الموضوع: فصول من حياتي
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-02-2012, 08:19 PM   #78
مراقب عام القسم الأدبي


الصورة الرمزية السوقي الخرجي
السوقي الخرجي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 32
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 06-03-2016 (12:32 AM)
 المشاركات : 780 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: فصول من حياتي



ومن هذه المواقف: الدعوية التي مرت علي في طريق الدعوة, أنني جئت إلى حينا في إحدى المرات, وجمعت عددا من الشباب لنقيم دورة في الحي وصادف ذلك أن وفدا من (جماعة التبليغ) قد سبقنا إلى الحي, ونزلوا في المسجد الجامع الذي من المنتظر أن يكون محل دورتنا, فذهبت إليهم, وطلبت منهم أن يكون برنامجنا واحدا بحيث تكون دورتنا في النهار, ويكون برنامجهم, الوعظي بعد المغرب إلى العشاء, فوافقوا, ولاحظت,أنهم لم يعتادوا على هذه التوأمة بينهم وبين بعض دعاتنا, وقد احتد النقاش بيني وبينهم في موضوع الضيافة, والتي رفضوها في البداية, وذكرت لهم أن ذلك مخالف للسنة, والعرف العام, وأنتم من تسعون دائما إلى تجنب ما يخالف أعراف الناس, والناس هنا يرون عدم قبول الضيافة نوع من أنواع الأذى,وسبيل إلى ظن السوء ودليلهم على ذلك أن الملائكة عندما امتنعوا عن أكل ضيافة إبراهيم عليه السلام, (أوجس منهم خيفة) فطمئنوه وقالوا له (لاتخف إنا أرسلنا إلى قوم لوط).
فوافقوا على جميع ما طلبنا منهم, فكانت فعلا دورة استفاد منها الناس, ومن الأشياء التي نقدتها عليهم في أثناء الدورة التركيز على الأمور الآتية:
1- نقد علماء البلد في عدم الذهاب إلى الناس ليعلموهم.
2- عدم تعليم النساء.
3- التركيز على أن علماء البلد تركوا واجبهم الديني إلى غير ذلك من الأمور التي نسيت بعضها.
وهذه الأمور تخالف منهجهم حسب ما سمعت منهم , وأرى أن السبب في ذلك يرجع إلى كونهم من أهل البلد وليس من بينهم أحد من الخارج, وفيهم من (السنغاي) و(قابروا) والعرب الماليين عدد, وهذا ما جعلهم يركزون على العلماء السوقيين لمعرفتهم بهم.
وبعد انتهاء الدروة المشتركة, استأذنت الضيوف بكلمة أعتذر فيها عن علماء البلد في عدم تمكنهم من القيام بجميع مهام التعليم في البلاد, ومما ذكرت حينها أن جميع البلدان تضع رواتب أو أعطيات أو سموها ماشئتم, تحفظ كرامة العلماء وترتب أمر الوظائف الدينية فيهم غير دولة (مالي), فإنها لم تخصص شيئا وليست فيها جهة تشرف على ذلك, فبقي أن الدور الذي يقوم به العلماء السوقيون من القضاء والإفتاء إنما هو بسبب اهتمامهم بهذا الأمر لاعلى أن هناك من يهتم بهم ,أو يتابع أمور الدين في قراهم , وكان حالهم في السابق أيام السلطنات الطارقية, أفضل بكثير من حالهم الراهنة, حيث أنهم في السابق هم المرجعية الدينية في طول البلاد وعرضها, والآن القانون المدني ومرافعاته هوالذي يجري التحاكم إليه.
وذكرت لهم أن التعليم العربي مهمش وغير مخدوم, ويستوي في ذلك الرجال والنساء.
وأما موضوع تقاعس العلماء عن تعليم الناس أمر دينهم فذكرت لهم أني معكم في ضرورة طرح الموضوع لكنني أختلف معكم في التمثيل حيث إنهم مثلوا العالم بـ(البئر), وأن العالم لايليق به أن يكون مثل البئر لايستفاد منه إلا بواسطة دلو وحبل وجهد, فالعالم ينبغي أن يكون مثل القمر يضيء لمن يسري ومن كان لايسري.
فذكرت لهم قول ابن عباس لزيد بن ثابت أن العلم يؤتى ولاياتي, وكذلك قال مالك للخليفة هارون الرشيد لما طلب منه أن يأتيه مالك ليسمع منه الحديث وضربت لهم أمثلة كقصة موسى عليه السلام وذهابه إلى الخضر وهو أفضل منه ليأخذ عنه وغيرذلك, ولا أدعي أنهم كانوا معي في كل ماقلته ولكنهم كانوا مستمعين جيدين على قدر كبير من الخلق والأدب.
ومن هذه المعاناة رحلتي في الصحراء للتحضير لدورة (ابنغ املان) التي كانت في 1/6/ 1423هجرية, وقد عانيت فيها الكثير بسبب التنقل بين المدن والصحراء لجمع الشريحة المستهدفة لإقامة الدورة, ولاننسى أن الوقت صادف موسم هطول الأمطار, وقد تحدثت في أبيات من الرجز عن كل هذه الرحلات وتفاصيلها, بشكل غير ممل, ولامخل إن شاء الله, وهذا ماقلته:
يامعتنى برحلتي (لمالي) = وما تحقق من الآمال
اسمع هديت الرشد في المآل= وفزت في مستقبل والحال
قول أخ يركب متن الرجز = إن قال وفاك بوعد منجز
فهاك قصتي وتبدا بالمطار= وفي الرياض انطلقت بدأ النهار
يصحبني إلى المطار المهتدي = أكرم به في الغيب أو في المشهد
وثنين (ببكر) الشهم النبيل = أكرم بنت نبعه فهو أصيل
والحال أنني قصدت الطائرة = في ساعة بوبل هم ماطرة
يقال إنها (خطوط) الحبشة = ورحلتي في البدإ كانت منعشة
عكرها الهبوط والنزول = بكثرة والشرح قد يطول
وفي مطار بلدي البئيس = قابلتي فور وصولي (سيسي)
وقادني لبيته غير بعيد = من المطار وهو عين ما أريد
وقد رسمت عنده اللوحات = وذاك من أهم واجباتي
ثم حثثت السير نحو (نيجر) = وهي أرض فيه بعض معشر
وبعد اسبوع تركت أرضها = وجوها وبرها وبحرها
في رحلة إلى بلاد (تيسي) = وصحبة من الأخ الأنيس
أعني به شقيقنا سفيانا = من همه الدعوة حيث كانا
نؤم حي والدي المكرم = فلا تسل عن فرحة المتيم
وقد تجاذبنا معا نقاشا = قد جلب الفرحة وانتعاشا
منها مشاركته في (الدورة) = قال (موافق) ولو من ساعتي
بعد وصول غايتي رجعت = إلى (نيامي) عاجلا فقلتُ

