عضو مؤسس
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 28
|
تاريخ التسجيل : Feb 2009
|
أخر زيارة : 04-17-2017 (08:14 AM)
|
المشاركات :
932 [
+
] |
التقييم : 12
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
رد: منهج تعليم اللغة العربية في المدارس الصحراوية مدارس السوقيين نموذجا
المطلب الثاني: أهمية مناهج التعليم:
يعتبر موضوع المنهج الدراسي من أهم موضوعات التربية, بل هو لب التربية وأساسها الذي تركز عليه, لذلك اختلف المربون والتربيون في آرائهم في هذا الموضوع, واعتبره البعض ساحة القتال التي يتقاتل فيها جماعة المربين.
لذا يلتقي رأي الجميع علي أن المنهج الدراسي هو النقطة الحيوية التي تصل الطفل بالعالم المحيط به, والوسيلة التي يصل بها المجتمع إليّ ما يبتغيه, من أهداف وآمال, وإذا كان فساد التربية والتعليم أساسه المنهج عجزت عن إصلاحه أمهر طرق التربية, والتدريس والمنهج كما أجمع عليه المربون هو الأساس الذي يرتكز عليه بناء التربية والتعليم فإن كان قويا متينا ثابتا صلح البناء فأصبح كالطود العظيم, وإن كان واهيا انهار البناء أمام أعاصير الزمن.
ووضع المنهج الدراسي من أدق المسائل التربوية وأعظمها خطرا بل لعله المشكلة الرئيسية في التربية, ومن أعقد المشكلات التي يواجهها المربون في الحاضر في جميع أنحاء العالم.[23]
وتكمن أهمية مناهج التعليم في إعداد الدارسين ليساهموا بشكل فعال في إنجاز الخطط التنموية بصورة فعالة, ويساهموا في التقدم الاقتصادي والرفاهة الاجتماعية, وهي أي المناهج نقطة الانطلاق في إعداد الأجيال القادمة, وتأهيلها لتكون قادرة على العمل المنتج البناء من أجل إحداث النقلة المطلوبة للمجتمع من التخلف إلى الرفاه الاقتصادي, ومن التعصب العنصري والطائفي إلى الأخوة الاجتماعية وحياة التسامح.[24]
المطلب الثالث: الركائز الأساسية للعملية التعليمية:
تعتبر العملية التعليمية بناء هندسي, يقوم على ركائز محكمة ثابتة, إذا تم وضعها في مواضعها بإتقان وبأسلوب مدروس تمت عملية ترميم هذا البناء بكل نجاح, ويبقى شامخا لا تزعزعه العواصف, ولا تهده الزلازل, وسأحاول أن أنفض الغبار عن هذه الركائز في النقاط التالية:
أـ التلميذ ب ـ المعلم جـ ـ المهج المدرسي د ـ المدرسة:
أـ التلميذ:
إن المعلم وإن كان يعرف المادة التي يدرسها معرفة تامة حتى وإن كان من حملة الشهادات العالية, فإنه إن لم يعرف طبيعة المتعلم يتعذر عليه أن يترك في حياته الأثر المطلوب, ولكي يعرف المعلم طبيعة المتعلم عليه أن يعرف غرائزه, وحاجاته وميوله, فالطفل لديه قوى طبيعية والتي منها الميول, فيجب علينا أن ندرك أهمية هذه الميول التي يملكها, فهي تحدد اتجاهه ومستقبله, فعلينا بالضرورة الاعتماد على هذه القوى, فالميل قوة طبيعية لدى كل طفل, ويعرف الميل أو الميول عند بعض العلماء بأنه: (( شعور يصاحب انتباه الفرد واهتمامه بموضوع ما, أو اتجاه نفسي يتميز بتركيزه نحو موضوع معين ))[25]
والواضح من هذا التعريف أن الميل هو حالة وجدانية وأن الانتباه أهم عناصره, وهناك أنواع من الميول تختلف تبعا لتباين موضوعاتها وأهدافها منها: ميول عقلية وفنية, وميول اجتماعية وخلقية, وميول متصلة بالتفكير والتخيل.[26]
وعليه فإن المعلم حتى يصل إلى الهدف المنشود يجب عليه أن يعرف ميول التلاميذ, واستغلالها للوصول إلى الهدف المنشود.
