الفصل الثاني: الكوكبة العلمية التي قامت بهذه الرحلة من شباب مدينة السوق العلمية التاريخية:
إن هذه النخبة من كواكب هذا العصر العلمية النيرة، وهم من خيار شباب السوقيين زمن الرحلة علما وأدبا وثقافة، ووعيا، وإدراكا لأهمية التاريخ على وجه العموم، وبالخصوص تاريخ محيطهم...
وكان تاريخ هذه الرحلة التاريخية سنة 1426هـ، كما هو مضوح على الصخرة الآتية ـ بإذن الله تعالى.
فكان أرباب هذه الرحلة على وعي كبير لمسئولياتهم تلك، وخير شاهد قوة الدوافع العلمية والثقافية، بعد دافع القرابة التي جمعتهم على موائد المحبة، والمودة، والأهداف العلمية الجليلة، والتاريخية النبيلة، والثقافية الجميلة، وتحقيق أسمى هدف يحمل همه كل واحد منهم على عاتقه من مسئولية دينية واجتماعية وثقافة تجاه أمته وأفق أمته الشهير الأبي أهله الأصيل...
فكان رواد هذه الرحلة التاريخية إلى مدينة الآثار الإسلامية العتيقة في القديم والحديث ـ مدينة السوق ـ تادمكة ـ هم:
حسب ترتيب ما تحمله هذه الصخرة والتي تاليها من الأسماء:
· يحيى بن إبراهيم الإدريسي السوقي، من قبيلة: كل تجش.
· محمد بن أحمد الإدريسي السوقي، من قبيلة: كل فانبلقو.
· أحمد محمد بن الحاج الأدرعي السوقي، من قبيلة: كل تجلالت، وكل تبروق.
· حمزة بن عثمان الأنصاري السوقي، من قبيلة: كل تكراتن.
· سيدي حمد بن محمد آحمدْ الإدريسي السوقي، من قبيلة: كل مرسي.
· أحمد محمد آيا الإدريسي السوقي، من قبيلة: كل أضاغ.
· عبد السلام بن محمد الإدريسي السوقي، من قبيلة: كل تجش.
· الحسين بن أَحَنْدَقّا العلم الشهير الأنصاري السوقي.
وكانت الرحلة التاريخية تمتعت بشباب خيرة من الشباب السوقي، ومنهم،
أصغر من في الرحلة: عبد الصمد بن موسى الإدريسي السوقي، من قبيلة: كل تجش.
وهؤلاء هم الشباب السوقي الذي قام بهذه الرحلة التاريخية، ومن عداهم ممن كان في هذه الرحلة من غير السوقيين، سيذكرون في موضوع يخص تاريخ هذه الرحلة ـ بإذن الله تعالى ـ وإنما هذا الموضوع، هو موضوع الحديث عن مدينة السوق، وآثارها، ومن زارها من أبنائها في تلك الرحلة، على وجه من وجوه قول من قال:
أوصاف سيدي بهذا الرجز***تقرب الأقصى بلفظ موجز
فهنا لفتة تاريخية لطيفة، وهو علاقة السوقيين بما يخلد لهم آثارهم في أماكن آمنة تاريخا...
فلجئوا إلى تسطير عناوين ذلك المجد الباهر على صخور الجبال، وصفحات الأحجار، قديما كان بنقش الآثار عليها كما سيأتي براهين ذلك في موضعه في: نشر المساند ـ إن شاء الله تعالى.
ومن تمام هذه اللطيفة أن هذه الكوكبة لما احتضنتها مدينة الآثار، مدينتهم ـ مدينة السوق، لم يكونوا من أهل القرون التي رزقت قوة النقش على الصخور، وما لهم من آلات النقش في تلك القرون...
فقامت كوكبة هذا العصر، قبل أن تصل إلى مدينتهم، باقتناء ما هو من أشد المداد في هذا العصر بقاء إذا كتب به، فكتبوا به تخليد أثرهم هذا، لتسطر بنفسية علمية عالية، وثقافة تاريخية متميزة تسطير سلفهم العظيم التاريخ، تلك الآثار، على نحو قول من قال:
نبني كما كانت أوائلـــنا***تبني ونفعل مثل ما فعلوا
حديث: الصورة:
(((الحكم على الشيء فرع عن تصوره))).