عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 01-30-2013, 12:00 PM
مراقب عام القسم التاريخي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل : Feb 2009
 فترة الأقامة : 5728 يوم
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : السوقي الأسدي is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي الجريمة النكراء ـ إحراق: مخطوطات مركز أحمد بابا التنبكي.



الجريمة النكراء ـ إحراق: مخطوطات مركز أحمد بابا التمبكتي.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي له الحمد في الأولى والآخرة، نحمده على ما قضى وقدر حمد المؤمنين بقضائه وقدره البررة.
والصلاة والسلام على محمد القائل: إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله وسنتي.
صلى عليه وعلى آله وصحبه الذين تركوا لنا ذلك الهدى نقلا، وما هم عليه من الهدى المبين فعلا وقولا، وتركه كذلك من بعدهم التابعون لهم بإحسان إلى يومنا وإلى ما لا يعلم حد نهايته إلا علام الغيوب ـ سبحانه.
أم بعد:
فإني على هذا المنبر التاريخي ـ منتديات مدينة السوق التاريخية ـ نستعظم ما جنته أيدي الجناة الحاقدين على تراث سلف أفقنا المجموع في: مركز أحمد بابا التنبكتي أحد أهم مراكز تراث الأمة الإسلامية بذلك.
فنستنكر هذه الجناية النكراء تجاه نبأ حرق ذلك التراث الكبير العتيق أيا كانت الجهة المعتدية في إحراقه بحرق: مركز مخطوطات أحمد بابا التنبكتي...
لأنه مركز مليء بمخطوطات نفيسة قديمة...
وإن نشر من نشر أن أقدمها كان يعود إلى القرن الثالث عشر، فإن قصد بذلك التاريخ الهجري، فهو أحد الثلاثة:
*- إما جاهل عن حقيقة قدم بعض تلك المخطوطات فكتب ما زعمه ـ بلا برهان.
*- وإما هو ناقل عن مثله، فهم فيه سواء...
*- وإما عالم بالحقيقة فكتب خلافها، حقدا وحسدا لتاريخ غيره، فيحدده بتلك المدة التي هي عبارة عن قرنين ونيف، ليصور للقراء النبهاء عدم أهميته تاريخيا تحت قيده بذلك الزمن، إذ كل يعقل أن ما كان حديثا لا يبكى عليه كما يبكى على القديم العتيق...
فالحقيقة أن مخطوطات ذلك المركز بعضها يعود إلى قرون متفاوتة في القدم وغيره...
فمن ذلك يقول الرحالة الشيخ العلامة محمد ناصر العبودي ـ حفظه الله تعالى ـ فيما وقف على تاريخه: كتاب يعود تاريخه إلى القرن السابع، لأحد علماء السوقيين...
قال ذلك في كتابه: السطور إلى بلاد تكرور...
فلذا ينبغي لأبناء المنطقة ـ عموما وخصوصا أهل العلم، بل وشخصيات المنطقة الحكومية، وغيرها...
وكذلك المؤسسات التراثية في العالم الإسلامي، بل وعلى الدول الإسلامية ـ أن لا يقر للجميع قرار، حتى يتحقق في الأمر، ثم ترفع تلك التحقيقات إلى جهات دولية ذات العلاقة بالعدل والإنصاف لتأخذ باليد الظالمة في ذلك عاجلا أو آجلا...
لأن ذلك من واجب الحكومات الإسلامية حقيقة، وحق من حقوقها، ومسؤلية من مسؤلياتها في جانب التراث الإسلامي في أرجاء المعمورة...
كما ندعو كل الجهات ذات القرار الرسمي المعتبر دوليا أن تتبنى التحقيقات الجادة في معرفة الجهات المدبرة لهذا الإجرام الماكر بتراث نادر من تراث الأمة الإسلامية، فضلا عن واجب الجهة الوارثة لها عن سلفها...
فعلى خلفهم الجد والاجتهاد، وأن لا يمضي هذا الإجرام، كما مضى في قتل العلماء الأبرياء بين فينة وأخرى في أفقنا الغالي، ويمر ذلك الإجرام الشنيع عالميا، كأنه: قربان ابن آدم المقبول...
