَصاعِب

ولا عَيْبَ فِيهِمْ غَيْرَ أَنَّ سُيُوفَهُمْ * * * بهِـنَّ فُـلُـــولٌ مِـــن قِـــراعِ الـــكَـــتـــائِب

تَقُـدَّ الـسَّـلُـوقِـيَّ الـمُـضـاعَـــفَ نَـــسْـــجُـــهُ * * * ويُوقِـدْنَ بـالـصُّـفَّـاحِ نــارَ الـــحُـــبـــاحِـــبِ

ولا يَحْـسِـبُـــونَ الـــخَـــيْرَ لا شَـــرَّ بَـــعْـــدَهُ * * * ولا يَحْـــسِـــبُـــونَ الـــشَّـــرَّ ضَـــرْبَةَ لازب

قال

أيضاً

حَلَفْتُ فَلَمْ أَتْرُكْ لِنَفْـسِـكَ رِيبَةً * * * ولَيْسَ وَراء اللّهِ للمَرْءِ مَذْهَـبُ

لَئِنْ كنتَ قد بُلِّغْتَ عنِّـي خِـيانَةً * * * لَمُبْلِغُكَ الواشِي أَغَـشُّ وأَكْـذَبُ

ولسْتَ بمُسْتَبْبقٍ أَخاً لا تَـلُـمُّـهُ * * * على شَعَثٍ، أَيُّ الرِّجال المُهَذَّبُ

ولكنَّنِي كنتُ امْرأَ لِـيَ جـانِـبٌ * * * مِن الأَرْضِ فِيه مُسْتَرادٌ ومَطْلَبُ

مُلُوكٌ وإِخْوانٌ إِذا ما أَتَـيْتُـهُـمْ * * * أُحَكَّمُ في أَمْوالِـهِـمْ وأُقَـرَّبُ

كفِعْلِكَ في قَوْمٍ أَراكَ اصْطَنَعْتَهُم * * * فَلَمْ تَرَهُمْ في شُكْرِ ذلكَ أَذْنَبُـوا

أَلَمْ تَر أَنَّ اللّهَ أَعْطـاكَ سُـورَةً * * * تَرَى كلَّ ملْكِ دُونَها يَتَـذَبْـذَبُ

فإِنَّكَ شَمْسٌ والمُلُوكُ كَـواكِـبٌ * * * إِذا طَلَعَتْ لَمْ يَبْدُ مِنْهنَّ كَوْكَـبُ

قال

زهير بن أبي سلمى

إِنَّ البَخِيلَ مُلَوَّمٌ حـيثُ كـانَ ول * * * كِنَّ الجَوادَ على عِـلاَّتِـهِ هَـرِمُ

هو الجوادُ الذي يُعْطِـيكَ نـائِلَـهُ * * * عَفْواًن ويُظْلَمُ أَحْيانـاً فـيَظَّـلِـمُ

وإِنْ أَتاهُ خَـلِـيلٌ يومَ مَـسْـغَـبَةٍ * * * يقُولُ لا غائِبٌ مالِـي ولا حَـرِمُ

ومِنْ ضَريبَتِهِ التَّقْوَى، ويَعْصِمُـهُ * * * مِنْ سَيِّىءِ العَثَراتِ اللّهُ والرَّحِـمُ

مُوَرَّثُ المَجْدِ، لا يَغْتالُ هِـمَّـتَـهُ * * * عن الرِّيَاسَةِ لا عَجْـزٌ ولا سَـأَمُ

كالْهَنْدُوانِيِّ لا يُخْزيكَ مَـشْـهَـدُهُ * * * وَسْطَ السُّيُوفِ إِذا ما تُضْرَبُ البُهَمُ

قال

أيضاً

وفِـيهِـمْ مَـقـامـاتٌ حِـســانٌ وُجُـــوهُـــهـــا * * * وأَنْـدِيَةٌ يَنْـتَـابُـهـا الـقَـــوْلُ والـــفِـــعْـــلُ

فإِنْ جِـئْتَـهُـمْ أَلْـفَــيْتَ حَـــوْلَ بُـــيُوتِـــهـــمْ * * * مَجـالِـسَ قـد يُشْـفَـى بـأَحْـلامِـهـا الـجَـهْـــل

بعَـــزْمَةِ مَـــأَمُـــورٍ مُـــطِـــيعٍ وآمِــــرٍ * * * مُطـاعٍ، فـلا يُلْـفَـى لـحَـزْمِــهِـــمُ مِـــثْـــلُ

علـى مُـكْـثِـر بِـهِـمْ رِزْقُ مَـنْ يَعْــتَـــرِيهـــمْ * * * وعـنـدَ الـمُـقِـلِّـينَ الـسَّـمـــاحَةُ والـــبَـــذْلُ

سَعَى بَعْدَهُمْ قَوْمٌ لِكَي يُدْركُوهُمُفلَمْ يَفْعَلُوا، ولَمْ يُلامُوا، ولَمْ يَأْلُوا

فما كانَ مِن خَيْرٍ أَتَوْهُ فإِنَّما * * * تَوارَثَـــهُ آبـــاءُ آبـــائِهِـــمْ قَـــبْــــــلُ

وهَـــلْ يُنْـــبِـــتُ الـــخَ"ِّيَّ إِلاَّ وَشِـــيجُـــهُ * * * وتُـغْـرَسُ إِلاَّ فـي مَـنـابِـتـهـا الـــنَّـــخْـــلُ

قال

الكميت زيد بن الأخنس

طَرِبْـتُ ومـا شَـوْقـاً إِلـــى الـــبِـــيضِ أَطْـــرَبُ * * * ولا لَـعِـبـاً مـنِّــي وذو الـــشَّـــيْبِ يَلْـــعَـــبُ

وَلَـمْ تُـلْــهِـــنِـــي دارٌ ولا رَسْـــمُ مـــنْـــزِلٍ * * * ولَـمْ يَتَـطَـرَّبْـنِـي بَـــنـــانٌ مُـــخَـــضَّـــبُ

ولا أَنـا مِـمَّــا يَزْجُـــرُ الـــطَّـــيْرَ هَـــمُّـــهُ * * * أَصـاحَ غُــرابٌ أَمْ تَـــعَـــرَّضَ ثَـــعْـــلَـــبُ

ولا الـسَّـانِـحـاتُ الـــبـــارحـــاتُ عَـــشِـــيَّةً * * * أَمَـرَّ سَـلِـيمُ الـــقَـــرْنِ أَمْ مَـــرَّ أَعْـــضَـــبُ

ولـكـنْ إِلـى أَهْـلِ الـفَـضـــائِلِ والـــنُّـــهَـــى * * * وخَـيْرِ بَـنِـي حَـــوَّاء، والـــخَـــيْرُ يُطْـــلَـــبُ

إِلـى الـنَّـفَـرِ الـبِـيضِ الـذين بـــحُـــبِّـــهـــمْ * * * إِلـى الـلّـهِ فِـيمـا نـــابَـــنِـــي أَتَـــقَـــرَّبُ

بَنِـي هـاشِـمٍ رَهْــطِ الـــنَّـــبِـــيِّ وأَهْـــلِـــهِ * * * بهِـمْ ولَـهُـــمْ أَرْضَـــى مِـــراراً وأغْـــضَـــبُ

خَفَـضْـتُ لَـهُـمْ مِـنِّــي جَـــنَـــاحَـــيْ مَـــوَدَّةٍ * * * إِلـى كَـنَـفٍ وعِـطْـفـــاهُ أَهْـــلٌ ومَـــرْحَـــبُ

