بعد ما علقت على الموضوع ولمحت إلى تنكب المحمود لذكر الناقة , راجعت القصيدة كاملة , فوجدت أنه قد سلك أيضا مسلك المقارنة في أول بيت من أبياته المتعلقة بالطائرة وإنما ركز الأخ الخرجي على أصرحها في الوصف المباشر فقط , وبما أنها تصب في مصب الوصف كلها , فأنا نقلتها هنا كاملة لتكتمل الصورة.
نعم المطي مطي لا تكل على=طول الدؤوب ولا تخشى أذى نقب
ما أنس لا أنس إذ تهوي بنا ولها=دوي راعدة من صيب سكب
فقلت للقوم لا تأسوا فموعدكم=عند الحبيب حيال القبر والقبب
إن لم أقف بالتجاه في غداة غد=فصبح ثانية يا طيب مرتقب
حتى إذا جازت الخرطوم وانتشقت=أرواحنا من نسيم القرب والقرب
طبنا وقر بنا فيها القرار فلو=نعاين الموت لم نرهب ولم نهب
فنعم مزدحم العشاق جؤجؤها=تفديه في سبحه خطارة النجب
ما تنقمون من الطيار إن له=عندي محاسن تربو عن حصى الكثب
ظل ظليل كراس صففت دعة=نوم على لذة في مضجع رحب
واها له سمكا يعلو بأجنحة=فوق السحائب أو طيرا بلا زغب
سبرتها فإذا صنع قد أتقنه=ذو فطنة حاذق فيما سوى القرب
شد المسامير سدد النوافذ عن=تدقيق فكر فلم يفتح سوى ثقب
كأن ألواحه من حسن ما التأمت=لوح وتحسبها شقت من الهضب
ما ثم من وصمة إلا ارتجاجتها=عند الهبوط وإلا ضجة اللهب
هذي تصم وهذه تغم وما=ضرت بشيء وإن أفضت إلى رعب
ولا أعد عليها ذنب مرتعد=بالخوف أو قلق بالميد مضطرب
ما أحدثت فيهما أمرا فإن نشرت=سرا فلا بدع في إبراز محتجب
إن قلت إني بريء من أبي لهب=فمم رغبت في حمالة الحطب
لقب بنسر وطاوس فإن تك لا=ترضى بغير الكنى فاختر أبا عجب
رميت بالسوء طاوسا وما هولو=كنت المجرب أهل النبز باللقب
شوهت مزدحم العشاق وصلتهم=إلى الحبيب فتب مستغفرا وأب
ولا تقل أبدا تعنيه تب ولا=تبت يداه وقلها في أبي لهب
بالفضل سخرها المولى ( ويخلق ما=لا تعلمون ) فأغنتنا عن النصب
[/align][/quote]