معركة ولاية: كيدال
إن معركة أمشاش هي المعركة التي فتحت المجال لتسارع أحداث الهجوم على بقية الجيش النظامي لحكومة مالي في قواعده في ولاية: كيدال، وقاوى، وتمبكتو...
وقد تقدم في كتاب: الجوهر الفاخر...جملة من المعارك التي جرت مع حركة تحرير أزواد لهذه القواعد العسكرية المالية في الولايات الآنفة الذكر.
فحديثنا هنا فيما يتعلق بدور خوض جماعة أنصار الدين القتال ضد الجيش المالي في ولاية كيدال...
ذلك ما يحدثنا به عمدة النقل القائد السيد العباس أغ انتالا ـ حفظه الله تعالى ـ من كل سوء ـ بما ملخصه:
أن جماعة أنصار الدين لما انتهت معركة أمشاش اتجهت إلى ولاية كيدال لخوض معركته إن لم يستجب الجيش المالي من الانسحاب فيها بقيادة العقيد الهجي أغ أمو الطارقي الأزوادي...
فقام العقيد الهجي أغ أمو برفض الانسحاب من ولاية كيدال...
فتوجه ـ إليه ومن معه من الجيش النظام ـ جماعات من الثوار المقاتلين، من جماعة أنصار الدين، تحت قيادات منها:
قيادة القائد السيد أَبَّهْ موسى...
والقائد السيد مالك وانَسْنَتْ...
والقائد محمد كُوجاكْ، وهو قائد قادات معركة: كُنَّا ـ رحمه الله تعالى.
والقائد مصطفى وهو من الأبطال المشاهير كما أفاد به عمدة النقل السيد العباس أغ انتالا ـ حفظ الله الجميع.
فبعد أن وصلت كل القيادات ومن معهم من الثوار المقاتلين أحكموا الحصار على العقيد الهجي أغ أمو الطارقي ومن معه من الجيش المالي في ولاية كيدال، تحت قيادة جماعة أنصار الدين، بقيادة القائد السيد العباس نفسه ـ عمدة النقل.
فهو الذي أعطى أوامر الاقتحام بعد يومين عصيبين من الحصار الشديد...
فبلغ الجيش غاية الانهزام ما جعل جله يتسابق إلى بيت السيد الشريف انتالا أغ الطاهر ليجد الأمان، فأحيى لهم معنى حديث: من دخل بيت أبي سفيان فهو آمن.
فهذه آخر المعارك الحاسمة الشرسة لجماعة أنصار الدين، وما بعدها فهي معارك خفيفة بالنسبة للمعارك السابقة من معركة أجلهوك إلى معركة كيدال، المعركة الآنفة الذكر.
الخاتمة
بهذا ننتهي من الحديث حول تاريخ جماعة أنصار الدين الطارقية بدورها المسلح...
ولقد حاولت أن لا أنسى شيئا مما يذكر من تاريخ مثل هذه الأحداث الثورية، كراوية مؤرخ، لهذه الجماعة عن أحد قاداتها، عمدة النقل السيد القائد العباس أغ انتالا ـ حفظه الله من كل سوء ـ منتهجا في الأخذ عنه نهج المثل المشهور: أهل مكة أدرى بشعابها.
قاله وكتبه الراجي عفو ربه ورضاه
يحيى السوقي
بتاريخ
26/11/1434هـ