وكــنـــتَ لَـــهُـــمْ مِـــن هَـــؤُلاءِ وهَـــؤُلا * * * مِجَـنّـــاً، عـــلـــى أَنِّـــي أُذَمُّ وأُقْـــصَـــبُ

فلا زِلْـتُ فِـيهِـمْ حـيثُ يَتَّـــهِـــمُـــونَـــنِـــي * * * ولا زِلْـتُ فـي أَشْـبـاعِـــهِـــمْ أَتَـــقَـــلَّـــبُ

فمـــا لِـــيَ إِلاَّ آلَ أَحـــمـــــدَ شِـــــــيعَةٌ * * * ومـا لِـيَ إِلاَّ مَـذْهَـــب الـــحَـــقِّ مَـــذْهـــبُ

إِلـيكـمْ ذوي آلِ الـنَّــبِـــيِّ تَـــطَـــلَّـــعَـــتْ * * * نَوازِعُ مِـن قَـلْــبِـــي ظِـــمـــاءُ وأَلْـــبُـــبُ

بأَيِّ كـــتــــــابٍ أَم بـــــــأَيَّةِ سُـــــــنَّةٍ * * * يُرَى حُـبُّـهُـمْ عـــاراً عـــلـــيَّ ويُحْـــسَـــبُ

يُشِـــيرُونَ بـــالأَيْدِي إِلـــيَّ، وَقَـــوْلُـــهُــــمْ * * * أَلا خـابَ هـذا، والـــمُـــشِـــيرُونَ أَخْـــبَـــبُ

وَجَــدْنـــا لـــكـــمْ فـــي آلِ حـــامِـــيمَ آيَةً * * * تَأَوَّلَـهـــا مِـــنَّـــا تَـــقِـــيٌّ ومُـــعْـــربُ

علـــى أَيِّ جُـــرْمٍ أَمْ بـــــــأَيَّةِ سِـــــــيرَةٍ * * * أُعَـنَّـفُ فـــي تَـــقْـــرِيبِـــهِـــمْ وأُكَـــذَّبُ

أُنـاسٌ بـهِـمْ عَـزَّتْ قُـرَيْشٌ فـــأَصْـــبَـــحَـــتْ * * * وفِـيهِـمْ خِـبـاءُ الـمَـكْـرمـاتِ الـمَـــطَـــنَّـــبُ

أُولئِكَ إِنْ شَطَّتْ بهِمْ غَرْبَةُ النَّوَىأَمانِيُّ نَفْسِي، والهَوَى حيثُ يَقْرُبُوا

مَضَوْا سَلَفاً، لابُدَّ أَنَّ طَريقَنا * * * إِلـيهـمْ تـغـــادٍ نَـــحْـــوَهُـــمْ مُـــتَـــأَوِّبُ

فَيا مُـوقِـــداً نـــاراً لِـــغَـــيْركَ ضَـــوْءُهـــا * * * ويا حـاطِـبـاً فـي حَـبْـل غَــيْركَ تَـــحْـــطِـــبُ

قال

جندب بن خارجة

بن سعد الطائي

إِلـى أَوْسِ بْـنِ حـارِثَةَ بـنِ لأَمٍ * * * لِيَقْضِيَ حاجَتِي فِيمَنْ قَـضـاهـا

فَما وَطِىء الحَصَى مِثْلُ ابن سُعْدَى * * * ولا لَبسَ النِّعالَ ولا احْـتَـذاهـا

إِذا ما رايَةٌ رُفِـعَـتْ لِـمَـجْـدٍ * * * سَما أَوْسٌ إِليهـا فـاحْـتَـواهـا

قال

الشماخ بن ضرار الذبياني

إسلامي

ولَسْتُ إِذا الهُمُومُ تَجَرَّضَتْنِـي * * * بأَخْضَعَ في الحَوادِثِ مُسْتَكِينِ

فَسلِّ الهَمَّ عنكَ بـذاتِ لَـوْث * * * عُذافِرَةٍ مُضَـبَّـرَة أَمُـون

إِذا بَلَّغْتِنِي وحَمَلْتِ رَحْـلِـي * * * عَرابَةَ، فاشْرَقِي بدَمِ الوَتِـينِ

إِليكَ بَعَثْتُ رَاحِلَتِي تَشَـكَّـى * * * حُرُوثاً بَعْدَ مَحْفِدِها السَّمِـينِ

إِذا الأَرْطَى تَـوَسَّـدَ أَبْـرَدَيْهِ * * * خُدُودُ جَوازِىءٍ بالرَّمْلِ عِينِ

رَأَيْتُ عَرابَةَ الأَوْسِيَّ يَسْمُـو * * * إِلى الخَيْراتِ مُنْقَطِعَ القَرين

إِذا ما رايَةٌ رُفِعَتْ لـمَـجْـد * * * تَلَقَّاها عـرابَةُ بـالـيَمِـينِ

فِدىً لِعَطائِكَ الحَسَن المُوَفَّـى * * * رَجاءُ المُخْلِفاتِ مِن الظُّنُون

قال

أبو نواس الحكمي

أَقُولُ لِناقَتِي إِذْ بَلَّغَـتْـنِـي * * * لقَدْ أَصْبَحتِ عندِي باليَمِين

ولَمْ أَجْعَلْكِ لِلْغِرْبان نَهْـبـاً * * * ولا قُلْتُ اشْرَقِي بدَمِ الوَتِين

حَرُمْتِ على الأَزمَّةِ والوَلايا * * * وأَعْلاق الرِّحالَةِ والوَضين

قال

الفرزدق

أَقُولُ لِناقَتِي لَمَّـا تَـرامَـتْ * * * بِنا بِيدٌ مُسَرْبَـلَةُ الـقـتَـامِ

إِلامَ تَلَفَّتِينَ وأَنْـتِ تَـحْـتـي * * * وخَيْرُ النَّاسِ كُلِّهمُ أَمـامـي

مَتَى تَردِي الرُّصافَةَ تَسْتَريحِي * * * مِن التَّهْجير والدَّبَر الدَّوامـي

قال

أبو نواس الحكمي

فإِذا المَطِيُّ بِنا بَلَغْـنَ مـحـمـداً * * * فظُهُورُهُنَّ على الرِّجالِ حـرامُ

قَرَّبننا مِن خَيْر مَن وَطِىء الحَصَى * * * فَلَها عَـلَـيْنـا حُـرْمَةٌ وذِمـامُ

قال

عبد الله بن رواحة

إسلامي

إِذا بَلَّغْتِنِي وحَمَلْتِ رَحْلِـي * * * مَسِيرَةَ أَرْبَعٍ بَعْدَ الحِسـاءِ

فَشأْنَكِ، فانْعَمِي وخَـلاكِ ذَمٌّ * * * ولا أَرْجعُ إِلى أَهْلِي ورَائِي

قال

ذو الرمة

أَقُولُ لها، إِذْ شَمَّرَ السَّيْرُ واسْتَـوَتْ * * * بها البيدُ واسْتَنَّتْ عليها الحَـرائرُ

إِذا ابنُ أَبي مُوسَى بلالٌ بَلَـغْـتِـهِ * * * فقامَ بفَأْسٍ بَيْنَ عَـيْنَـيْكِ جـازرُ

