الموضوع: فصول من حياتي
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-02-2012, 12:28 PM   #63
مراقب عام القسم الأدبي


الصورة الرمزية السوقي الخرجي
السوقي الخرجي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 32
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 06-03-2016 (12:32 AM)
 المشاركات : 780 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: فصول من حياتي



الحديقة الوديقة, في مواقف مختلفة وعلائق وثيقة.

زيارتي للأمير.
وفي هذه الفترة قمت بزيارة الأمير الشيخ والشيخ الأمير عبد الله الفيصل الفرحان آل سعود, ومعي جمع من طلبة العلم بالخرج في بيته في حي (المشيرفة) فأكرمنا وأحسن وفادتنا واستفدت منه كثيرا في تاريخ الدولة السعودية, وتاريخ الإمام محمد بن سعود, وكان الأمير عبدالله يحب طلبة العلم جدا ويواسيهم, ويسمع منهم,فلا يخرجون من بيته إلا وهم يشيدون به وبأخلاقه, وقد كنت جهزت أبياتا في ورقة كانت معي في الثناء عليه, وشكر جهوده وهي:
أقدم على ماجد من آل فرحانا = تلقى من العلم والإحسان ألوانا
فذاك دأب الألى جد الزمان بهم = كانوا لدين إله الكون أركانا
لله سيرتهم لله غيرتهم = عن سنة المصطفى ودين مولانا
لله مابذلوا لله ماحملوا = لله ما عملوا في الله أحيانا
قد جددوا سننا هدت قواعدها = وعم نفعهم برا وخلجانا
ما قلت ماقلت تزويرا ولاملقا = كلا ولا كان تمويها وبهتانا
فأسرة من سعود طاب مغرسها = فاستغلظ الزرع رقراقا وقد بانا
وافوا الجزيرة تشكو من مصائبها = وما رأته من التخريف أزمانا
فطهروها من الإشراك في زمن = لم يلق فيه الهدى دعما وسلطانا
فانجر ذيل الهدى في الكون متسعا= واندس ما كان للإبداع قد بانا
ياآل فرحان هذا طرق مغترب = لبابكم فاسمعوا بالجد شكوانا
وخففوا ثقلا أضحى بكاهلنا = لازلتم لبني الاسلام أعوانا
فسألني عن حاجتي فقلت زيارتكم والسلام عليكم, وإن كان ولابد (ففيزا) منكم لزوجتي ووالدتي فأمر مدير مكتبه مباشرة بتلبية هذا الطلب جزاه الله عني خيرا, وكنت أزوره للسلام عليه وآخر زياتي له كانت بسبب حضور الشيخ ابن العثيمين عنده, وإلقائه درسا في مجلسه في تفسير سورة (ق) رحمهما الله رحمة واسعة.
التقديم للجامعة.
دعاني فضولي الى الذهاب إلى جامعة الإمام محمد بن سعود لمواصلة دراستي ,وكان ذلك برفقة الشاب الطيب مشعل بن مقبل الحارثي لتقديم أوراق طلب التسجيل, وكان الأخ يود أن أكون معه رغبة في أن أحول له ماسماه (أوعر المهالك) إلى اسمه الحقيقي (أوضح المسالك) لابن هشام, وكان يجد صعوبة في فهم الكتاب, فذهبت معه, وطلبوني بتزكية المشايخ, فأخذت تزكية من غالب مشايخ الخرج وشفاعة من الأمير عبدالله الفيصل آل فرحان آل سعود فذهبنا بها إلى إدارة القبول والتسجيل بالجامعة فنظروا إلى التزكيات والشفاعة فقال لي المسئول بالحرف الواحد: (جيب واسطة قوية قوية قوية).
فذهبت إلى الخرج ومعي هذه (القاءات الثلاث), ولا زلت أبحث عنها في مفردات وقواميس المعارف فلم يغن ذلك شيئا.
وللوفاء والكرم أهل ورجال.
عشت في السعودية عشرين سنة, حتى الآن وكانت هذه السنوات حافلة بالمواقف الجميلة, التي سجلت بعضها ذاكرتي وسوف أسجل هنا المواقف المشرفة التي رأيتها في هذا البلد الكريم بكرم أهله وذويه,وأود التنبيه إلى أنني لا أمدح نفسي بالوفاء, ولا أذمها بعدمه, ولكنني أستطيع أن أقول أنني أكره التنازل بسهولة عن أصحابي ومعارفي, وأستغرب ممن يُفصّل الأصدقاء والأحباب, كما يفصل الثياب, ويبقى طول حياته على هذه الحالة يغير, ويستبدل,ويختار, فيحتار, كما أنني أعجب من أُناسٍ يدفنون مثل هذه المواقف وهي حية وكيف يسوغ لهم أن يعيدونا إلى سير الوأد وكأنهم لايعرفون أن دفن بنيات الأفكار, قريب من دفن البنات الأبكار, فتلك في البراري والوديان, وهذه في مجاهل النسيان , وهناك من يفضل أن يصون مثل هذه المواقف في صدره ويبقي اللثام على وجهه وأرى أن ذلك أشد أنواع البخل حينما تُكرم وتسكت, وتُمطَر بغمام مكارم الأخلاق فلاتُمسك ولاتنبت, ولست أدري الى أي نوع من أنواع الصخور أنسب هذا القلب , ولاأي شكل من أشكال الأحجار قدت منها عيونه التي ترى المواقف النبيلة, والخلال الأصيلة فتتعامى عنها, في حين أنه يتكلف ويتعقر, ويتشدق عندما يتعلق الأمر بحاضر أمامه , وأمل يرجوه , وجاه يطلبه.
والعجب أن الناس ينظرون إلى الناس والدنيا من خلال أنفسهم كمن يستعمل نظارة سوداء فلا يرى أمامه غير السواد,ويعرف هذا من يقرأ كتب الأدب والشعر العربي, فتجد شاعرا متشائما, وتجد الزمن في شعره باكيا بائسا, وآخر في نفس الزمن أو في ذات المكان يرسم عبر أسلات شعره وقلمه لوحة عن الدنيا وعن الزمن الضاحك, والدنيا هي هي.
ولا أنكر اختلاف المواقف, التي تضطر المرء أحيانا إلى أن يتذمر, ويتألم من تقلبات الدنيا وأهلها, كما أنني لا أنكر وجود ناس مجدودين وآخرين محرومين وهذه سنة جارية, لامهرب منها, وقد صور ذلك الامام الشافعي أحسن تصوير حين قال:
الجد يدني كل شيء شاسع ... والجد يفتح كل باب مغلق
فإذا سمعت بأن مجدوداً حوى ...عوداً فأورق في يديه فصدق
وإذا سمعت بأن محروماً أتى ... ماء ليشربه فجف فحقق
وأحق خلق الله بالهم امرؤ ... ذو همة يبلى برزق ضيق
ولربما عرضت لنفسي فكرة ... فأود منها أنني لم أخلق


 
 توقيع : السوقي الخرجي

غــدا أحلـــــــى .. لاياس ... لاحزن.. لا قنوط من رحمة الله.نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الخرجي ; 07-09-2012 الساعة 08:26 PM

رد مع اقتباس