رحلة (نيامي).
ياإخوتي ياقوم هل من مبلغ = مني إلى من في ربا (تن أغغ)
من أننا وصلنا في أمان = دون زيادة ولا نفصان
وأننا قصدنا ذات (الحطب) = وكم قضينا عندها من أرب
وقد تنا قشنا بها (تكوسا) = هزت لها جماعتي الرؤوسا
فجاءنا الأخ الأنيس (أجديد) =بجفرة وافق فيها ما نريد
وقد تولى شأنها الأمير = وهو بكل ثقة جدير
لم أنس فضل الود أعني أجديد= وكان في أعماله أي مجيد
ثم اذكرن من بعده سفيانا = يعرف بالإرشاد حيث كانا
وهو الذي قد حث في نصب الأمير= لكنه شاغب في طول المسير
ونقض البيعة مستبدا = برأيه وكم نفى وردا
فنزلت عقوبة مريرة = فانكسرت اصبعه الصغيرة
ولم يزل بين اعتلال وأنين =لأنه خالف ما قال المكين
ليس له في الصحب من مشارك= في رأيه سوى الفتى المبارك
فإنه ساعده وسانده = ولم يطع أميرنا بل عانده
وإن أردت أصدق الرجال = في طاعة الأمير وامتثال
فابدأ منوها بعبد القادر = وكان للأمير أي ناصر
وسجلت على الأمير هفوات = جمعها سفيان عنه من شتات
أهمها تجاوز المال الذلال = بأمره والحق ياقومي يقال
رحلة بنكلاري
ياقوم هاكم موجز الأخبار = يبدي لكم رحلة بنكلاري
قد انطلقنا بعد حل النافلة = مع نجوم لم تكن بالآفلة
في وسطهم أخو الوفا سعود = أكرم به من قائد يقود
فهو الذي سبق كل الناس = ودعم المكتب من أساس
ونشر الدعوة في جل البلاد =في مالي أو في نيجر أو في تشاد
وأسس الشيخ لنا نظاما = أما علي فاختاره إماما
والخال عبد الله نجل موسى = فقد نصبناه لنا رئيسا
فهو الذي قام لنا بالترجمة = لأننا صرنا صخورا معجمة
لا تنس عبد الله أعني بابكر = أحبه لأجل عهد قد غبر
تراه دوما جاثيا يناقش = وسهمه في العلم سهم رائش
نقاشه اتسم بالمرونه =ولم تكن في طبعه الخشونه
لكنه اصر في عزل الأمير = وكان ذا رجاؤه طول المسير
خرّجت ذا بأحسن المخارج = كي لايرى في صف كل خارجي
رحلتي مع أبي عادل.
واذكر أبا عادل لاتنساه = وقاه من أذى العدا مولاه
وإن تشا عرّفه بالخلق الأتم = وكرم لست أعده بكم
وإن ترد مزيد ما أولاه = من نعم فبسمة تغشاه
وقد حثثنا السير بعد الفجر =موقعنا في الباص وسط الصدر
وهي كما قيل طراز باني =وبطئها لذمها أغراني
وبعدذا انطلقنا نحو الحبشة = لنرشفن ريا ليال منعشه
لكنهم قد أخرونا في المطار = وسوفوا وعطلوا طول النهار
وأدخلونا وسط بهو الباص =وما لنا في السمع من مناص
وأنزلونا بعد ذا في الفندق =لم يك بالراقي ولا بالضيق
ثم سألت عن مكان المطعم = وقد نبست بكلام مبهم
وقالوا حدثنا بغير العرب = وفتشن لفهمنا كل خبيئ
فقلت لابد من الإشارة =فابتسمت طلائع البشارة
وإن أردت الفصل عن تلك الخطوط =وما رأيت عندها من الضغوط
راحتها قد مزجت بالعلقم = وسمها يكمن وسط الدسم
وهي في رحلتها مثل القطار = فكم هبوط وصعود ومطار
وبعد ذا أهم ما في الحبش =فقط أخي زيادة في العفش


 
 توقيع : السوقي الخرجي

غــدا أحلـــــــى .. لاياس ... لاحزن.. لا قنوط من رحمة الله.نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الخرجي ; 09-05-2012 الساعة 09:47 PM

رد مع اقتباس