وأَنتَ امْرُؤٌ مِن أَهْـلِ بَـيْتِ ذُؤَابَةٍ * * * لَهُمْ قَدَمٌ مَعْـرُوفَةٌ ومَـفـاخِـرُ

أُسُودٌ إِذا ما أَبْدَتِ الحَرْبُ ساقَـهـا * * * وفي سائِر الدَّهْر الغُيوثُ المَواطِرُ

يَطِيبُ تُرابُ الأَرْضِ إِنْ نَزَلُوا بها * * * وتَخْتالُ أَنْ تَعْلُو عليها المَنـابـرُ

وما زلْتَ تَسْمُو للمُعالي، وتَحْتَبـي * * * حُبا المَجْدِ مُذْ شُدَّت عليكَ المَآزرُ

قال

داود بن سلم

في قثم بن العباس

نَجَوْتِ مِن حَلٍّ ومِن رِحْـلَةٍ * * * يا ناقَ إِنْ قَرّيْتِنِي مِن قُـثَـمْ

إِنَّكِ إِنْ بَلَّـغْـتِـنِـيهِ غـداً * * * عاشَ لنا اليُسْرُ وماتَ العَدَمْ

في باعِهِ طُولٌ، وفي وَجْهِـهِ * * * نُورٌن وفي العِرْنِين مِنْه شَمَمْ

لَمْ يَدْرِ مالاً، وبَلَى قـد دَرَى * * * فَعافَها، واعْتاضَ عَنْها نَعَـمْ

أَصَمُّ عن ذِكْرِ الخَنا سَمْعُـهُ * * * وما عن الخبر بهِ مِن صَمَمْ

قال

ذو الرمة

سَمِعْتُ، النَّاسُ يَنْتَجعُونَ غَيْثـاً * * * فقُلْتُ لِصَيْدَحَ: انْتَجِعِي بِلالا

تُناخِي عندَ خَيْرِ فتـىً يَمـانٍ * * * إِذا النَّكْباءُ عارَضَتِ الشَّمـالا

وأَبْعَدِهِمْ مَسافَةَ غَوْرِ عَـقْـلٍ * * * إِذا ما الأَمْرُ ذُو الشُّبُهاتِ غَالا

وخَيْرهِمُ مآثِـرَ أَهْـلِ بَـيْتٍ * * * وأَكْرَمِهِمْ، وإِنْ كَرُمُوا، فَعالا

كأَنَّ النَّاسَ حينَ تَمُرُّ حَـتَّـى * * * عَواتِقَ لَمْ تكنْ تَدَعُ الحِجـالا

قِياماً يَنْظُـرُون إِلـى بِـلالٍ * * * رِفاقُ الحَجِّ أَبْصَرَتِ الهِلالا

فَقَدْ رَفَعَ الإِلهُ بِـكُـلِّ أُفْـقٍ * * * لِضَوْئِكَ يا بِلالُ سَناً طُـوالا

كضَوْءِ الشَّمْسِ لَيْسَ بهِ خَفاءُ * * * وأُعْطِيتَ المَهابَةَ والجَمـالا

تَرَى مِنهُ العِمامَةَ فَوْقَ وَجْـه * * * كأَنَّ على صَحِيفَتِهِ صِـقـالا

قال

المثقب العبدي

فَسَلِّ الهَمَّ عنكَ بـذاتِ لَـوْثٍ * * * عُذافِرَةٍ كمِطْـرَقَةِ الـقُـيُون

إِذا ما قُمْتُ أَحْدِجُهـا بـلَـيْلٍ * * * تَأَوَّهُ آهَة الرَّجْـلِ الـحَـزِينِ

تقولُ إِذا دَرَأْتُ لها وَضِـينـاً * * * أَهَـذا دينُـهُ أَبـداً ودِينِــي

أَكُلُّ الدَّهْرِ حَـلٌّ وارْتِـحـالٌ * * * أَمَا تُبْقِي عَلَيَّ ولا تَـقِـينِـي

ثَنَيْتُ زِمامَها، وَوَضَعْتُ رَحْلِي * * * ونُمْرُقَةً رَفَدْتُ بِها يَمِـينِـي

فَرُحْتُ بِها تُعارِضُ مُسَبْطِـرّاً * * * على صَحْصاحِهِ وعلى المُتُونِ

إِلى عَمْرٍو ومِن عَمْرٍو أَتَتْنِـي * * * أَخِي النَّجَداتِ والحِلْمِ الرَّصِين

قال

جنادة بن مرداس العقيلي

إِليكَ اعْتَسَفْنا بَطْنَ خَبْتٍ بِـأَيْنُـقٍ * * * نَوازِعَ، لا يَبْغِينَ غَيْرَكَ مَنْـزِلا

رُعَيْنَ الحِمَى شَهْرَيْ رَبيعٍ كِلَيْهِما * * * فجئْنَ كما شَيَّدْتَ بالشِّيدِ هَيْكـلا

فلمَّا رَعاها السَّيْرُ عادَتْ كأَنَّهـا * * * أَهِلَّةُ صَيْف رَدَّها البُرْجُ أُفَّـلا

قال

الأعشى ميمون

أَغَرُّ أَبْلَجُ يُسْتَسْقَـى الـغَـمـامُ بـهِ * * * لو صارَعَ القَوْمَ عن أَحْسابِهمْ صَرَعَا

قد حَمَّلُوهُ حَدِيثَ السِّنِّ ما حَمَـلَـتْ * * * ساداتُهُمْ فأَطاقَ الحِمْلَ واضْطَلَـعـا

لا يَرْقَعُ النَّاسُ ما أَوْهَى ولَوْ جَهَـدُوا * * * أَنْ يَرْقَعُوه ولا يُوهُونَ ما رَقَـعـا

قال

أبو الشيمي محمد بن عبد الله

الخزاعي

وعِصابَةٍ صَرَفَتْ إِليكَ وُجُوهَهـا * * * نَكَباتُ دَهْرٍ للفَتَى عَـضَّـاضِ

شَدُّوا بأَكْوارِ الرِّحالِ مَطِـيَّهُـمْ * * * مِن كُلِّ أَهْوَجَ لِلْحَصَى رَضَّاضِ

قَطَعُوا إِليكَ نِياطَ كُـلِّ تَـنُـوفَةٍ * * * ومَهامِه مُلْسِ المُتُونِ عِـراضِ

أَكَلَ الوَجِيفُ لُحُومَها ولُحُومَهُـمْ * * * فأَتَوْكَ أَنْقاضاً علـى أَنْـقـاضِ

ولقَدْ أَتَيْنَ على الزَّمانِ سَواخِطـاً * * * ورَجَعْنَ عنكَ وهُنَّ عنهُ رَواضِ

لأَبِي محمدٍ المُرَجَّـى راحَـتـا * * * مَلِكٍ إِلى شَرَفِ العُلَى نَهَّـاضِ

فَيَدٌ تَدَفَّـقَ بـالـنَّـدَى لِـوَلِـيِّهِ * * * ويَدٌ على الأَعْداءِ سُـمٌّ قـاضِ

راضَ الأُمُورَ ورُضْنَهُ بعَـزيمة * * * وكَفاكَ رَأْيُ مُـرَوَّضِ رَوّاضِ

قال

الممزق شأس بن نهار

العبدي

يمدح عمرو بن النعمان بن المنذر الأكبر. وكان قد هم أن يغزو عبد القيس. فلما سمع بالقصيدة رجع عن ذلك.