ب ـ المعلم أو المدرس:
إن وظيفة المدرس عظيمة ومهمة في إعداد الأفراد للحياة, وذلك بصقل مواهبهم واستعداداتهم, وتنمية شخصيتهم على أسس من القيم الخلقية التي تتفق مع مجتمعنا المجتمع المسلم الذي تسوده المبادي القيمة, والمدرس فرد كبقية أفراد المجتمع, ينشأ طفلا في كنف أبويه, ثم يرسل إلى المدرسة كغيره من أبناء الناس وعندما أتيحت له الفرصة التحق بأحد معاهد التربية والتعليم, فتخرج وأصبح مدرسا يزاول مهنة التدريس والتي تعتبر من أشق المهن ولكن من أشرفها, والمدرس في مراحل نشأته وأدوار حياته شخص كبقية الأفراد, يتأثر بالأفراد الذين يتعامل معهم, وبالجو الذي يعيش فيه, فهو يتأثر في نشأته والأولى بأبويه ثم يتأثر بالمدرسين الذين درسوه, وقد تمر عليه حالات نفسية تؤثر في شخصية كنتيجة للتربية المنزلية أو المدرسية وذلك كمثل عدم الثقة بالنفس, أو الجبن والتردد, أو على عكس ذلك, ينشأ قويا متزنا شجاعا غير متردد، إن كل ظرف من هذه الظروف لها أثرها في حياته, وعلى اقتناعه بواجبه, وعلاقته مع التلاميذ, ومقدار نجاحه في مهمته أو فشله, فتؤثر في عملية التدريس.[27]
جـ ــ المنهج المدرسي:
لقد تناولنا هذا الموضوع بشيء من التفصيل, وسنتناوله مرة أخرى لكونه صميم موضوع بحثنا هذا, فلا داعي إلى التكرار.
د ــ المدرسة:
لقد أصبحت المدرسة هي الأداة التي تعمل مع الأسرة على تربية الطفل, فالمدرسة هي: أداة صناعية غير طبيعية إذا قورنت بالأسرة, ولكنها أداة ناجحة لأن الأسرة لا تستطيع القيام وحدها بعملية التربية جميعها لأن وقت الأسرة لا يسمح بالإشراف المستمر طول مرحلة الطفولة والمراهقة والبلوغ, أي إلى مرحلة الرجولة ولأن التربية عملية تخصص تحتاج إلى مربين لهم خبراتهم ومعرفتهم بطبيعة الطفل, وما يحتاج إليه من وسط مناسب وأدوات ومعلومات, وجو يستثير نشاطه ورغبته في العمل والتعلم, لأن المربين يتجردون عادة من شفقة الوالدين المتطرفة أحيانا, والتي قد تصل في التساهل واللين إلى حالة تشجع الأطفال على العبث والسلوك الشاذ, فالمدرسة مجتمع صغير يلتقي الطفل زملائه الصغار, ثم يألفهم ويشاركهم ألعابهم, وأناشيدهم ويتعلم منهم ويشعر بينهم بعضويته في مجتمعهم, وبما أن الإنسان بالطبع اجتماعي, فهو اذا وجد المجتمع الذي يصلح له يشجعه على التعبير عن ميوله وغرائزه, ويشبع حاجاته ويكتسب خبرات جديدة غير متوفرة في المسكن المحدود, لذا فالمدرسة تقوم بوظيفة تربية الطفل وإعداده نيابة عن أسرته التي هي المسئولة الأولى عنه وبالنيابة عن المجتمع الذي يعيش فيه فلا يمكن لأي مؤسسة أو أسرة أن تقوم بنقل التراث إلى الأجيال بأسلوب مبسط, فالحضارة معقدة التركيب, والمدرسة تسهل ذلك للأجيال الناشئة.[28]
المبحث الثالث: التعريف بالمدارس الصحراوية:
المطلب الأول: المراد بالمدارس الصحراوية:
المراد بالمدارس الصحراوية
المدارس السوقية والمقصود بالمدارس السوقية
تلك الجامعات المتنقلة في أعماق الصحراء الكبرى, والتي يتولى إدارتها والتدريس بها عباقرة من أبناء هذه الصحراء بطريقتهم الخاصة, وهي عبارة عن مجتمع تعليمي ثقافي ينتهج نمطا من التعليم التقليدي ظل صامدا, محافظا على طابعه التقليدي الأصيل, أو هي تلك المؤسسات التعليمية الأهلية التي ظهرت في المجتمع الصحراوي لملائمة وتكييف ظروفه القاسية مع متطلبات التعليم, وتعتبر المدارس السوقية الصحراوية والمحاضر الموريتانية وجهين لعملة واحدة, فإن كان هناك من اختلاف فهو في مجرد المسمى, لا في المدلول والمضمون كما أشار إليه العلامة محمد الحاج بن محمد أحمد السوقي الحسني في كتابه: اللؤلؤ المنسوق في كيفية تعاليم أهل السوق حيث قال: في معرض حديثه عن كيفية إلقاء الدرس في المدارس أو المجالس السوقية العلمية إن صح التعبير( ولا يفوتنا أن نحكي هنا كلمات لأحمد سالم بن مولاي علي الموريتاني في مجلتهم الثقافية الإسلامية, فإن ما كتبه في تلك المجلة عن المحاضر الموريتانية يوافق حالة علمائنا موافقة شن طبقة, وكان ذلك بينهم متوارثا طبقة عن طبقة )[29]
|