عرض مشاركة واحدة
قديم 09-08-2015, 08:52 AM   #12
مراقب عام القسم التاريخي


الصورة الرمزية السوقي الأسدي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: مجزرة جديدة في حق السوقيين في تن أهما



حقائق قتلة الأنبياء أو ورثتهم في القديم والحديث

إنه من تأمل في قتلة ورثة الأنبياء في كل عصر ومصر يجد الظلم البين من القتلة..والبغض البين للدين الحنيف، والاستهداف البين للقضاء على رجال الدين.. لذا فإن ما يرد من التنديد على تلك الجرائم المجرّمة دينا ودينا، إنما هو استناد إلى ما في تعاليم الوحيين من تعظيم ورثة الأنبياء، وتجريم التعرض لهم بأدنى الأذى فضلا عن القتل فيهم..كما تظاهرت نصوص الوحيين في بيان ذكر القتلة ومن قتلوه من الأنبياء وورثتهم..كل ذلك جاء بيانا لإنكار صنيع قتلة الأنبياء في قتلهم الأنبياء أشد الإنكار.. هذا وعلى التماس هدي الكتاب والسنة في بيان ذكر قتلة الأنبياء، والإنكار عليهم قتلهم الأنبياء جملة وتفصيلا، جاء ما قمت به من البيان والإنكار فيما وقع من قتلة ورثة الأنبياء في(تيناهما) مقربا بهذا النتديد أشد أنواع استنكار في إلحاق الأذى بأهل العلم خاصة ما بلغ حد القتل فيهم، وما وقع من تشريد من شردوا..إنه منكر من الفعل قام به خلف اليهود ـ عليهم لعنة الله والناس أجمعين.
يقول الإمام الشوكاني ـ رحمه الله تعالى ـ في معرض ذكر مستند ما نحن بصدد تأصيله: إِنَّهُ لَا يَكُونُ قَتْلُ الْأَنْبِيَاءِ بِحَقٍّ فِي حَالٍ مِنَ الْأَحْوَالِ لِمَكَانِ الْعِصْمَةِ.
بَلِ الْمُرَادُ نَعْيُ هَذَا الْأَمْرِ عَلَيْهِمْ وَتَعْظِيمُهُ، وَأَنَّهُ ظُلْمٌ بَحْتٌ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ.
وَيُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ:
إِنَّهُ لَيْسَ بِحَقٍّ فِي اعْتِقَادِهِمُ الْبَاطِلِ، لِأَنَّ الْأَنْبِيَاءَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ وَسَلَامُهُ لَمْ يُعَارِضُوهُمْ فِي مَالٍ وَلَا جَاهٍ، بَلْ أَرْشَدُوهُمْ إِلَى مَصَالِحِ الدِّينِ وَالدُّنْيَا، كَمَا كَانَ مِنْ شَعْيَا وَزَكَرِيَّا ويحيى، فإنهم قتلوهم وهم يعملون وَيَعْتَقِدُونَ أَنَّهُمْ ظَالِمُونَ.
المصدر: فتح القدير.
قلت: وإن كان ورثة الأنبياء ليسوا معصومين..إلا أن قتلتهم هم من أشد المجرمين إجراما وأقربهم إلى اتباع سبيل ملة قتلة الأنبياء ـ ملة الإجرام والقتل الآثم والظلم والجبن والصغار والذل وقساوة القلب وكره الدين وأهله..وحب المنكر والفحشاء والبغي والفساد في الأرض..كما يعلمون في حقيقة الأمر أنهم ظالمون في قتلهم الأبرياء العزل خاصة في صفوف أهل العلم..بل وإن استهداف قرية كهذه ما بين أهل العلم وذراريهم ومن في حكمهم ممن ليس حاملا للسلاح كل ذلك ظلم محض لرجال الدين، وبغض صريح للدين جملة وتفصيلا قام به أراذل الناس واقعا ومقاما وسمعة..فزين لهم الشيطان سوء أعمالهم القتلية الوحشية، وترويع الأطفال واستحياء النساء ليجمعوا بين سوئين ـ سوء اتباع سنة اليهود في قتل رجال الدين..وسوء اتباع سنة فرعون في استحياء النساء..كما قص الله في صنيع فرعون ـ لعنه الله تعالى ـ قال تعالى: { وَقَال المَلأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ ليُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلهَتَكَ قَال سَنُقَتِّل أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُون}
هذا فإقدام اليهود في قتل الأنبياء وإن كان من أنكر المنكرات إلا أنه وقع حكمة بالغة من جهة أخرى كما أشار إليها ابن عطية ـ رحمه الله تعالى ـ في قوله: ولم يجترم قط نبي ما يوجب قتله وإنما أتاح الله تعالى من أتاح منهم، وسلط عليه كرامة لهم وزيادة في منازلهم كمثل من يقتل في سبيل الله من المؤمنين.
المصدر: المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز
قلت: فكل ما يقال في حق الأنبياء مما ليس من خصائصهم يقال في حق ورثتهم كما أشار إليه..من حرمة جانب مقامهم خاصة في معرض إلحاق الأذى بهم، لا سيما ما بلغ حد قتلهم ـ والعياذ بالله من النفس الأمارة بالسوء ـ كما في قول ابن عطية، بعد كلامه الآنف الذكر..: كمثل من يقتل في سبيل الله من المؤمنين.
قلت: وذلك لأنهم مقتولون ظلما..لذا فالعلماء هم أحق وأحرى الناس ببلوغ مراتب الإيمان الكاملة على من سواهم، كما قال تعالى: { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}.
فالقتل في حقهم أعظم في حق قتل غيرهم من المؤمنين، لما لهم من ميزات كبرى وخصائص عظمى دينية في حق مقامهم العظيم عند الله تعالى.


 
 توقيع : السوقي الأسدي

رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
(الحشر:10)
.................................................. .........................
اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدَكِ وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ


رد مع اقتباس