ونـاجِـــيَةٍ عَـــدَّيْتُ مِـــن عِـــنْـــدِ مـــاجِـــدٍ * * * إِلـى واحِـدٍ مِــن غَـــيْرِ سُـــخْـــطٍ مُـــفَـــرِّق

لِتُـبْـلِـــغَـــنِـــي مَـــن لا يُكَـــدِّرُ نِـــعْـــمَةً * * * بغَـــدْرٍ ولا يَزْكُـــو إِلَـــيْهِ تَـــمَـــلُّـــقِــــي

تَخـاسَـى يَداهـا بــالـــحَـــصَـــى وَتُـــرضُّـــه * * * بأَسْـمَـــرَ صَـــرَّافٍ إِذا حَـــمْـــيَ مُـــطْـــرِقِ

وقَدْ ضَمَرتْ حتَّى الْتَقَى مِن نُسُوعِهاقُوَى ذِي ثَلاثٍ لَمْ تَكُنْ قَبْلُ تَلْتَقِي

وقَدْ تَخِذَتْ رِجْلِي إِلى جَنْبِ غَرْزِها * * * نَسِـيفـاً كـأُفْـحُـوصِ الـقَـطـــاةِ الـــمُـــطَـــرِّقِ

وأَضْـحَـتْ بِـجَـوٍّ يَصْــرُخُ الـــذِّيبُ حَـــوْلَـــهـــا * * * وكـانَـتْ بِـقـاعٍ نـاعِـمِ الـنَّـبْـــتِ سَـــمْـــلَـــقِ

تَرُوحُ وتَـــغْـــدُو مـــا يُحَـــلُّ وَضِـــينُـــهـــا * * * إِلـيكَ ابـنَ مــاءِ الـــمُـــزْنِ وابـــنَ مُـــحَـــرِّقِ

عَلَوْتُمْ مُلُوكَ الأَرْضِ بالحَزْمِ والتُّقَىوغَرْبِ نَدىً مِن غُرَّةِ المَجْدِ يَسْتَقِي

وأَنتَ عَمُودُ المُلْكِ مَهْما تَقُلْ يُقَلْ * * * ومَـهْـمـا تَـضَـعْ مِــن بـــاطـــل لا يُحَـــقَّـــقِ

فإِنْ يَجْبُنُوا تَشْجُعْ، وإِنْ يَبْخَلُوا تَجُدْوإِنْ يَخْرُقُوا بالأَمْرِ تَفْصِلْ فتَفْـرُقِ

أَحَقَّاً أَبَيْتَ اللَّعْنَ أَنَّ ابنَ فَرْتَنَىعلى غَيْرِ إِجْرامٍ بِرِيقِي مُشَرِّقِي

فإِنْ كنتُ مَأْكُولاً فكُنْ أَنتَ آكِلِي * * * وإِلاَّ فـــأَدْرِكْـــنِـــي ولَـــمَّـــا أُمَـــــــزَّقِ

قال

الأحوص بن محمد

بن عبد الله بن عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح الأنصاري

إِذا كُنْتَ عِزْهاةً عن اللَّهْوِ الصِّـبـا * * * فكُنْ حَجَراً مِن يابِسِ الصَّخْرِ جَلْمَدا

هلِ العَيْشُ إِلاَ ما تَلَذُّ وتَـشْـتَـهِـي * * * وإِنْ لامَ فِيهِ ذُو الشَّـنـانِ وفَـنَّـدَا

لَعَمْري لَقَـدْ لاقَـيْتُ يومَ مُـوَقَّـرٍ * * * أَبَا خالِد في الحَيِّ يَحْمِـلُ أَسْـعُـدا

وأَوْقَدْتُ نارِي باليَفـاعِ فـلَـمْ تَـدَعْ * * * لِنِيرانِ أَعْدائِي بِنُعْـمـاكَ مَـوْقِـدا

وما كانَ مالِي طارِفاً عن تِـجـارَةٍ * * * وما كانَ مِيراثاً مِن المالِ مُـتْـلَـدا

ولـكـنْ عَـطـــاءٌ مِـــن إِمـــامٍ مُـــبـــارَك * * * مَلاَ الأَرْضَ مَــعْـــرُوفـــاً وعَـــدْلاً وسُـــؤدُدا

فإِنْ أَشُـكُـرِ الـنُّـعْـمُـى الـتـي سَـلَـفَـــتْ لـــهُ * * * فأَعْـظِـمْ بِــهـــا عِـــنْـــدِي إِذا ذُكِـــرَتْ يَدا

أَهـانَ تِـلادَ الـمـالِ لِـــلـــحَـــمْـــدِ إِنَّـــهُ * * * إِمـامُ هُـدىً يَجْـرِي عـلـــى مـــا تَـــعَـــوَّدا

فكَـمْ لـكَ عِـنْـدِي مِـن عَــطـــاءٍ ونِـــعْـــمَةٍ * * * تَسُـــوءُ عَـــدُوّاً غـــائِبِـــينَ وشُـــهَّــــدا

فَلَوْ كانَ بَذْلُ المالِ والعُرْفِ مُخْلِداًمِن النَّاسِ إِنْساناً لَكُنتَ المُخَلَّدا

فأُقْسِمُ لا أَنْفَكُّ ما عِشْتُ شاكِراً * * * لِنُـعْـمـاكَ مـا نـاحَ الـــحـــمَـــامُ وغَـــرَّدا

قال

الفرزدق

تقُـولُ لـــمَّـــا رَأَتْـــنِـــي وَهْـــيَ طَـــيِّبَةٌ * * * علـى الـفِـراشِ ومِـنْـهـا الـدَّلُّ والـــخَـــفَـــرُ

أَصْـدِرْ هُـمُـومَــكَ لا يَقْـــتُـــلْـــكَ وارِدُهـــا * * * فكُـــلُّ وَارِدَةٍ يَوْمـــاً لـــهـــا صَـــــــدَرُ

فعُـجْـتُـهـا قِـبَـــلَ الأَخْـــبـــارِ مَـــنْـــزِلَةً * * * والـطَّـيِّبِـي كُـلِّ مـا الْـــتـــاثَـــتْ بـــهِ الأُزُرُ

إِذا رَجا الرَّكْبُ تَعْرِيساً ذَكَرْتَ لَهُمْغَيْثاً يكُونُ على الأَيْدِي لهُ دِرَرُ

وكَيْفَ تَرْجُونَ تَغْمِيضاً وأَهْلُكُمُ * * * بِحَـيْثُ تَـلْـحَـسُ عـن أَوْلادِهـــا الـــبَـــقَـــرُ

سِيرُوا، فـإِنَّ ابـنَ لَـيْلَــى عـــن أَمـــامِـــكُـــمُ * * * وبـادِرُوهُ فـــإِنَّ الـــعُـــرْفَ مُـــبْـــتَـــدَرُ

فأَصْبَحُوا قَدْ أَعَادَ اللّهُ دَوْلَتَهُمْإِذْ هُمْ قُرَيْشٌ وإِذْ ما مِثْلَهُمْ بَـشَـرُ

ولَنْ يَزالَ إِمامٌ مِنهُم مَلِكٌ * * * إِلـيه يَشْـخَـصُ فَـوْقَ الـمِـنْـبَـرِ الـــبَـــصَـــرُ

قال

الأحوص بن محمد

بن عبد الله بن عاصم الأنصاري

فَلأشكُرَنَّكَ حُسْنَ ما أَوْلَيْتَنِـي * * * شُكْراً تَحُلُّ بِهِ المَطِيُّ وتَرْحَلُ

