سعة أفقه في علوم الآلة:
أ: النحو :
يقول رحمه الله – بعد ذكره لدراسته القرآن وشيء من العقيدة -
[.... اشتغلت بعلم النحو الذي هو القنطرة في بلادنا، فمن تمهر فيه، فقد جاوز القنطرة وانفتحت له الطريقة إلى العلوم فيتعلمها بسهولة ، ...فأول ما تعلمت فيه :
1- المقدمة الآجرومية على عادة أسلافنا من إعراب المثل والآيات القرآنية والشواهد وتفهيم الطالب جميع مبادئ النحو في إبان تعلمه ثم .
2- نظم شيخنا وشيخ شيوخنا سعد الدين ين عمار الحسني [الجلالي ] لكتاب قطر الندى لابن هشامسماه غيث الجدى ثم بعد استكماله شرعت في تعلم :


3- ألفية ابن مالك في النحو ... إلى أن أتممتها مع شرحهاللسيوطي.. ثم بعد ذلك قرأت
4- أبواباً من الكافية لا تكون دون الربع الأول
5- التصريح للأزهري، ثم أخذت في مطالعة المطولات من كتب النحو مع جماعة من أقراني مثل:
6- حاشية الصبانعلى منهج السالك للأشمونيونظمت من فوائده كثيرا .
7- حاشية الخضري على ابن عقيل
8- ومغني اللبيب لابن هشام
كل ما أخذت بالدرس مما ذكر أخذته عن جماعة من العلماء وما سوى ذلك أخذته بالمطالعة مع أقراني، ومن هذا القسم: همع الهوامع شرح جمع الجوامع للسيوطي،وبعد ما ذكرت شرعت في حفظ بعض المنظومات المتداولة عند أسلافنا كـ
9- منظومة الشوارد، لشيخنا وشيخ شيوخنا مهدي بن الصالح الحسني[ الجلالي ]
10- وفوائد الصبان، للشيخ يعمربن عبدالرحمن التنغاكلي
وفي خلال ذلك أحضر دروساً يلقيها شيخنا حمدا بن محمد الحسني [الجلالي] على بعض أصحابي وأقراني، بعضها في شروح الألفية، وبعضها في نظمه لقواعد الإعراب المسمى مواعد الإطراب في نظم قواعد الإعراب، واستفدت كثيراً منها -ولله الحمد - ] انظر الأنس المصفى في ترتيب أشياخي ومن أخذت عنهم صفافصفا للشيخ المترجم الأنس المصفى ص(11-12)

