التوطئة:
هذا وإن مجتمعات صحراء أسياد الصحراء ـ مضارب الطوارق مجتمعات ذات المجد التاريخي المتنوع الجليل، في القديم والحديث، لكنها ابتليت بزهد أرباب قلمها عن تدوين مآثر أيامها الجليلة التاريخ...
بل بلغ الأمر أن زهد كثير من فطاحلة العلماء عن تدوين آثار قبائلهم العلمية خاصة قبائل السوقيين اللهم إلا النذر اليسير...
ما جعل الكثرة الكاثرة من تلك القبائل ذات المجد الباهر، والفضل الظاهر، تذهب مآثرها المتفاوتة في العظم حسب ميزان مفاخر التاريخ، فعامتها ذهب في مهب رياح التاريخ العاتية...
فكانت قبائل المنطقة سواء في جانب السيادية أو العلمية وما في معناهما، حرمت وابل مآثرها الصيب، بل ومرعى طلها الطيب...
وذلك ـ بعد مشيئة الله النافذة ـ وقع بسبب ذهاب عصور تاريخ ذلك المجيد الباذخ، دون تقييد ما لا يتم الواجب التاريخي إلا به...
من قبل أدباء وكتاب تاريخ تلك العصر، لا سيما القبائل العلمية، التي منها هذه القبيلة التي نحن بصدد نشر ما وقفنا عليه من تاريخه العطر.
فكل كاتب لم يؤلمه ذلك الواقع المر في حق أمته، فليعلم أنه في صورة من قال القائل عنه مقالته في معرض ذكر شؤمه:
ومن يكن ذا فضل فيبخل بفضله***على قومه يستغنى عنه ويذمم