الموضوع: فصول من حياتي
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-25-2012, 03:50 PM   #68
مراقب عام القسم الأدبي


الصورة الرمزية السوقي الخرجي
السوقي الخرجي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 32
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 06-03-2016 (12:32 AM)
 المشاركات : 780 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: فصول من حياتي



موقف شيوخنا من الدعوة.
والاعتراف بالحق فضيلة فإن الكثير من علماء السوقيين كانوا على قدر كبير من لين الجانب وخفض الجناح أمام الدعاة الشباب عكس الزعامات الصوفية الأخرى في الساحة, وسار قطار الدعوة عندنا على هذا النحو بدون أي تصادم فترة من الزمن لابأس بها,ثم حصل جفاء محدود في الآونة الأخيرة يصعب تصنيفه تحت أي عنوان فهوأقرب إلى(الشخصنة) منه إلى شيء آخر.
ويلاحظ أن مشايخنا حاولوا أن يهندسوا طريقة خاصة ويمسكوا العصا من الوسط بحيث يحافظون على الموروث الصوفي مع غض الطرف عن الشباب وفتح الباب أمامهم للاتحاق بالمدارس التي تصنف على أنها سنية وسلفية.
وهذا جانب مهم غفل عنه الكثير ممن يتناولون هذا الموضوع, وينسى أن ذلك فتح الباب أمام شبابنا لرفع مستوى الفهم عندهم، وكذلك نسبة المعرفة، وعمق التفكير؛.
واقع الدعوة وغياب المرجعية.
الدعوة في صحرائنا ومدننا وقرانا لاينقصها غير الرجال, ومن فضل الله علينا وعلى الدعوة أن الشباب مع الدعوة ولا ينقصهم غير المحاضن التربوية التي تربي وتنمي فيهم فكرة الدعوة وتلهب فيهم مشاعل الإيمان .
وشبابنا اليوم احوج الى الشيخ الداعية والداعية الشيخ الذي يربي بصغار العلم قبل كبارها مع كرم النفس، وسعة الصدر، وعظم الصبر، متمكناً في قرآنه ، راسخاً في إيمانه داعية في سلوكه، أسوة في عمله وفي منطوقه، يحمل هموم مهمته، ويفهم واقع أمته حتى تتفتق الأذهان بين يديه وتنطلق الألسنة على مسمعيه وتكتب الحروف بين ناظريه.
والدعوة اليوم هي أحوج ماتكون إلى من يقود سفينتها بأفعاله وسلوكه قبل خطابه ومقاله ولو تأملنا في كتاب الله تعالى لوجدنا فيه إناطة النصر للمؤمنين بما يتصفون به في ذواتهم وما يفعلونه لا بمجرد ما يقولونه للناس.
ويمكن القول أيضا أن وعد الله بالاستخلاف للمؤمنين لن يكون إلا لمن تحلى بالإخلاص الخالص لله تعالى حيث يتخلى المؤمنون حملة الدعوة عن حظ نفوسهم لمصلحة الدعوة، و يقدمون ما يحبه الله على ما تحبه قلوبهم وتهواه، ويقدمون أمر الله تعالى على أمرهم. قال تعالى: { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئا(
وهذا تمكين مشروط بشرط الأعمال السابقة.
وأما التمكين الثاني فإنه منة من الباري سبحانه (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ).
ونحن في هذه الفترة في أمس الحاجة إلى الأمور التالية قبل أن ندعو بهاغيرنا:
1- أن نحقق في أنفسنا ما نريد أن نحققه في الآخرين، فنتعهدها بالرعاية ونؤطرها على السلوك الطيب، وتحري الصدق في المواقف، والإخلاص في النية، ونحاكم أنفسنا إلى القيم والمبادئ التي ندعو إليها اولا قبل أن نطالب المدعوين بها وأعجبني قول أحدهم ( إذا كانت الأفكار هي الماء الذي يروي ويحيي، فإن حاملها هو الإناء الذي يحوي، لذلك يجب أن يحافظ عليه نظيفًا حتى يبقى ما في داخله نقيًا صافيًا).
2- أن نلزم أنفسنا و أن نقترب ما أمكن من منطق الشاطبي في موافقاته مع اقتباس من جرأة ابن حزم في محلاه متجنبًين غرائبه وغاراته على مخالفيه... ونستنير من احتياطات ابن حجر في فتحه، ومن ترددات النووي بين التهيب وإحداث قول جديد في مجموعه، مثلما نساير ونماشي توسيعات ابن تيمية في فتاواه, وحكمة ابن باز مع مخالفيه.
3- كما قال ابن القيم رحمه الله: "..فإن كل طائفة معها حق وباطل، فالواجب موافقتهم فيما قالوه من الحق ورد ما قالوه من الباطل، ومن فتح الله له هذا الطريق فقد فتح له من العلم والدين كل باب، ويسَّر عليه من الأسباب.
4- توفر مناخ تربوي يفسح المجال لنمو شخصية أفراد العمل الدعوي فأفكار دعاتنا لاتنمو فتطرح نفس التي طرحت من قبل ولا يوجد تجديد في الخطاب ولا تحديث لأسلوب العمل بل يجري إعادة تكرار ما سبق طرحه وصار مألوفا معروفا.


 
 توقيع : السوقي الخرجي

غــدا أحلـــــــى .. لاياس ... لاحزن.. لا قنوط من رحمة الله.نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


رد مع اقتباس