ب:علم الأدب
قال رحمه الله ....
[ ولما أوجست من نفسي خلال دراستي لعلم النحو أني حصلت منه على نصيب يؤهلني؛ لتوسيع الدائرة في طلب علم اللغة العربية، والتمهر في فن الأدب، والأخذ بآداب النظم والنثر، تاقت نفسي إلى صرف الهمة لدراسة علم اللغة وفن الأدب، فأخذت في تلك الفترة أقرء ـمقامات الحريري،وأضفت إليها
ديوان امرئ القيس وهما اللذان أخذتهما عن أشياخي بالتدريس.
وأما ماسواهما
كبقية الشعراء الستة
وشروح المقامات المختصرة والمطولة، فقد بذلت جهدي في مطالعتها وممارستها، مستعينا على وحشيها وغريب مفرداتها بالشروح، وكل حين تتزايد رغبتي في علم العربية وفن الأدب وملحه، ودواوين الشعراء الجاهليين والمحدثين، ورسائل البلغاء، ولا أرى ولا أسمع في تلك الفترة إلا ما له صلة بملح الأدب وفكاهته ونوادر الشعرومستعذباته .
فاشتغلت في تلك المدة بمطالعة شرح الشريشي لمقامات الحريري ومجمع الأمثال للميدانيونظمت أيام العرب التي كانت في آخره
ومن الدواوين الشعرية: ديوان أبي الطيب المتنبئ وديوان الموسويوديوان الحماسة لأبي تمام وغيرها كمقصورة ابن دريد وديوان حسان بن ثابت الأنصاري،
ولامية العجم للطغرائيوشرحها الغيث المسجمولامية العرب وكثير غيرها.
ثم ترقت الرغبة إلى كتب العربية المطولة وغيرها، فأخذت في مطالعة كتب الأدب قبل الانغماس فيها والخوض في تيارها.
ومما اخترت حنيئذ من كتب الأدب: ما اختاره الأدباء كالأربعة المذكورة في قائمة أهم كتب الأدب وهي: الكامل للمبرد والبيان والتبيين للجاحظوأدب الكاتب لابن قتيبة وكتاب الأغاني للأصفهاني وهذه الأربعة جعلتها برهة من الدهر في أيام نعومة أظفاري سميري وأنيسي، وقلما تجدني إلا وواحد منها جليسي ] الأنس المصفى ص (12)
ج :معاجم اللغة:
يقول- رحمه الله- [ فمن مختصرات كتب العربية التي لازمتها في تلك الفترة:
1ـ مختار الصحاح للرازي
2ـ والمصباح المنير للفيومي
3ـ وأساس البلاغة للزمخشري .
ومن المطولات:
4ـ القاموس المحيط،للفيروزابادي
5ـ وشرحه تاج العروس للمرتضى الزبيدي
6ـ ولسان العرب لابن منظور فقد استفدت منه .لكني لم ألازمه كما لازمت تاج العروس، فإن من منن الله علي أن ذلك الكتاب على طوله المفرط، وكبر حجمه وتوسعه في العلوم والآداب والمعارف، قد طالعته مرتين من الهمزة إلى الياء . ] الأنس المصفى ص (12)
د: البلاغة
يقول -رحمه الله - [ فما قضيت منها نهمتي، صرفت همتي إلى علم البلاغة من فن المعاني وتوابعه من علم البيان والبديع، فقرأت من ذلك الفن:
1ـ تلخيص المفتاح للقزويني مع شرحه للتفتازاني
2ـ وحفظت أيضاً من علم المعاني نظم شيخنا محمود بن محمد الصالح الإدريسي [الجلالي] المسمى محرض الحريص ولم أزل أشتغل بمطالعة كتب البلاغة وكتب اللغة مختصراتها ومطولاتها . ] الأنس المصفى ص (12)
هـ:المنطق:
قال - رحمه الله - بعد الكلام على دراسته للبلاغة [ وفي تلك الآونة اشتغلت معها بمنظومة الأخضري في المنطق التي تسمى بالسلم المرونق مع شرحها عون رب العالمين للبرتيلي] الأنس المصفى ص (12)

إنتاجه الأدبي:
تمهيد:
لا يستغرب ممن تقدم حاله مع العربية وفنونها أن يتدلى له جذع نخلها، ولا أن ينال ثمرتها، ولا أن يترقى القمة في معرفتها واستخدام أساليبها المتنوعة، ذلك ما حصل للمترجم، فقد امتلك ناصية الأدب، ونال منه قسطاً كبيرا وحظا وفيراً، جعله مرجعية مهمة لأدباء منطقته في تهذيب إنشاءاتهم وتقويم إنشاداتهم الشعرية .
كم من مرة آوى إليه من يشار إليه أدبا وعلما، يحتقب إليه ما نديت به قريحته؛ ليعرضه عليه ويعيد فيه النظرة، وربما يقضي عنده ذلك العمل فترة؛ لتراكم أمثاله عنده من أعمال علمية يريد ذووها أن يطلع عليها؛ ليسدد ويقوم ويصوب، وينفي ويثبت ويهذب. أعرف أمثلة لذلك - رأيتها بأم عيني -
ومن الطبعي: أن من انشغل بفن، وتغلغلت فيه ملكته، انعكست آثاره على خطابه، ومن المعروف أن الخطاب إما نثر وإما شعر:(يتبع...)