الموضوع
:
لا تستغربوا مقال للشريف حاتم بن عارف العوني
عرض مشاركة واحدة
#
1
03-08-2014, 02:10 PM
مشرف منتدى الحوار الهادف
لوني المفضل
Cadetblue
رقم العضوية :
8
تاريخ التسجيل :
Dec 2008
فترة الأقامة :
5813 يوم
أخر زيارة :
10-28-2024 (10:35 AM)
المشاركات :
1,680 [
+
]
التقييم :
10
معدل التقييم :
بيانات اضافيه [
+
]
لا تستغربوا مقال للشريف حاتم بن عارف العوني
الشريف حاتم بن عارف العوني
لا تستغربوا
عندما يكون التشديد والتزمت هو الفقه السائد ، لا نستغرب أن يكون غالب خلاف المصلحين تيسيرا وتسهيلا ، ليكون فقه المصلحين في نظرنا فقه الذين يتتبعون الرخص ؛ لأننا قد أصبحنا نحن نتتبع التنطع والتزمت !
وعندما يكون التحريم مطلقًا هو دليل الورع ومتانة الديانة ، لا تستغربوا أن تكون الإباحة مطلقا دليل التهافت على الدنيا وخفة الديانة .
وعندما يكون التكفير هو دليل صفاء العقيدة وصلابة التوحيد ، لا تستغربوا أن يكون الكلام عن حرمة أهل الشهادتين فسادًا في العقيدة وإرجاءً من إرجاء غلاة الجهمية ( ولغير المتخصصين : الإرجاء عند العقديين : هي سُبةٌ عقدية ، والجهمية : هم – باختصار- قوم ما عندهم سالفة ! ) .
وعندما يكون سد الذريعة بالتحريم والمنع هو خط الدفاع الأول لحماية الدين ، فسددنا بسد الذرائع أنفاس الناس ، لا تستغربوا إذا تجاهل فئام كبير من المجتمع الفتاوى ؛ وقالوا : استفت قلبك ! لأننا ضيقنا عليهم ما وسعه الله ، فلا حمينا الشريعة ، وهدمنا سدودها ، وفتحنا ذرائع التفلت من الدين ، ونحن نظن أننا نبني السدود !!
وعندما يكون كل تشبه بالكفار محرما ، لا تستغربوا إذا وجدنا من يرفض التشبه بإنسانيتهم ، مع أن الإنسانية صفة تجمعنا جميعا ، وعندها ستجد من يتشبه بهم غير مبال بالفتاوى التي لا تعقل معنى المشترك الإنساني . وقريبا كانت إجازة الجمعة والسبت (بدلا من الخميس والجمعة) حراما لأنها تشبه بالكفار ، ثم صدر القرار باعتمادها ، فخرست الألسن المحرمة ، وتشبهنا بالكفار على زعمهم ، فوجدنا هذا التشبه حلوا طيبا !!
وعندما يكون كل جديد يخدم الدين بدعة ، فلا تستغربوا إذا ما حرموا المآذن والمحاريب ، وحرموا أن تزيد درجات المنبر على ثلاث (كما وقع فعلا) !!
وعندما تصبح المرأة مبغوضة بسبب سوء فهم تعظيم النصوص لفتنة الرجل بالمرأة ، وبيانها لشدة انجذاب الرجال إلى النساء ، لا تستغربوا أن تصبح الدعوة إلى إعطائها حقها الإنساني في وجداننا تعاطفا مع الشيطان ! مع أن المال من أعظم الفتن أيضًا ، وحذرت منه النصوص أعظم تحذير كذلك ، وما زال القوم يحبونه حبا جما !!
وعندما لا نعترف بأخطائنا ، ونجعل كل شيء مؤامرة ، لا تستغربوا إذا أصبح التحذير من المؤامرة هو نفسه مؤامرة ، ومؤامرة التحذير من المؤامرة هي نفسها مؤامرة ، في سلسلة مضحكة من المؤامرات .
وعندما نعتقد أننا نحن (حصريًّا) امتداد السلف والصحابة رضوان الله عليهم ، لا تستغربوا إذا قلنا إن أهل الجنة هم أهل منطقتنا ومن اتبعهم ( كما قال أحدهم ) .
وعندما نعتقد أن شيخ الإسلام ابن تيمية هو شيخ الإسلام حصرًا ، بمعنى الانفراد بهذه المنزلة ، لا تستغربوا إذا أصبح علماء الإسلام كلهم صفرا على الشمال ! وقد كان شيخ الإسلام يعيب على النحويين تسليمهم المطلق لسيبويه ، وكان يقول : ما كان سيبويه نبي النحو ، فأظنه لو كان هو بيننا لقال لنا : ما كان ابن تيمية نبي السنة والسلفية !
