الديباجة
هذا وإن أفقنا أفق يتعطش معرفة تاريخ ماضيه الزاهر، وحاضره المشرق.
وليس هو الوحيد بذلك، بل كل أفق لم يجد تاريخه مدونا كبقية تواريخ الآفاق، سيظل يبحث عن معرفة شيء من تاريخه، سواء كان لتاريخه مظانا للوقوف عليه أو لا.
فأفقنا خير شاهد على ذلك، لأنه قلما تجد مثقفا إلا ولديه شيء مما كتبه بعض المعاصرين خاصة من مر على أفقهم، من كتاب دول الجوار ككتاب ليبيا، ومن في معناهم.
أو من كتاب دول العالم من الغرب وغيرهم، وكلهم دون ما كتبه عنهم من بعض أفرادهم، ممن تم بهم اللقاء.
فإذا هم يقتنون من تاريخهم ما هم مصدره في الأساس، ومع ذلك يرونه شيئا كبيرا أهدي إليهم، وفي الحقيقة أن ذلك كله مما يقال في حقيقته: هذه بضاعتنا ردت إلينا.
فلذا كان من الواجب العرفي أن يقوم كتاب الأفق نفسه بذلك الدور، لأنهم آمن من غيرهم في تاريخهم، وأرحم بهم من غيرهم، وأبصر بفقه واقع تاريخهم من غيرهم، وقل في ذلك ما شئت مما يتضمن معانيه المقصودة قول من قال:
ما حك جلد مثل ظفرك***فتــــول أنـــت جمـــيع أمرك