مِدَحاً يكونُ لكُمْ غَرائِبُ شِعْرِها * * * مَبْذُولَةً ولِغَيْرِكُـمْ لا تُـبْـذَلُ

وأَرَاك تَفْعَلُ ما تَقولُ وبَعْضُهم * * * مَذِقُ اللِّسان يقولُ ما لا يَفْعَلُ

إِنَّ امْرَءً قد نالَ منـكَ قَـرابةً * * * يَرْجُو مَنافِعَ غَيْرِها لَمُضَلَّـلُ

قال

كثير بن عبد الرحمن

الخزاعي

عَجِبْتُ لِتَرْكِي خُطَّةُ الرُّشْدِ بَعْدَما * * * بَدا لِيَ مِن عَبْد العزيز قَبُولُـهـا

حَلَفْتُ بِرَبِّ الرَّاقِصاتِ إِلى مِنىً * * * يَغُولُ البلادَ نَصُّها وذَمِـيلُـهـا

لَئِنْ عادَ لِي عبدُ العزيزِ بِمِثْلِـهـا * * * وأَمْكَنَنِي مِنْها إِذَنْ لا أُقِـيلُـهـا

إِذا ابْتَدَرَ النَّاسُ المَكارِمَ بَـذَّهُـمْ * * * عَراضَةُ أَخْلاقِ ابنِ لَيْلَى وطُولُها

بَسَطْتَ لِباغِي العُرْفِ كَفّاً خَصِيَةً * * * تَنالُ العِدَى بَلْهَ الصَّدِيقَ فُضُولُها

قال

محمد بن عبيد الله بن عمرو بن معاوية بن عتبه بن أبي سفيان

رَأَيْنَ الغَوانِي الشَّيْبَ لاحَ بمَفْرِقيفأَعْرَضْنَ عَنِّي عَنِّي بالوُجُوهِ النَّواضِرِ

وكُنَّ إِذا أَبْصَرْنَنِي أَو سَمِعْنَنِي * * * دَنَـوْنَ فَـرَقَّـعْـنَ الـكُـوَى بــالـــمَـــحـــاجِـــرِ

لَئِنْ حُـجِــمَـــتْ عَـــنِّـــي نَـــواظِـــرُ أَعْـــيُنٍ * * * رَمَـيْنَ بــأَحْـــداقِ الـــمَـــهـــا والـــجَـــآذِرِ

فإِنِّـــي مِـــن قَـــوْمٍ كَـــرِيمٍ نِـــجـــارُهُــــمْ * * * لأَقْـدامِـهِـمْ صـيغَـــتْ رُءُوسُ الـــمَـــنـــابـــر

قال

الشماخ بن ضرار الذبياني

مخضرم

وشُعْثٍ نَشاوَى مِن كَرىً عندَ ضُمَّرٍ * * * أَنَخْنَ بَجْعجاعٍ كَرِيم الـمُـعَـرَّجِ

بَعَثْتُهُمُ واللـيلُ حَـيْرانُ ضـارِبٌ * * * بأَرْواقِهِ والصُّبْـحُ لَـمْ يَتَـبَـلَّـجِ

وأَشْعَثَ قَدْ قَدَّ السِّفارُ قَـمِـيصَـهُ * * * وَجَرُّ شِواءٍ بالعَصا غيرُ مُنْضَـجِ

دَعَوْتُ إِلى ما نابَنِي فأَجـابَـنِـي * * * كَرِيمٌ مِن الفِتْيانِ غـيرُ مُـزَلَّـجِ

فتىً يَمْلأُ الشِّيزَى ويُرْوِي سِنانَـهُ * * * ويَضْرِبُ في رَأْسِ الكَمِيِّ المُدَجَّجِ

فتىً لَيْس بالرَّاضِي بأَدْنَى مَعِـيشَةٍ * * * ولا في بُيُوتِ الحَيِّ بالمُـتَـوَلـجِ

قال

الأحوص زيد بن عتاب

اليربوعي

وكنتُ إِذا ما بابُ مَلْـكٍ قَـرَعْـتُـهُ * * * قَرَعْتُ بآباءٍ ذَوِي شَـرَفٍ ضَـخْـمِ

بآبـاءِ عَـتَّـابٍ وكـانَ أَبُـوهُــمُ * * * إِلى الشَّرَفِ الأَعْلَى بآبـائِهِ ينْـمِـي

هُمُ مَلَكُـوا الأَمْـلاكَ آلَ مُـحَـرِّقٍ * * * وزادُوا أَبا قابُوسَ رَغْماً على رَغْـمِ

وكُنَّا إِذا قَوْمٌ رَمَيْنـا صَـفـاتَـهُـمْ * * * تَرَكْنا صُدُوعاً في الصَّفاةِ التي نَرْمِي

قالت

الذلفاء

هل مِن سَبِيلٍ إِلى خَمْرٍ فأَشْرَبَها * * * أَمْ هل سَبيلٌ إِلى نَصْرِ بن حَجَّاجِ

إِلى فَتىً ماجِدِ الأَعْراقِ مُقْتَـبَـلٍ * * * تُضِيءُ غُرَّتُهُ في الحالِكِ الدَّاجِي

نِعْمَ الفَتى في ظَلامِ اللَّيلِ نُصْرَتُهُ * * * لِبائِسٍ أَو لِمسْكِينٍ ومُـحْـتـاجِ

قال

الفرزدق همام بن غالب

هذا الـذي تَـعْـرِفُ الـبَـــطْـــحـــاءُ وَطْـــأَتَـــهُ * * * والـبَـيْتُ يَعْـــرِفُـــهُ والـــحِـــلُّ والـــحَـــرَمُ

هذا ابـنُ خَـيْرِ عِـبـــادِ الـــلّـــهِ كُـــلِّـــهِـــمُ * * * هذا الـتَّـقِـيُّ الـنَّـقِـيُّ الـطَّـاهِــرُ الـــعَـــلَـــمُ

إِذا رَأَتْـــهُ قُـــريْشٌ قال قـــائِلُـــهـــــــا * * * إِلـى مَـكـارِمِ هـــذا يَنْـــتَـــهِـــي الـــكَـــرَمُ

يَكـادُ يُمْــسِـــكُـــهُ، عِـــرْفـــانَ راحَـــتِـــهِ، * * * رُكْـنُ الـحَـطِــيمِ إِذا مـــا جـــاء يَسْـــتَـــلِـــمُ

مَنْ يَعْـــرِفِ الـــلّـــهَ يَعْــــرِفْ أَوَّلِـــــــيَّةَ ذا * * * الــدِّينُ مِـــن بَـــيْتِ هـــذا نـــالَـــهُ الأُمَـــمُ

فلَـــيْسَ قَـــوْلُـــكَ مَـــنْ هـــذا بِـــضـــائِرِهِ * * * الـعُـرْبُ تَـعْـرِفُ مَـن أَنْـكَـــرْت والـــعَـــجَـــمُ

هذا ابـنُ فـاطـــمة إِنْ كُـــنـــتَ جـــاهِـــلَـــهُ * * * بجَـدِّهِ أَنْـبِــياءُ الـــلّـــهِ قـــد خُـــتِـــمُـــوا

لو يَعْـلَـمُ الـبَـيْتُ مَـن قـــد جـــاء يَلْـــثِـــمُـــهُ * * * لَظَـلَّ يَلْـثِـمُ مِـــنْـــه مـــا وَطِـــي الـــقَـــدَمُ