ثم يأتي هذا الإجرام الأسوأ في حرق تراث إسلامي لا حد لميزات مخطوطاتها العلمية والتاريخية والفنية، كما يكفي برهان ذلك ما بين دفات فهارس: مركز أحمد بابا التنبكي المطبوعة.
وكلها معلومات فهرسية فقط، إلا أنها جاءت في مجلدات ضخام، فما بالكم بمادة تلك المخطوطات العلمية الغالية النادرة النفسية، وهي جملة لا تفصيلا ما بين:
· المصاحف الشريفة بخطوط متنوعة...
· مصنفات في علوم القرآن الكريم...
· مصنفات في الحديث وعلومه....
· مصنفات في الفقه وأصوله...
· مصنفات في النحو واللغة...
· مصنفات في البلاغة...
· مصنفات في التاريخ...
· وغير ذلك من موضوعات تراث الأمة الإسلامية...
وكلها ما بين كتب العلم المختلفة الفنون عامتها من نسخ علماء أفقنا الغالي قديما وحديثا، وما بين جهود أولئك العلماء نفسهم جيلا جيلا...
وكل ذلك الاعتداء الآثم في إحراقه ذلكم التراث العظيم، هو إجرام منكر منظم مدبر خاصة في جانب ما ألفه علماء أفقنا، لأنه لا سبيل إلى وجود نسخ أخرى لكثير منه، بخلاف الكتب التراثية الإسلامية المنتشرة في مشارق ومغاربها، فإنها محفوظ بحمد الله...
لكن إحراق دور أمة كاملة كهذا حصيلة قرون متطاولة، الذي منه ما يعود تاريخه إلى القرن الثالث الهجري، ككتاب محمد بن المواز الشهير بـ: الموازية.
وهو من أهم الكتب في أمهات الفقه المذهب المالكي.
فإنه أخذه عنه قوم من أهل تدمكة ـ مدينة السوق التاريخية، كما في الديباج لابن فرحون المالكي، وغيره...
وقد يكون هناك ما هو أقدم منه مما لم نقف على تاريخه العتيق...
وعلى كل حال فإني عـلى هذا المنبر التاريخ الشامخ المتضرر في مقدمة أبناء الأمة الإسلامية المعتدى على أعظم إرث له في ذلك أصالة ونيابة...
فباسمي شخصيا وباسم علماء وطلب العلم في أفقنا نيابة، بل وباسم شعب أفقنا الأصيل الأبي، بل وباسم كل غيور عن تراث أمته الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها ـ أستنكر نبأ ما طال هذا المركز التراثي من الإحراق...
وإن ذكر من ذكر أن فيه عشرين ألف مخطوطة، إلا أن ذلك الرقم قليل حقا وحقيقة في حق حجم تلك المخطوطات النفيسة وكثرتها ـ إرث القرون.
خلاصة القول:
فعلى مثل هذه المصيبة النكراء فلتبك البواكي،
إنا لله وإنا إليه راجعون، وحسبنا الله ونعم الوكيل،
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ختام القول:
القول بقول ابن حزم ـ رحمه الله تعالى ـ لما أحرق بعض كتبه في حياته، فقال ما معناه: إن أحرقتم ما في الصحف، فلن تحرقوا ما في الصدر...
فكذلك نقول للجهة المعتدية: إن أحرقت ما في المركز من المخطوطات، فلن تحرقي ما نشر من عناوينها في مجلدات فهارسها الضخمة...
التي من اطلع عليها يقول بقول الأعراب: البعرة تدل العبير....
أبو العباس يحيى السوقي
بتاريخ
18/3/1434هـ



 توقيع : السوقي الأسدي

رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
(الحشر:10)
.................................................. .........................
اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدَكِ وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ


آخر تعديل السوقي الأسدي يوم 01-30-2013 في 02:39 PM.
رد مع اقتباس