09-09-2012, 12:53 AM
|
#9
|
عضو مؤسس
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 28
|
تاريخ التسجيل : Feb 2009
|
أخر زيارة : 04-17-2017 (08:14 AM)
|
المشاركات :
932 [
+
] |
التقييم : 12
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
رد: منهج تعليم اللغة العربية في المدارس الصحراوية مدارس السوقيين نموذجا
المطلب الثالث:أسالب التقويم والتأديب في المدارس السوقية:
أولا: التقويم:
التقويم عملية ضرورية لكل مجالات الحياة, وهو ركن أساسي من أركان العملية التربوية, يحدد مدى تحقيق الأهداف, ويحدد نقاط الضعف ونقاط القوة في مختلف جوانب الحياة التعليمية بهدف تطوير وتحسين عملية التعلم ويعرف التقويم بأنه:
الحكم على مدى سلامة طرائق التدريس والوسائل المعينة والمناهج الدراسية, وذلك للعمل على إصلاح أي خلل فيها أو انحراف عن أهدافها, ومن ناحية أخرى التقويم هو عملية تشخيصية وعلاجية ووقائية مستمرة ومنظمة لمعرفة مدى تحقق الأهداف التربوية.[52]
وتكمن أهمية التقويم في أنه:
1-يمكن المتعلم من معرفة جوانب الخطأ والصواب في تعليمه, ويعينه على معرفة أسباب ذلك.
2-يحقق للمتعلم الرضا, والإشباع, والراحة النفسية عندما يؤدي عمله بنجاح.
3-يساعد المدرسة في توزيع الطلاب على المستويات الدراسية.[53]
وإذا رجعنا إلى المدارس السوقية فإننا نجد أنه: حتى وإن لم تكن هناك امتحانات دورية يسعى الطالب وراءها إلى الحصول على شهادة معينة، فإنه كانت هناك متابعة هادفة, من قبل المؤسسة التعليمية والمؤسسة الاجتماعية للطلاب, تهدف إلى تقويمهم وتشجيعهم على المضي قدما في التحصيل, وإذا رجعنا إلى المراحل الدراسية الأولى فإننا نجد أنه كانت هناك متابعة, إذ يطالب كل طالب بتسميع ما كتبه كل يوم, ولا يتمكن من الاستراحة إلاّ بعد تسميعه إياه, وفي نهاية الأسبوع يسمع ما أخذه خلال الأسبوع المنصرم.
وفي المراحل المتقدمة نجد أن هناك أنواع من الامتحانات:
1-امتحان يقوم به المدرس للطلاب مع نهاية كل درس.
2-اختبار يقوم به شيخ لطلاب شيخ آخر.
3-اختبار يفعله الشيخ لطلابه جماعيا حيث يجلسون في حلقة ويتذاكرون فيها بينهم تحت إدارته.
4-وهناك ما يسمى بالمذاكرة وهو أن تقوم مجموعة من طلاب حي, أو مجموعة من طلاب معينة بالهجوم على طلاب حي, أو طلاب شيخ آخر, ويتباحثون معهم في المسائل العلمية, وخاصة النحوية تحت إدارة شيخ معين أو من هو أعلى منهم مستوى, من لمع ذكره, وساعده حظه وظهر اسمه من بين أصدقائه في هذه المذاكرة ذاع صيته, واعترف له الجميع بالسبق ونال احترام المجتمع.[54]
ثانيا:التأديب:
للمعلم الحرية التامة في اتخاذ ما يراه مناسبا لتأديب الطالب الذي يخالف النظام, أو يتقاعس في الدراسة والحفظ, وله الحرية في استعمال كل وسائل العقاب والتأديب في ذلك, وذلك مسلم له كامل التسليم من طر أسرة التلميذ وأقاربه, ما دام هو يقوم بتربيته وتعليمه, ومن المعلوم أن الحرية المطلقة لها سلبياتها فقد يتخذ بعض المعلمين ضد الطالب إجراءات تأديبية تعسفية, مما يتناقض مع أهداف التربية الحديثة, فقد يتجاوز بعض المعلمين الحد في عقاب التلاميذ, وقد يصل الأمر ببعضهم إلى أبشع أنواع التعذيب من ضرب بالسوط, وربط بالأشجار ومنع التلميذ الطعام والشراب والكلام لمدة يوم أو أكثر, ولا يسمح للطالب المسكين في هذه الأحوال بإبداء رأيه والدفاع عن نفسه, ولكن ذلك كله مسلم من جانب أسرة التلميذ ما دام المعلم يعلمه, فالقاعدة عند السوقيين, (من علمك حرفا واحدا فهو مولاك).[55]
الحمد لله في أوله وآخره، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم- .
أما بعد:
فقد قمت بجولة شاقة لكنها ممتعة أتجول بين المدارس السوقية الصحراوية، لأطلع على المنهج المتبع في تلك الجامعات العريقة.
ولقد توصلت إلى نتائج محمودة، اطلعت من ورائها على أشياء عديدة، وحقائق مهمة تتعلق بمناهج التعليم بصفة عامة، ومناهج التعليم في تلك الجامعات بصفة خاصة
أهم النتائج
رأيت كيف قسم التربويون مفهوم المنهج إلى قديم وحديث، وعلى أي أسس اعتمدوا في ذلك، كما رأيت أهم العوامل المؤثرة في بناء عملية المناهج، كما رأيت مدى أهمية مناهج التعليم في العملية التعليمية، وتوصلت إلى أن قبائل السوقيين قبائل عريقة شغلها الشاغل العلم والتعليم، ولقد توصلت إلى أن هذه القبائل قامت بجهود جبارة في خدمة العلم في الصحراء الطوارق، قاموا بإنشاء مجالس وزوايا ومحاضر علمية كانت بمثابة جامعت عريقة، قاموا بإدارتها وتسيير العملية التعليمية فيها بأسلوبهم الخاص، كما رأينا أن هذه المدارس قامت بدور هام في نشر الثقافة الإسلامية في إفريقيا، ورأينا أهم المقررات الدراسية والمستويات الدراسية في هذه المدارس والوسائل المستعملة في عملية التدريس في هذه المدارس.
وعلى العموم حاولنا أن نطلع على كل ما يتعلق بمناهج التعليم في هذه المدارس الصحراوية التي ظلت صامدة شامخة رغم قساوة طبيعة الصحراء تقدم العلم والمعرفة في أرقى مستوياتهما الشريحة من المجتمع الإسلامي قامت بدور فعال في الرقي بالتراث الإسلامي في القارة الإفريقية.
التوصيات
لا أدعي أنني أوفيت الموضوع كل ما يستحق ولا أدعي أنني أحطت بكل جوانبه، وإنما أدليت بدلوي ورميت بسهمي،والكمال لله وحده،ولذا أنصح الشباب المثقف أن يساهم بقدر المستطاع في نشر تراثنا العظيم كي ننتشله من الضياع
كما أرجو من كل من وقف علي خلل أو نقص أن يسده.
|
|
[marq="3;right;3;scroll"]
شعارنا اعتزاز بالجميع وحب في الجميع اورسالتنا الإحسان إلى الماضي بخدمة صوره المشرقة وإلى الحاضربتتويجه بكرم الأخلاق وإلى المستقبل بالإسهام في إشراقته وفي احترام قناعات الآخرين ما يشغلنا عن الاختلاف وفي حلاوة الائتلاف سلوة عن مرارة الاختلاف ،فإن أصبنا فمن الرحمن وإن أخطأنا فمن الشيطان، ومن الله التأييد ومنه التسديد
[/marq]
|