يَنْشَقُّ نُورُ الهُدَى عن نُورِ غُرَّتِهِكالشَّمْسِ تَنْجابُ عن إِشْراقِها الظُّلَـمُ

ما قال لا قَطُّ إِلاَّ في تَشَهُّدِهِ * * * لَوْلا الـتَـــشَـــهُّـــدُ كـــانـــتْ لاءهُ نَـــعَـــمُ

يَنْـمِـي إِلـى ذِرْوَةِ الـمَـجْـدِ الــتـــي قَـــصُـــرَتْ * * * عن نَـيْلِـهــا عَـــرَبُ الإسْـــلامِ والـــعَـــجَـــمُ

إِنْ عُدَّ أَهْلُ التُّقَى كانُوا أَئِمَّتَهُمْأَو قِيلَ: مَن خَيْرُ أَهْلِ الأَرْضِ قِيلَ: هُم

مَنْ جَدُّهُ دانَ فَضْلُ الأَنَّبياءِ لهُ * * * وفَـــضْـــلُ أُمَّـــتِـــهِ دانَـــتْ لـــهُ الأُمَـــمُ

لا يُخْـلِـفُ الـوَعْـدُ، مَـيْمُـــونٌ نَـــقِـــيَبـــتُـــهُ، * * * رَحْـبُ الـــفِـــنـــاءِ، أَرِيبٌ حـــينَ يَعْـــتَـــزِمُ

مِن مَـعْـشَـرٍ حُـبُّـهُـــمْ دِينٌ، وبُـــغْـــضُـــهُـــمُ * * * كُفْـرٌ، وقُـرْبُـهُـمُ مَـنْـجــىً ومُـــعْـــتَـــصَـــمُ

مُقَـدَّمٌ بَـــعْـــدَ ذِكْـــرِ الـــلّـــهِ ذِكْـــرُهُـــمُ * * * في كُـلِّ دِينٍـن ومَـخْــتُـــومٌ بـــهِ الـــكَـــلِـــمُ

يُسْـتَـدْفَـعُ الـبـؤْسُ والـبَـلْــوَى بـــحُـــبِّـــهِـــمُ * * * ويُسْـتَــرَبُّ بـــهِ الإِحْـــســـانُ والـــنِّـــعَـــمُ

همُ الغُيُوثُ إِذا ما أَزْمَةٌ أَزَمَتْوالأُسْدُ أُسْدُ الشَّرَى والبَأْسُ مُـحْـتَـدِمُ

يَأْبَى لَهُمْ أَنْ يَحُلَّ الذَّمُّ ساحَتَهُمْخِيمٌ كَرِيمٌ وأَيْدٍ بالنَّدَى هُضُمُ

قال

الحزين بن وهب الكناني

أموي الشعر

قالُوا: دِمَشْقَ، فإِنَّ الخَيِّرِينَ بها،ثُمَّ ائْتِ مِصْرَ فَثَمَّ النَّائِلُ العَمَمُ

لَمَّا وَقَفْتُ عليهِ بالجُمُوعِ ضُحىً * * * وقـد تَـعَـرَّضَـتِ الـحُـجّـــابُ والـــخَـــدَمُ

حَيَّيْتُـهُ بِــسَـــلامٍ وَهْـــوَ مُـــرْتَـــفِـــقٌ * * * وضَـجَّةُ الـقَـوْمِ عـنـدَ الـبـــابِ تَـــزْدَحِـــمُ

يُغْـضِـي حَـياءً ويُغْـضَـى مِـن مَـهـابَـــتِـــهِ * * * فلا يُكَـــلَّـــمُ إِلاَّ حِـــينَ يَبْـــتَـــسِــــمُ

في كَفِّهِ خَيْزُرانٌ ريحُهُ عَبِـقٌ * * * مِن كَفِّ أَرْوَعَ في عِرْنِينِهِ شَمَمُ

لا يُخْلِفُ الوَعْدَ، مَيْمُونٌ نَقِيبَتُـهُ * * * رَحْبُ الفِناءِ أَرِيبٌ حينَ يَعْتَزِمُ

كمْ صارِخٍ بكَ مِن راجٍ وراجِيَةٍِ * * * يَدْعُوكَ: يا قُثَمَ الخَيْراتِ، يا قُثَمُ

قال

أبو الطمحان القيني

إِذا لَبسُوا عَمائِمَهمْ ثَـنَـوْهـا * * * على كَرَمٍ، وإِنْ سَفَرُوا أَنارُوا

يَبِيعُ ويَشْتَري لَهـمُ سِـواهُـمْ * * * ولكنْ بالرِّماحِ هُـمُ تِـجـارُ

إِذا ما كنْتَ جارَ بَنِـي لـؤَيٍّ * * * فأَنتَ لأكْرَمِ الثَّقَلَـيْن جـارُ

قال

عبد الرحمن بن حسان

بن ثابت الأنصاري

أَعِفّاءُ تَحْسِبُهـمْ لِـلْـحـيا * * * ءِ مَرْضَى تَطاوَلُ أَسْقامُها

يَهون عليهم إِذا يَغْضَـبُـو * * * نَ سُخْط العُداةِ وإِرْغامُهـا

وَرتْق الفتوق، وفَتْق الرُّتوق * * * ونَقْض الأُمُور وإِبْرامُهـا

قال

الكميت

قادَ الجُيُوشَ لخَمْسَ عَشْرَةَ حِجَّةً * * * ولِداتهُ إِذْ ذاكَ فـي أَشْـغـالِ

قَعَدَتْ بهمْ هِمَّاتهمْ، وسَمَتْ بـهِ * * * هِمَمُ المُلوكِ وسَوْرَة الأبْطـالِ

في كَفِّهِ قَصَباتُ كُلِّ مُـقَـلَّـد * * * يَوْمَ الرِّهان وفَوْزُ كُلِّ نِضـالِ

قال

حمزة بن بيض الحنفي

أَتَيْناكَ فِي حاجَةٍ فاقْضِـهَـا * * * وقُلْ مَرْحَباً يَجِبِ المَرْحَـبُ

فإِنَّكَ في الفَرْعِ مِـن أُسْـرَةٍ * * * لها البَيْتُ والشَّرْقُ والمَغْرِبُ

بَلَغْتَ لِعَشْرٍ مَضَتْ مِن سِنِيْ * * * كَ ما يَبْلُغُ السَّـيِّدُ الأَشْـيَبُ

فَهَمُّكَ فِيها جسـامُ الأُمُـورِ * * * وهَمُّ لِداتِـكَ أَنْ يَلْـعَـبُـوا

قال

أبو الجويرية العبدي

أموي الشعر

أَنَخْنا بِفَـيّاضِ الـيَدَيْنِ، يَمـينُـهُ * * * تُبَكِّرُ بالمَعْـرُوفِ ثُـمَّ تَـرَوَّحُ

ويُدْلِجُ في حاجاتِ مَن هـو نـائِمٌ * * * ويُورِي كَرِيماتِ النَّدَى حينَ يَقْدَح

إِذا اعْتَمَّ بالبُرْدِ اليَمانِيِّ خِـلْـتَـهُ * * * هِلالاً بَدا في جانِبِ الأُفْقِ يَلْمَحُ

يَزِيدُ على سَرْوِ الرِّجالِ بسَـرْوِهِ * * * ويَقْصُرُ عنه مَدْحُ مَن يَتَـمَـدَّحُ

