إحدى غرر القصائد في الشعرالسوقي.
ومن العجائب أن هذه القصيدة ما حفظت فيها غير بيت واحد وظللت لعشر سنوات أسأل عنها كل من لقيت من علماء وأدباء السوقيين لكنني لم أجد مسعفا ومفيدا في شأنها, وبتوفيق من العلي
القدير أرسلها إلي الأخ مهما نا قلا إياها من خزانة أبناء (أحنى) من كل فمبلقو ويا ليت الفرحة تمت بمعرفة قائلها الذي لم يذكر ضمن قصاصات أوراق بالية, استطاعت أن تحتفظ بهيبتها ومجد
تاريخها الحافل بالأدب والشعر والخط الكوفي المميز الجميل, وهي تبكي بوقار ديار تجمعات السوقييين في (تن تلقوين) ثم نتاولت فترتين قاسيتين في صحراء الطوارق فترة تكالب طوارق (هكار)
وطوارق (كل قرس) على إقليم (أزواد) مما سبب انعدام الأمن ونزوح الناس من أماكنها واتساع دائرة الفوضى, هذا في الشرق والشمال أما في الغرب فتحدث الشاعر عن الحرب التي خاضها الطوارق ضد الفلان في غرب النهر وتحديدا منطقة (ماسنا) واستباحتهم لدولة الفلان في حمد الله قائلا:
خلت ذات المساكن من ملِــب = فلا داع هناك ولا ملَــب
وعفَّت آيها نسفات مور = وحقب قد تجرم بعد حقب
سوى بيض العظام وءال خيم= وضبح هامد بالنار مضب
وكان بها مقامات قديما = فمنها الرحب في سعة وجدب
وأندية بها أشياخ صدق = فمنهم من يرُب ومن يرَب
فيالك من رهين الغيد لما = رأى دمنا خلت كظهور جُرب
ترى ما بين أرض (أمستواس)= (وتنمّزَ) ليس فيه من مرب
وأقوت كل دار من (تمسنا) = الى المبروك من عجم وعرب
وما ب(تلمسي) من ارم الى ما= دوين (الّيلَ) غير مها وأظب
وغير خواذل تحنولأدم = يعافر لذّق حذرا بترب
وغير حناظل الظلمان تأوي = إلى ميث مككللة بعشـــــب
وغبش يفترسن القمر ورد = وذئب لم يزل يعوي ودب
وعفر يرتمي غوط ومعز = بها من كل مضطرم أقب
شتيم الوجه أخنس ذي وشوم = طويل الظهر والمداة جأب
إلى أن قال:
لمن طلل بذي (فرس) يباب = قديم عدمل صفر المرب
ف(سنبب) فالتلاع السحم حفت= (فسنفس) بين شرقي وغرب
سقى الله الطلول ملث مزن = وأمنها العدو وكل خطب
ترحل أهلها عنها فأضحوا = حيارى في المقاصد كالأضب
كأنهم لما حشموا وذاقوا = قد اكتظوا معا في جحر ضب
ترى من قد عهدت حميد عيش= كأن العيش ذو ظهر أجب
نفاهم عن مساكنهم عتوا = رعاع بين مربوب ورب
فيا عجبا لما جابوا بلادا = إلى أن صادفوا أرض ابن أخب*
وللحديث بقية.
ــــــــــــــــــــــــــ
* غالب الاماكن التي ذكرها الشاعر تقع على حافتي وادي (انشواك) شرق النهر
* اما (تمسنا) فمنتجع معروف يقع في شرق ولاية (كيدال )يقصد لهوائه العليل وطبيعته الخلابة وفائدته الرعوية.
* تلمسي في الغرب واغلب سكانه من العرب وبعض الطوارق.
*ابن اخب احد سلاطين قبيلة اقودارن الطارقية
غــدا أحلـــــــى .. لاياس ... لاحزن.. لا قنوط من رحمة الله.
آخر تعديل السوقي الخرجي يوم
03-02-2014 في 05:32 PM.
|