وعندما نجعل الحفظ هو مقياس العلم ، حتى قالوا : احفظ فكل حافظ إمام ، لا تستغربوا إذا أصبح أئمتنا مسجلات تكرر ما قيل بغير فقه ، فيكون واقع المستفتي في واد ، والفتوى في واد آخر ، وكأنك تسمع في الفتوى صرير أعواد الأقلام على الجلود واللخاف والعُسُب و الأكتاف أو الكاغذ ، لا صوت أزرار لوحة المفاتيح (الكيبورد) على الحاسوب (الكمبيوتر)!
وعندما يصبح تعظيم النص هو الظاهرية الجامدة والسطحية الجوفاء ، سيصبح فقه النص وعلم علله ومقاصده تحريفا للنصوص وتبديلا للشريعة ، حنى أصبح وصف (الفقه المقاصدي) شتيمة وانتقاصا .
وعندما يصبح الدفاع عن الإسلام بالأدلة العقلية عقلانية مذمومة (تقديما لنتاج العقل الظني على النص) ، سيصبح الإلحاد واللادينية هو دين شبابنا الذي تجتاحه الشبهات والشكوك من كل مكان .
وعندما يصبح طلبة العلم يسألون ماذا قال ابن باز وابن عثيمين والألباني ( عليهم رحمة الله ) ، ولا يفكرون في معرفة ماذا قال أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد ، فلا تستغربوا إذا وصفنا قولا اتفق عليه الأئمة الأربعة كلهم بأنه من أقوال أهل الفساد ، وإذا وصفنا قول جمهورهم بأنه دعوة للسفور والإلحاد في آيات الله (كما وقع فعلا) !
وإذا أصبح وعاظنا هم علماءنا ، فلا تستغربوا إذا ما قادوا أمتهم إلى الجهل والمعارك الطائفية .
وإذا أصبح الضال من أهل البدع المسلمين أكفر من الكافر ، فمن الطبيعي أن نستعين بالكافر عليه ، أو أن نرجو هلاكه على يد اليهود والنصارى ، ولن يكون ذلك عندنا خيانة ، ولا ناقضا من نواقض الإسلام (كما يزعمون في نكفيراتهم الجملية) . فإذا استعان هو بالكافر علينا ، صار خيانة وعمالة وتاريخا أسود من التآمر ضد الإسلام والمسلمين . ولا نشعر (مجرد شعور) أن ذلك من ازدواج المعايير ومن الكيل بمكيالين ، وتختفي معالم العدل وتموت مشاعر الوخز في ضمائرنا !!
وإذا لم نفرق بين جماهيرية الفرقعات الإعلامية ومسايرة الجماهير فيما تحب ، وجماهيرية القبول العلمي لدى أهل العلم ، فلا تستغربوا إذا ما أصبح جهلة الوعاظ هم من يقود عقل الأمة ووجدانها إلى جهالاتهم .
وأما إذا كان دليل القبول عند الله كثرة من المتابعين والمعجبين في الفيس وتويتر ، فلا تستغربوا إذا شهد الناس بالجنة لبعض الفنانين والفنانات ولاعبي الكرة ، فهم أكثر أتباعا ، وأكثر معجبين .
وإذا أصبحت لحوم من نسميهم نحن علماء لحوما مسمومة ، ونستبيح بسبب سُميتها لحوم علماء آخرين يخالفونهم ، فلا تستغربوا إذا تسمم كثير من الناس بلحوم الناس جميعًا ؛ فنحن من سن لهم أكل لحوم البشر المسمومة .
وإذا حصرنا سبب تخلفنا في معاصي الشهوات واتباع الهوى فقط ، دون التفات إلى معصية التخلف العلمي وجريمة التأخر التقني وعار التراجع الحضاري ، فلا تستغربوا إن بقينا أضعف أمة على وجه الأرض ، وإذا أصبح النموذج القاعدي أو الداعشي هو نموذج الخلافة الراشدة في وجداننا .
في قائمة طويلة من الهموم ، كتبت جزءا يسيرا منها . وهي قائمة من فنون الحديث (التي يأخذ بعضها برقاب بعض) ، لا لتمتعنا ، ولكن حتى تخنقنا ، و(الحديث فيها يجر الحديث) ، ليسحبنا على وجهنا غما وحزنا ، و(الحديث فيها ذو شجون) لا حنينًا يسعدنا بذكرياته ، ولكن جنونًـا يُصدِّع رؤوسنا بواقعاته !
ولكن يختصر الأمر : ما يقوله العامة بسلاسة ودون تعقيد : إذا عُرف السبب بطل العجب !
العقول العظيمه تناقش الافكار , والعقول المتوسطه تناقش الاحداث , والعقول الصغيره تناقش الاشخاص
زيارات الملف الشخصي :
608
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل : 0.29 يوميا
أبوعبدالله
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى أبوعبدالله
البحث عن كل مشاركات أبوعبدالله