يَمُدُّ نِجادَ السَّيْفِ حـتَّـى كـأَنَّـهُ * * * بأَعْلَى سَنامَيْ فالِـجٍ يَتَـطَـوَّحُ

يُلَقِّحُ نارَ الحَرْبِ بَعْدَ حِـيالِـهـا * * * ويَخْدِجُها إِيقاعُهُ حينَ تَـلْـقَـحُ

قال

كثير عزة

جَرَى ناشِئاً للحَمْدِ في كُلِّ حَلْبَة * * * فجاء مَجيىء السَّابِقِ المُتَمَهِّـلِ

أشَدُّ حَياءً مِـن فَـتـاةٍ حَـيِيَّةٍ * * * وأَمْضَى مَضاء مِن سِنانٍ مُؤَلَّلِ

قال

أمية بن أبي الصلت

مخضرم

أَأَذْكُرُ حاجَتِي أَم قد كَفانِـي * * * حَياؤُكَ، إِنَّ شِيمَتَكَ الحَـياءُ

وعِلْمُكَ بالحُقُوق وأَنْتَ فَرْعٌ * * * لكَ الحَسَبُ المُؤَثَّلُ والسَّناءُ

خَلِـيلٌ لا يُغَـيِّرُهُ صـبـاح * * * عن الخُلُقِ الجَمِيلِ ولا مَساءُ

إِذا أَثْنَى عليكَ المَرْءُ يَوْمـاً * * * كَفاهُ مِن تَعَرُّضِهِ الثَّـنـاءُ

يُبارِي الرِّيحَ مَكْرُمَةً وجُوداً * * * إِذا ما الكَلْبُ أَجْحَرَهُ الشِّتاءُ

قال

ولده

القاسم بن أمية

يا طالِبَ الخَيْراتِ عِنْدَ سَراتِنـا * * * أَقْصِدُ، هُدِيتَ، إِلى بنِي دُهْمانِ

الأَكْثَـرِينَ الأَطْـيَبِـينَ أُرُومَةً * * * أَهْلِ التَّراءِ وطَيِّبِي الأَعْطَـان

ولَقَدْ بَلَوْتُ النَّاسَ ثُمَّ خَبَرْتُـهُـمُ * * * فوَجَدْتُ أَكْرَمَهُمْ بَنِي الـدَّيَّان

قَوْمٌ إِذا نَزَلَ الحَرِيبُ بِدارِهِـمْ * * * تَرَكُوهُ رَبَّ صَواهِل وقِـيان

وإِذا دَعَوْتُهُـمُ لـيَوْمِ كَـرِيهَة * * * سَدُّوا شُعاعَ الشَّمسِ بالخِرْصان

لا يَنْكُتونَ الأَرْضَ عندَ سُؤالِهِمْ * * * لِتَطَلُّبِ العِلاَّتِ بـالـعِـيدان

بل يَبْسُطونَ وجُوهَهمْ فَتَرى لها * * * عندَ اللِّقاءِ كأَحْسَـنِ الأَلْـوان

قال

جرير بن الخطفي

فما كَعْبُ بن مامَةَ وابن سُعْدَى * * * بأَجْوَدَ منكَ يا عُمَرُ الجَـوادا

وتَبْنِي المَجْدَ يا عَمْرُ بنَ لَيْلَـى * * * وتَكْفِي المُمْحِلَ السَّنَةَ الجَمَادا

يَعُودُ الحِلْمُ منكَ على قـرَيشٍ * * * ونَفْرِجُ عنهمُ الكرَبَ الشِّـدادا

وتَدْعُو اللّهَ مُجْتَهِداً لِيَرْضَـى * * * وتَذْكرُ في رَعِيَّتِكَ المَـعـادا

تَزَوَّدْ مِثْلَ زادِ أَبِـيكَ فِـينـا * * * فنِعْمَ الـزَّادُ زادُ أَبـيكَ زادا

قال

عبد الله بن الزبير

وتروى لعمرو بن كميل

سأَشْـكـرَ عَـمْـراً إِنْ تَـراخَـــتْ مَـــنِـــيَّتِـــبـــي * * * أَيادِيَ لَـــمْ تُـــمْـــنَـــنْ وإِنْ هـــي جَـــلَّـــتِ

فتىً غيرُ مَحْجُوبِ الغِنَى عن صَدِيقِهِولا مُظْهِرُ الشَّكْوَى إِذا النَّعْلُ زَلَّتِ

رَأَى خَلَّتِي مِن حيث يَخْفَى مَكانُها * * * فكـانَـتْ قَـذَى عَـيْنَــيْهِ حـــتَّـــى تَـــجَـــلَّـــت

قال

أيضاً

فلا مَجْدَ إِلاَّ مَجْدُ أسْمَاء فَـوْقَـهُ * * * ولا جَرْىَ إِلاَّ جَرْىُ أَسْماء فاضِلُهْ

تَراهُ إِذا ما جِئْتَـهُ مُـتَـهَـلِّـلاً * * * كأَنَّكَ تُعْطِيهِ الذي أَنتَ سـائِلُـهْ

ولَوْ لَمْ يَكُنْ في كَفِّهِ غَيْرُ نَفْـسِـهِ * * * لجَادَ بِها، فَلْيَتَّق الـلّـهَ سـائِلُـهْ

قال

آخر

وكُنْتُ جَلِيسَ قَعْقاعِ بن شَوْرٍ * * * ولا يَشْقَى بقَعقاعٍ جَـلِـيسُ

ضَحُوكُ السِّنِّ إِنْ نَطَقُوا بخَيْر * * * وعندَ الشَّرِّ مِطْراقٌ عَبُوسُ

قال

حسان بن ثابت الأنصاري

للّهِ دَرُّ عِـصـابَةٍ نـادَمْـتُـهُـمْ * * * يوماً بجِلِّقَ في الـزَّمـان الأَوَّلِ

أَوْلادُ جَفْنَةَ حَوْلَ قَـبْـرِ أَبـيهـمُ * * * قَبْرِ ابن مارِيَةَ الجَوادِ المُفْضِـلِ

بِيضُ الوُجُوهِ، كَرِيمَةٌ أحْسابُـهُـمْ * * * شُمُّ الأُنُوفِ مِن الـطِّـرازِ الأَوَّلِ

يُغْشَوْنَ، حتَّى ما تَهِرُّ كِلابُـهُـمْ، * * * لا يَسْأَلُونَ عن السَّوادِ المُقْـبِـلِ

يَسْقُونَ مَن وَرَدَ البَرِيصَ عليهـمُ * * * بَرَدَى يُصَفَّقُ بالرَّحيقِ السَّلْسَـلِ

المُلْحِقينَ فَقِيرَهُـمْ بـغَـنِـيِّهِـمْ * * * والمُشْفِقِينَ على الضَّعِيفِ المُرْمِل

والضَّارِبِينَ الكَبْشَ يَبْرُقُ بَـيْضُـهُ * * * حتَّى يَطِيحَ بهِ بَنانُ المَـفْـصِـلِ

كِلْتَاهُما حَلَبُ العَصِير، فعاطِنِـي * * * بزُجاجَةٍ أَرْخاهُما لِلْمِـفْـصَـلِ

