التمهيد:
إنه مما يحسن التعرج إليه من القول:ما لا يخفى على قراء مصنفات التاريخ على مر العصور.
وهو أهمية تقييد المعلومة التاريخية مهما بلغ به يتم الجوهر الكريم، لأن بها وبنظائرها يتجلى بها معنى من معاني قول القائل الحكيم: إن الجبال من الحصى.
ومما عمت بها البلوى بين الناس ـ إلا من رحم الله ـ احتقار المعروف، المنهي عنه، بحديث: لا تحقرن من المعروف شيئا.
هذا ولست هنا بصدد تأصيل أهمية فوائد الذكر التاريخ، المتعلقة بالفرد، كان أو بأمة أو بشعب أو بقبيلة، لما تظاهرت به نصوص الوحيين بضروب من ذلك، وجرى عليه نهج الخلف، مقتفين نهج السلف في ذلك منذ الصدر الأول في الإسلام، مما يغني عن الاستطراد في ذلك ما جاء عن أنس ـ رضي الله عنه ـ أنه كان يحدث عن مناقب الأنصار ـ رضي الله عنهم، وعن بقية الصحابة الكرام...
من ذلك روه الإمام البخاري من حديث غيلان بن جرير قال:كنا ندخل على أنس فيحدثنا مناقب الأنصار ومشاهدهم....
وغير ذلك مما يطول ذكره، مما لا يخفى على من له أدنى معرفة بكتب التاريخ، قديما وحديثا...