106. السلطان / الرقبي بن لاصّ الطارقي :
هو السلطان الرقبي بن لاصَّ بن المنطق بن ختُوتُ بن أمُود بن كَرُظْ بن التفريس بن محمد بن السلطان كردنّ(1) . سلطان إجدز .
قال عنه الشيخ محمد حب : ثم إن الأمير موسى لما مات ولم يبق من أهل بيت إمارتهم إلا الرقبي ومحمد بن الكُميت قال ابن الكُميت للرقبي إني دبرت أمرا وأريد منك أن تجيزه هو أن تخلف الهالك في إمارتنا فإني صغير لا أقدر على حمل أثقال الولات ولا على أخذ المغارم والأتاوات وأنت أكبر مني سنا وأعقل وأعدل ، فقال لا أفعل ذلك أبدا أنت أميرنا وقد تركت لك ذلك فإني أعلم أنك تحبه مع صغر سنك .
والحاصل : أن ابن الكُميت رضي بالإمارة فألقي عليه التاج وضربت الطبول وكتبت الحروز وأقبل الناس عليه بالهدايا والإقبال والقبول وأعرضوا عن ابن عمه الرقبي فندم حيث لا ينفعه الندم وغضب وقال لقينه اذهب إلى ابن أخت غامرٍ الأبركي وقل له لا يأتيني ذلك القين إلا وطبل الإمارة معه لا أتركه لك أبدا لأنه ليس لك ولا لخالك ، ثم قامت الحرب بينهما على ساقها فتجهزت جيوش الرقبي في مكان قرب طَاوَ ويسمى بَابَيُ ، وجيوش ابن الكميت عند تَلٍّ قريب من طَاوَ جهة الشام وجرى بينهما ما جرى من أمور قبيحة لا ينبغي أن تكتب على صفحات القراطيس .
ثم إن الرقبي لما علم أن الإمارة لا تخلص إليه ذهب إلى كَلْكَرَسْ وأقام عندهم سنة كاملة فلما أضجره المقام عندهم أرسل إلى الأمير هِمّ جدّ الأمير أبَرضْ من جهة أبيه وقال له إني أريد أن أرجع إلى بلادكم ولكني لا أفعل حتى تأتيني بنفسك فذهب إليه ورده إلى البلد وأصلح بينه وبين الأمير بن الكميت وصار الحرب سلما والبعد قربا ، ثم مات الرقبي(2) .