بزجاجةٍ رَقَصَتْ بِما في قَعْرِهـا * * * رَقَصَ الَقلُوصِ براكِبٍ مُسْتَعْجل

قال

الحطيئة جرول بن أوس العبسي

ماذا تَـــقُـــولُ لأَفْـــراخٍ بِـــذِي مَــــــرَخٍ * * * حُمْـرِ الـحَــواصِـــلِ لا مـــاءُ ولا شَـــجَـــرُ

أَلْـقَـيْتَ كـاسِـيَهُـمْ فـي قَـعْـرِ مُـــظْـــلِـــمَة * * * فاغْـفِـرْ، عـلـيكَ سَـلامُ الــلّـــهِ يا عُـــمَـــرُ

أَنْـتَ الإِمـامُ الـذي مِـن بَـعْــدِ صـــاحِـــبِـــهِ * * * أَلْـقَـتْ إِلـيكَ مَـقـالِـيدَ الـنُّـهَـى الــبَـــشَـــرُ

لَمْ يُؤْثِـرُوكَ بــهـــا إِذْ قَـــدَّمُـــوكَ لَـــهـــا * * * لكـنْ لأَنْـفُـسِـهِـمْ كـانـــتْ بـــكَ الـــخِـــيَرُ

فامْنُنْ على صِبْيَةٍ بالرَّمْلِ مَسْكَنُهُمْبَيْنَ الأَباطِحِ تَغْشاهُمْ بِها القِرَرُ

أَهْلِي فِداؤُكَ، كم بَيْنِي وبَيْنَهُمُ * * * مِن عَـرْضِ دَوِّيَّة يَعْـمَـى بـهــا الـــخَـــبـــرُ

قال

الأعشى ميمون

وكان قد أسره رجلٌ من كلب وكان قد هجاه وهو لا يعرفه فنزل ذلك الرجل بشريح بن السموأل، فمر بالأعشى فناداه بقوله:

شُرَيْحُ، لا تَتْرُكَنِّي بَعْدَ ما عَلِقَتْ * * * حِبالَكَ اليومَ بَعْدَ القِّدِّ أَظْفاري

قد جُلْتُ ما بَيْنَ بانِقْـيا إِلـى عَـدَنٍ * * * وطالَ في العُجْمِ تَكْراري وتَسْياري

فكانَ أَكْرَمَهُمْ عَهْـداً وأَوْثَـقَـهُـمْ * * * عَقْداً أَبُوكَ بعُرْفٍ غَـيْر إِنْـكـار

كالغَيْثِ ما اسْتَمْطَرُوهُ جادَ وابـلُـهُ * * * وفي الشَّدائِدِ كالمُسْتَأَسِدِ الضَّـاري

كُنْ كالسَّمَوْأَلِ إِذْ طافَ الهُمامُ بـه * * * في جَحْفَلٍ كَسَوادِ اللَّـيْلِ جَـرَّار

إِذْ سامَهُ خُلَّتَيْ خَسْفٍ، فقـالَ لـه: * * * قُلْ ما تَشاءُ، فإِنِّي سـامِـعٌ حـار

فقالَ: غَدْرٌ وثُكْلٌ أَنتَ بَـيْنَـهُـمـا * * * فاخْتَرْ، فَما فِيهما حَظٌّ لِمُخْـتـار

فشَكَّ غَيْرَ طَوِيلٍ، ثُـمَّ قال لـه: * * * اقْتُلْ أَسِيرَكَ، إِنِّي مانِـعٌ جـاري

فسَوْفَ يُعْقِبُنِيهِ، إِنْ ظَفِـرْتَ بـهِ، * * * رَبٌّ كَرِيمٌ وبِيضٌ ذاتُ أَطْـهـار

فاخْتارَ أَدْرُعَهُ كَيْ لا يُسَبَّ بـهـا * * * ولَمْ يَكُنْ وَعْدُهُ فِـيهـا بـخَـتَّـار

وَقَالَ لا أَشْتَري عاراً بـمَـكْـرُمَةٍ * * * فاخْتارَ مَكْرُمَةَ الدُّنْيا على العـار

والصَّبْرُ مِنْه قَدِيماً شِـيمَةٌ خُـلُـقٌ * * * وزَنْدُهُ في الوفَاءِ الثَّاقِبُ الـوَاري

فجاء شريح إلى الكلبي فقال: هبلي هذا الأسير المضرور، فوهبه له. فقال له شريح: أقم عندي حتى أكرمك. فقال الأعشى: من تمام صنيعك بي أن تعطيني ناقةً ناجيةً وتطلقني، ففعل. ومضى من ساعته. وبلغ الكلبي أنه الأعشى، وكان قد هجا ومه وهو لا يعرفه. فأرسل إلى شريح يطلبه منه، فأخبره بخبره، فندم على إطلاقه.

قال

الفرزدق

وكان قد هرب من زياد إلى سعيد بن العاص. فمثل بين يديه وعنده الحطيئة وكعب ابن جعيل، فاستجار به منه وأنشد.

أَرِقْتُ فلَمْ أَنَـمْ لَـيْلاً طَـوِيلا * * * أُراقِبُ هل أَرَى النَّسْرَيْن زالا

فقالَ لِيَ الذي يَعْنِيهِ شَـأْنِـي * * * نَصِيحَةَ نُصْحِهِ سِـرّاً وقَـالا

عليكَ بَنِي أُمَيَّةَ فاسْتَجِـرْهُـمْ * * * وخُذْ مِنْهُمْ لِما تَخْشَى حِـبـالا

حَلَفْتُ بمَنْ أَتَى كَنَفَيْ حِـراءٍ * * * ومَنْ وافَى بحَـجَّـتِـهِ إِلالا

إِليكَ فَرَرْتُ مِنْكَ ومِـن زِيادٍ * * * ولَمْ أَحْسِبْ دَمِي لَكُما حَـلالا

ولكِنِّي هَجَوْتُ، وقَدْ هَجانِـي * * * مَعاشِرُ قد رَضَخْتُ لَهُمْ سِجالا

فإِنْ يَكُنِ الهِجاءُ أَباحَ قَتْـلِـي * * * فَقَدْ قُلْنا لِشاعِـرِهـمْ وقَـالا

تَرَى الغُرَّ الجَحاجِحَ مِن قُرَيشٍ * * * إِذا ما الأَمْرُ في الحَدَثانِ غالا

قِياماً يَنْظُرُونَ إِلـى سَـعِـيدٍ * * * كَأَنَّهُـمُ يَرَوْنَ بـهِ الـهِـلالا

قال

السائب بن فروخ الأعمى

من مخضرمي الدولتين

لَيْتَ شِعْرِي مِن أَيْنَ رائِحَةُ المِسْ * * * كِ، وما إِنْ خالُ بالخَيْفِ أُنْسِـي

حينَ غابَتْ بَنُـو أُمَـيَّةَ عـنـهُ * * * والبَهالِيلُ مِن بَنِي عَبْد شَـمْـسِ

خُطَباءٌ على المَنابِـرِ، فُـرْسـا * * * نٌ عليها، وقَالَةٌ غَـيْرُ خُـرْسِ

أَهْلُ حِلْمٍ إِذا الحُلُومُ اسْتُـفِـزَّتْ * * * وَوُجُوهٌ مِثْلُ الدَّنانـير مُـلْـسِ




مِ



 توقيع : عبادي السوقي

أبحث عن الحقيقة شارك في صنع حياه مثاليه أمتلك المعرفة فإن هناك من يحاول إخفائها عنك حتى تظل أسيرا له

رد مع اقتباس