المعلقة الخامسة والأربعون
المعنونة بعنوان:
شرقوا وغربوا حول ما في مقال: لا تستغربوا
بسم الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي قد ندبا*لكي نميز البيع عن لبس الربا
أما بعد فإني لما رأيت مقال: لا تستغربوا.
قرأته قراءة المتطلع إلى أمر واقع في معرض قضايا عينية واقعة، لأعيان معينين بأسمائهم وصفاتهم علما وديانة وقعت لهم تلك القضايا، فإذا مضمون المقال مضمون ورد افتراضيا، لعدم ذكره بالتعيين من وقع في تلك الافتراضات.
وهي افتراضات تحكي واقعا مذموما يذكر ذكر:
عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيه***ومن لم يعرف الشر من الخير يقع فيه
فكان المقال ورد مورد ذكر الداء ـ جزى الله صاحبه جزاء من نبه عن شر دينا ودنيا.
لذا ارتأيت قلبه في معرض ذكر الدواء ـ رجاء ثواب من دل إلى هدى.
هذا فلما دار مقال: لا تستغربوا، في فلك الافتراضات، قلبتها بافتراضات أخرى صالحة، وذلك لما لم يمكن تعميم تلك الافتراضات على جميع المعاصرين لذا قمت بقلب بعضها إلى واقع صحيح نقلا وعقلا يعيشه فيهم من رحمه الله بذلك.
ونهجت في ذلك نهج من قال: وعكسا استعمل تجده سهلا.
وذلك على ما يلي من صنيع القلب:
هذا وقد اخترت ما تدعو حاجة القلب إليه على سبيل المثال لا الحصر.
وذكرت ذلك كنموذج يقال في تصحيح صحته ما يقال في تصحيح صحة ما في معناه من بقية افتراضات: لا تستغربوا.
- جعلت ما قلبت به نص: لا تستغربوا، بين (قوسين).
- تركت نص: لا تستغربوا، مجردا عن التقويس تمييزا له بينه وبين نص: شرقوا وغربوا ـ ذي النص المقوس.
- *** بـ: هذا: افتتحت ما تناولته.
هذا وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
إليه أدعو وإليه أنيب.
فالآن آن لنا الشروع فيما نحن بصدده.
***هذا: عندما (لا) يكون التشديد والتزمت هو الفقه السائد ، لا نستغرب أن يكون غالب خلاف المصلحين تيسيراوتسهيلا (على ضوء الكتاب والسنة وما عليه السلف الصالح) ليكون فقه المصلحين في نظرنا فقه الذين (لا) يتتبعون الرخص.
***هذا: وعندما (لا) يكون التحريم مطلقًا هو دليل الورع ومتانةالديانة ، لا تستغربوا أن (لا) تكون الإباحة مطلقا دليل التهافت على الدنيا وخفة الديانة .
***هذا: وعند ما (لا) يكون التكفير هو دليل صفاء العقيدة وصلابة التوحيد (إلا بضوابط شرعية مؤصلة معلومة لدى السلف الصالح صحيحة نقلا وعقلا مردودا إليها القول الفصل قديما وحديثا)، لا تستغربوا أن (لا)يكون الكلام عن حرمة أهل الشهادتين فسادًا في العقيدة وإرجاءً..
***هذا: وعندما (لا) يكون سد الذريعة بالتحريم والمنع هو خط الدفاع الأول لحماية الدين ...لا تستغربوا (أن لا) تجاهل فئام كبير من المجتمع الفتاوى.
*** هذا: وعندما (لا)نعتقد أن شيخ الإسلام ابن تيمية هو شيخ الإسلام حصرًا ، بمعنى الانفراد بهذه المنزلة ، لا تستغربوا (أن يقر لدى طلبة العلم في قرارهم ـ قرار من رزق طبعا سليما وهدي صراطا مستقيما فضل ) علماءالإسلام كلهم (جملة وتفصيلا).
(لذا فما) أظنه ـ (أي: شيخ الإسلام) ـ لو كان هو بيننا (أن يرى غلوا فيه لدى طلاب العلم السلفيين حقيقة فضلا عن العلماء السلفيين الربانيين ما يجعله يقول): ما كان ابن تيمية نبي السنة والسلفية ! (فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين أعظم مثوبات من: ترك علما ينتفع به).
*** هذا: وعندما يصبح طلبة العلم يسألون ماذاقال ابن باز وابن عثيمين والألباني ( عليهم رحمة الله ) (فهم على خير وفضل عظيم، كما ينبغي عليهم أن يشمروا على ساق الجد والاجتهاد طلبا للعلم لا سيما في سبيل التفقه في الدين و) معرفة ماذاقال أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد (رحمهم الله برحمة واسعة) فلا تستغربوا (أن يجمع من هدي إلى ذلك من طلاب العلم بين الحسنين علما وهدى).
(فضلا أن يصفوا) قولا اتفق عليه الأئمة الأربعة كلهم بأنه من أقوال أهل الفساد (معاذ الله).
***هذا: وعندما يصبح الدفاع عن الإسلام بالأدلة العقلية (السليمة لعدم تعارضها ما ثبت نقلا فعند ذلك لا) يصبح الإلحاد واللادينية هو دين شبابناالذي تجتاحه الشبهات والشكوك من كل مكان .
***هذا: وإذا أصبح (علماؤنا) وعاظنا ،فلا تستغربوا (أن يخف الباطل في محيطهم وتقل الفتن والضلال و) الجهل والمعارك الطائفية .
***هذا: وعندما نجعل الحفظ هو مقياس(من مقاييس) العلم ، حتى قالوا : احفظ فكل حافظ إمام ، لا تستغربوا إذا أصبح أئمتنا (بحور علم وفضل و) فقه ، ف(لا) يكون واقع المستفتي في واد ، والفتوى في واد آخر.
قاله وكتبه الراجي عفو ربه ورضاه الغني عمن سواه
يحيى السوقي