222. محمد الصالح بن مُحمد الحسني الإجدشي السوقي :
هو الشيخ محمد الصالح بن مُحمد بن دانيال بن محمد بن أحمد بن كَلِكَ بن محمد ينتهي نسبه إلى الشريف إبراهيم الدغوغي(1) .
قال فيه الشيخ العتيق : كان علامة ولكن لم يصل إلى مرتبة(2) أبيه ولم يصل إلي من أخباره كثير (3)إلا أنه كان من الأمير فِهر بن الإنصار بمنزلة أبيه من أبيه في الاعتماد(4) عليه وهو الذي حرضه(5) على حرب فرنسا باسم الجهاد(6) في عام خمسة وثلاثين وثلاث مائة وألف 1335هـ فلما وقعت الهزيمة على فهر ومن معه في أضَرَنْبُكَرْ أخذه فرنسا في جماعة من أصحابه وماتوا في أيديهم(7).
وأما الآثار العلمية فإن كانت له فلم أقف على شيء منها ووقفت على رسالة منه إلى أمير أشَّرِفَنْ محمد إكْنَنْ بن محمد تشهد لمنشئها بالتمكن في اللسان العربي والحرص على إصلاح الأمة وعدم الخوف من ذوي السطوة إذا أراد النصح والإرشاد ولفظها بعد البسملة :
أيها الأخ ألم يأن لك أن تلوم نفسك على ما سبق منك من التفريط ، في القيام بما قام به سلفك الصالح من الشروط ، الذين كالوا الأمور بمستقيم قسطاسها ، وبنوا على أشد أساسها ، وخصوا كل أحد بما استحقه ، وأعطوا كل ذي حق حقه ، فيا لهم من قادة ما أحلمهم ومن سادة ما أكرمهم ، وما أغناك عن الانخراط في غير سلكهم ، وأفقرك للجري على إجريائهم ، أين أَمُّك وأين تذهب ، وأي شيء تطلب ، فليتك حين استخلفت فقحت بعد ما صاصات فتشيم بروق مزون حلومهم فتروده كل زمن ، وترد موارده وتسقي حتى تضرب بعطن ومن ثم تكون مولى رماها وسماها ، ومتبوء السلكى من مخلوجة سماها ، ويهدي إليك فرقدا حسن سيرتك الراغب ، ومنار صيتك الطالب ، وتكون على بساط الرشد جالسا ، ولبرود المجد لابسا ، فحينئذ ينبعث إليك بالخاصة الأمل ، وتمد إليك أعناقها العامة لا يعتريهم في ذلك الخجل . هذا وينبغي لك أن تتقبل مني هذا وتتلقاه بيد القبول والإقبال ، وتنظر إليه بعين الرضى والإجلال ، وتأخذه باليمين ، وتشد عليه يد الضنين ، ومع هذا كله أوصيك ونفسي بتقوى الله سرا وعلانية وبها يجلب إليك كل خير ، ويدفع عنك كل ضير ، وبطاعة أولي الأمر منكم وهم العلماء العاملون بعلمهم . والسلام )(8) .

قلت : تقدم في ترجمة أخيه محمد أحمد المعروف باسم إظبظب أن الشيخ العتيق وهم في ترجمة الشيخ محمد الصالح فظن أنه هو الملقب بإظبظب وليس كذلك ، فصاحب الترجمة قتل في موقعة فِلِنْجِ التي وقعت في عام 1334هـ تقريبا بين فهرٌ وأنصار المستعمر الفرنسي هو وعدد من المشائخ وستأتي تراجمهم إن شاء الله رحمهم الله(9) .