07-11-2012, 08:50 PM
|
#65
|
مراقب عام القسم الأدبي
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 32
|
تاريخ التسجيل : Feb 2009
|
أخر زيارة : 06-03-2016 (12:32 AM)
|
المشاركات :
780 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
رد: فصول من حياتي
عشر سنوات في مجال الدعوة.
قبل الحديث عن الدعوة أود أن أنوه هنا بالدور الذي لعبته المدارس السوقية في صحراء الطوارق, وما كان الحديث عن السوقيين إلا حديث عن كوكبة مضيئة من أعلام الإسلام في صحراء الطوارق كرسواحياتهم في خدمة الدين, والذود عن حمى اللغة العربية في هذا الجزء البعيد عن كبريات مراكز التحضر ومحاضن الفكر في الوطن العربي, فماوهنت منهم العزائم وما ضعف فيهم الانتماء , وما ركدت ريح اتصالهم بمنابع العلوم الإسلامية والعربية في هذا الجزء من جنوب الصحراء, هذا حالهم .
وحالنا معهم أننا ثوريون عليهم سواء في العقائد أو في السلوك وحتى في طرق المعيشة وعادة الثوري أنه ينفي الآخر, ويقصيه, ويبعده ويلغيه, وهذا ما فعلناه بهم, والحقيقة أنهم وإن أخطؤوا في بعض الأمور فصوابهم وجهادهم لايمكن لذوي العقول السليمة, والفطر المستقيمة, أن يجحده, فعلى مدار ستة قرون أو أكثر لم يسجل لهم غياب عن الصدع بالحق حسب قدرتهم, والقيام بالوظائف الدينية المناطة بهم في البلد, وممارسة الإصلاح بشقيه الإرشادي , والسلوكي , وكانت الحروب التي عصفت أعاصيرها بالمنطقة قبل الاستعمار الفرنسي وأثناءه وبعده لم يغب فيها زئير علمائهم وثرثرة أقلامهم عن ساحات هذه الأحداث, بالإضافة إلى ذلك هم الوعي الديني المتيقظ, والصوت المجلجل.
ومشكلتنا نحن الشباب أننا نعرف ذلك ولكننا نتجاهله من أجل حب التغيير الذي نعشقه عشقا, ولكننا لانبذل من أسبابه إلا نذرا يسيرا فليس منا من جلس لتعليم الناس وتبصيرهم في دينهم والصبر على ذلك كما كانوا يفعلون.
وغالب الشباب الذين يأتون إلى الصحراء يأتون من السعودية في الإجازة الصيفية وهم مرتبطون بأعمالهم, فيبذلون جهدا يشكرون عليه, ولكنه لا يرقى إلى مستوى أن يكون بديلا عن علماء السوقيين ولاغيرهم من العلماء في المنطقة, بل كنا نستخدم طريقة (اضرب واهرب) أو مايشبه اللافتة التي تذكّر مادامت منصوبة, فإذا ذهبت أو سقطت ذهب معها ما عليها, وكنا ننسخ الأساليب التي رأينا الدعاة يستعملونها في مجتمعات كبيرة فنحاول أن نلصقها في عشائر بدوية مثل السوقيين .
وكانت العشر السنوات الماضية شهدت تحولات كبيرة في مجال العمل الدعوي عندنا ومورست خلالها كل الوسائل الممكنة في ايصال الدعوة إلى مجتمعنا حسب الوسائل المتاحة, ولم تشهد هذه الفترة طرح أي مواضيع غير ذلك بمعنى أن المواضيع الاجتماعية والاقتصادية وغيرهما ليست ضمن أوليات الطرح في تلك الفترة بل كانت الدعوة هي السمط الحاوي لجميع تلك الجهود.
وكان غالب الدعاة هم من فئة الشباب أبناء الثلاثين والخمس والعشرين سنة ويستثني من ذلك أشخاص يعدون بالأصابع ولم تخل هذه الفترة من اشتهادات شبابية شابتها بعض الأخطاء ولكن الحق يقال فإن أغلب الدعاة أعني السوقيين منهم ضربوا أروع الأمثال في الهدوء وفي حسن تعاملهم مع كافة الشرائح التي كانت(محل) هذه الدعوة ولاأبرئ الشباب من بعض الاجتهادات الخاطئة ولوكان هناك من ينصف لأشاد بهذا الجهد الذي بذل في تلك الفترة ولكننا إذا قمنا بتحليل أوضاع مجتمعناالنفسية وجدنا أن أشد مايعيق عملنا الدعوي في هذه الفترة هو:
[/size][/SIZE][/FONT]
|
|
غــدا أحلـــــــى .. لاياس ... لاحزن.. لا قنوط من رحمة الله.
|