الموضوع
هو تناول ما وقفت عليه من سيرة صاحب الترجمة العلم الشهير الشيخ انتالا أغ الطاهر ـ حفظه الله تعالى.
وهذه الترجمة عبارة عن تدوين رؤوس الأقلام في حق درر من تاريخه، كشخصية دينية، وشخصية سياسة.
لأني لا أمتلك من النقولات إلا شيئا يسيرا في حق سيرته، منه ما هو منقول عنه، إثر مقابلة ظفرت بها معه ـ حفظه الله تعالى.
وهذا الموضوع تناول نقول عناصر موضوعات هذه السيرة بصفة خاصة في رحلتي الدعوية العام الماضي 1433هـ.
في زيارة تيسر لي فيها لقاء هذه الشخصية الموقرة، وكان اللقاء جرى في مدينة كيدال.
بعد أن تشرفت فيها إلى زيارة صاحب الترجمة في منزله، مع نجله السيد النبيل الشريف محمد بن انتالا ـ حفظهما الله.
وكان برفقة من معي من الرفقاء الزملاء جماعة أخرى مكرمة، لعل ذكرهم نتشرف به في موطن له صلة موضوعية بهم، وبأمثالهم ـ بإذن الله تعالى.
ولقد تحينت فرصة تناول عناصر هذه الترجمة عن المترجم له نفسه في عدة مرات زرت فيها مدينة كيدال.
فأجد نفسي لا تتوفر لها مناسبة ذلك، لعدة أسباب لا تخفى على من له اتصال بهذا الفن، خاصة في معرض تدوين شيء عن الرجالات الكبار في كل عصر، وهم في ذلك هم عمدة نقل ترجمة أنفسهم عنهم أيضا.
فكل فترة أتزود من السيد الشريف الشيخ انتالا بزاد من تاريخ منطقته، من تدوينه قبائل أفقه، ومواضيع تاريخية أخرى ذات صلة بتاريخ: صحراء: أسياد الصحراء ـ مضارب الطوارق.
خاصة في زيارتي الأولى لولاية كيدال عام 1423هـ.
وهي زيارتي لها الأولى، وقد تفرغت للقاء مع الشيخ انتالا، بعد أن استأذنت جانبه الكريم لمن كان معي من الدعاة أن يتوزعوا في مساجد مدينة كيدال، لإلقاء كلمات دعوية هادفة في العقيدة الصحيحة، والتوحيد السليم...
ولذكر هؤلاء الدعاة الكرام الفضلاء موضع أتشرف بذكرهم فيه ـ بإذن الله تعالى.
وقد تفضل عليّ الشيخ انتالا بمزيد من الإكرام، من أجله أن استخرج ما تيسر من الآثار العلمية المتيسر وقتئذ إبرازها، منها ترجمة: الشريف آيت الجامع لشرفاء قبائل إفوغاس.
وقصائد منها: قصيدة الشيخ العلامة أعالي بن محمد بن اليمان الإدريسي السوقي المرسي ـ رحمها الله تعالى ـ منها:
إلى الإمام ابن الإمام الطاهر***ابن الإمام إلّي ذي المآثر
والأرجوزة تناولت جوابا لسؤال طرحه عليه صاحب الترجمة الشيخ انتالا ـ حفظه الله تعالى.
فاستهل الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ جوابه بالإشارة إلى فضل عظيم تمتع به صاحب الترجمة السيد الشريف انتالا ـ حفظه الله تعالى ـ ومن ذكر من سلف السيد الشريف انتالا من أباء صقد السيد الشريف الطاهر نجل السيد الشريف إلِّي...
ما بلغ ذلك الفضل الكبير بهذا البيت الكريم الشريف درجة الإمامة في درجات الفضل ـ فرحم الله ذلك السلف، وبارك في هذا الخلف ـ سيادة بيت انتالا دهرا دهرا ـ يا رب العالمين.
هذا وهناك آثار أخرى شرفني بإبرازها لي أخرى ـ ولها ذكر تفصيلي في موضوع ذي صلة بها ـ بإذن الله تعالى.
وعلى كل حال فإن كل فترة زمنية زرت فيها مدينة كيدال، أتشرف بزيارة صاحب الترجمة ـ الشيخ انتالا ـ حفظه الله تعالى ـ وأرجع في تلك الزيارة بتحف سنية من تاريخ المنطقة.
ولها أي: تلك التحف التاريخية السنية مواضع نثر دررها ـ بإذن الله تعالى ـ ونحن في هذا الموضع نتشرف بنثر موضوع تحف سنية من سيرة هذا العلم الذي هو من رجالات أعلام أفقنا منذ أن نيطت عنه التمائم، فهو محل فضل وبر ومواقف كبار ـ دينيا واجتماعيا وسياسيا ـ في معرض المكارم.
وما وقفت عليه من ذلك التاريخ الكبير، هو الآتي ـ بإذن الله تعاى ـ مما أتحفني به سيادته في زيارتي العام الماضي له ـ حفظه الله تعالى ـ عام 1433هـ.
وذلك مما تميزت به زيارتي هذه عن اللاتي قبلها، إنها الزيارة التي تيسر لي فيها التقاط درر هذه السيرة من المترجم له الشيخ انتالا ـ حفظه الله تعالى.
وهي التي تتعلق بالجهر عن شيء من أسرارها المتعلقة بهذه السيرة العطرة.
والقسم الآخر: من هذه السيرة هو ما يتعلق بمصادر أخرى تناولت شخصية صاحب الترجمة ـ الشخصية الموقرة.
وستسند نقولاتها إلى مصادرها ـ بإذن الله تعالى.
فلذا فإن هذه السيرة تأتي تحت محاور ـ بإذن الله تعالى.
وتحت كل محور فقرات.
المحور الأول: شخصية السيد الشريف انتالا ـ حفظه الله تعالى ـ الدينية.
المحور الثاني: شخصية السيد الشريف انتالا ـ حفظه الله تعالى ـ السياسية.
المحور الثالث: شخصية السيد الشريف انتالا ـ حفظه الله تعالى ـ الاجتماعية.
المحور الرابعة: قبيلته ـ حفظه الله تعالى ـ الموقرة ـ إفوغاس.
المحور الخامسة: موطنه ـ حفظه الله تعالى ـ ولاية: كيدال.
هذا وكل محور سيأتي الكلام عليه، وما له من الفقرات ـ محورا محورا ـ بإذن الله تعالى.
عليه ـ سبحانه ـ توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون.