تاريخ منهج عوام أفقنا في تعلم تعاليم الدين الإسلامي
إنه نبذة تاريخية يسيرة ـ بين يدي هذا الموضوع ـ في ذكر ما وقفت عليه قديما وحديثا من طرق تعليم علماء السوقيين كبار السن ـ من القبائل غير العلمية في صحراء أزواد ـ تعاليم الدين الضرورية.
فهذا موضوع يحتاج إلى دراسة خاصة لموضوعاته، وتاريخه، ودور أهل العلم في جهاتهم، تجاه هذه المهمة الكبرى، التي هي من أهم وأعظم مهام كل من أتي شيئا من العلم تجاه من لم يؤت ذلك، لا سيما فيما لا يسع المسلم جهله من دينه...
قلت: إن هذه القبيلة ومن في معناها من القبائل غير العلمية تتعلم تعاليم هذا الدين الحنيف عن طريق أهل العلم الذين لهم بتلك قبيلة صلة ما...
فهم الذين يصلون بيوتات تلك القبيلة في مضاربها، على تفاوت في توغلها في صحرائها، فيعلمونها الضروري من الدين وغالبا ما يكون ذلك بطريقة تلقين الكبار أهم تعاليم الدين، من فرض العين...
وهذه الطريقة هي التي تناول ذكرها الشيخ العلامة العلامة محمد إكنن بن وانْفانْداسَنْ السوقي الجنهاني، عند ما تكلم عن إوَلَّمَدَنْ ـ بني كردن حول كيفية تعلمهم تعاليم دين الإسلام، فذكر ـ رحمه الله تعالى ـ طريقة السوقيين في تعليمهم الضروري من الدين عن طريق التلقين ـ بادئ ذي بدء.
ثم يصلون في التفاوت التحصيلية التلقينية ابتداء إلى درجة:
وفيهم من يحفظ كثيرا من القرآن، وفيهم من تعلم القواعد، والعقائد...
المصدر: تيسير الفتاح في الذب عن أهل الصلاح، ص99- مخطوط بالخط السوقي.
قلت: وبطريقة التلقين يتعلم العامي دينه، إذ لا سبيل له إلى غير ذلك، وبذلك أدركنا عوام أفقنا يعلمهم أهل العلم الضروري من الدين.
وبذلك أيضا توصلت من أقوال العوام الذين أنقل عنهم ما أدركوا عليه سلفهم أنهم أدركوا سلفهم يتعلمون أمر دينهم كذلك، كما سيأتي ذلك في هذا الكتاب، وفي غيره أيضا ـ حسب ما يأتي بيانه نقلا جملة وتفصيلا ـ بإذن الله تعالى.