الموضوع: فصول من حياتي
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-01-2012, 08:42 PM   #58
مراقب عام القسم الأدبي


الصورة الرمزية السوقي الخرجي
السوقي الخرجي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 32
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 06-03-2016 (12:32 AM)
 المشاركات : 780 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: فصول من حياتي



القافلة الأولى من الدعاة.
وهناك ثلة من هؤلاء المهاجرين قررت الرجوع الى الصحراء الطارقية لغرض الدعوة وتبليغ دينهم ومناهضة البدع والتخريف بين قبائل الصحراء ولا يليق بنا أن نغفل دورهم ولا أن نتجاهل تضحياتهم ومنهم:
الشيخ سيدي محمد بن محمد أحمد بن الثاني.
الشيخ الداعية والداعية الشيخ عبد الله بن المحمود.
والشيخ محمد بن نوح .
والشيخ أحمد محمد بن حمنو.
وغيرهم ولكن الأخيرين لم يبقيا طويلا في صحراء (الطوارق) بل رجعا إلى السعودية أما الشيخ عبد الله فلم يذهب ليعود بل ذهب ليبذر في حقول الدعوة ويتعاهد مابذره بالرعاية والسقاية حتى أتاه أجله وظل يدعو إلى الله وينشر العقيدة بين قومه وعشيرته, لفترة ليست بالقصيرة, وزار الكثير من القبائل السوقية وانتظم عقد مجالس علمية بينه وبين علمائهم وأعيانهم, وكان رجلا مهيبا جليل القدر, عظيم النفع, ترك إمامة المسجد الحرام, وكان صاحب همة في الدعوة لاتلين له قناة ولاينثني أمام قول الحق, وأصدق وصف له قول العلامة الشيخ إغلس بم محمد بن اليمان, وهو من أشد المتأثرين به من علماء السوقيين :
لوصادفته سنوالانصاف وسطه = أولوا الابانة بين الكمـل الأول
إني لأشكره لله من نعم = أجلها وكفى التنبيه عــن زلل
تاالله لولاه دامت في مداحضها= سوقي إلى أن يفوت الميل عن ملل
وقال فيه أيضا في قضيدة يبين فيها انتشار البدع.
بينا تفاقمها وثورة بطشها عنا إذا (بمحمد) النحرير
بمسيطر يسطو بصارم سنة ومدافع عنها أشد عسير
وقال ردا على من يتهمه بأنه خارجي.
ما كانه هيهات ليس (بخارج) لكنه متتبــــــع المأثور
كلف بحفظ الشرع يجمع شمله ما هاب لوما في جناب كبير
في فالق الحب الحبيب مشدد عمن يجاهر بالخنا لنكيــــــر
خط سيرهم .
كان محمد بن المحمود ويقال له أيضا عبد الله كما مر قبل قليل داعية من الطراز الأول سليل أسرة علمية تربى بين أحضان والده الشيخ
المحمود الذي اشتهر بين القاصي والداني بالدعوة إلى التوحيد وجهاد الفرنسيين , وكان قائما بأمر الدعوة في بلاد (تنبكتو) قبل هجرته إلى الحرمين , وقاد طائفة من طلابه ومحبيه في معركة (تهتست) فانكسرت جماعته أمام ترسانة أسلحة الفرنسيين فقرر الهجرة بعد ذلك .
وقد تربى الشيخ عبد الله في هذا الجو وتمرس على الصدع بالحق وصار هم الدعوة يسري في وريده, منذ الطفولة, ويدب حب الاحتساب في قلبه كدبيب الأنوار في غسق الليالي الدياجي .
فقرر العودة إلى الصحراء الطارقية, ليتخلص من خواطر مزعجة يستمع إلى نجواها وهي تحدثه بأن يدا من التبدع عبثت في الصحراء بالعقيدة فشتت شملها, ومزقت أديمها, وفرقت جمعها.
ولاشك أنه قام بقياس حاجة الناس في الصحراء إلى الدعوة ونشر التوحيد الخالص بينهم مما هون عنده ما سيلقاه ويعترض سبيله من المتاعب والمشاق , فلم يعقه كونه من المهاجرين من ترك أرض طيبة الطيبة كما فعله أسلافه من المهاجرين والأنصار وامتشاط نواصي الفلوات , وركوب عباب البحر ليدعو إلى الله خلف البحار ووراء الرمال , فكما أن هناك مقاييس لرصد الزلازل , وأخرى لهبوب الأمطار ودرجات الحرارة فكذلك لأمثاله من الدعاة إلى الله مقاييس دقيقة يقيسون بها حاجة الأمة وهموم الدعوة فينسون ذواتهم وجاحاتهم في سبيل إيصال الخير إلى الناس فقد ترك الشيخ المدينة التي تربى بين بطاحها وسهولها وتنسم نسيم هوائها وكانت مرابعها مرتع صباه, واتخذ الدعوة وطنا, والعقيدة قائدا يقوده طائعا من مدينة المصطفى صلى الله عليه وسله إلى بحار رمال الصحراء الطارقية , وكانت نفسيته في هذه القصيدة التي رسم فيها خارطة رحلته تدل على ارتياح كبير, وعلى أن هناك أملا دعويا ينتظره ليتحقق على يديه.
ولاشك أنه يعرف أنه خرج لمهمة صعبة, فإخراج الناس من قناعاتهم, التي غطت على العقول فلا تطلع عليها الشمس, من أصعب ما يواجه الدعوة والدعاة.
وسوف ترى أن هذه القصيدة هي أحسن وصف لخط سير المهاجرين السوقيين في عودتهم ولكنني لم أتمكن حتى هذه اللحظة من العثور على منظوم أومنثور لهم في هذا الموضوع غيرها وقد جسد فيها رحلته من مكة المكرمة إلى دولة(مالي) التي كانت موطن أجداده وأسلافه والتي اتخذها مركز دعوته حتى توفى عام 1371 للهجرة النبوية وقد انطلقت هذه الرحلة من (أجياد) ومخرت عباب البحر نحوالسودان التي سجلت الرحلة أهم موانئها ومدنها الرئيسية وهي:
المع برق سرى من علو (أجياد) = فبت ما بين تذكار وتسهاد
أنى اهتديت في فياف لامنا ربها = يضل فيها القطا الكدري والهادي
جازت ببحر خضم لاقرار له = لازال يقذف أزبادا بأزباد
عهدي بها غادة هيفاء خرعبة = لاتستطيع الخطا إلا بإسعاد
جازت (سواكن) فالسلوم عن كثب= فقطرعطبرة من دون إرشاد(1).
واستمر قائلا:
فأم درمان فالخرطوم ودمرتي = منار تُندلتي ماوى كل رواد(2)
ثم الأبيض من قبل النهود إلى = جبال حلة دون أم كداد
فكبكبية بعد الفاشر اشتبكت = فيها أفانبن أزهاروأوراد
ثم الجنية مأوى كل فاكهة = دار المساليت أمجاد وأنجاد (3)
فأرض كسرى فيروى ثم أرض = من بعدها كشنا جبيا بتعداد(4)
فادخل مرادي فماداوى من أرض = نمي فسرإلى (آيرو) سيرابإجهاد(5)

فادخل (لسينا) لذات النور تتبعها = (تن فاضمات)لتيسي أرض إمغاد
سقى مرابعها غر السحائب لا = تنفك تهمى بها من دون إفساد (6)
ثم ختم قصيدته بالإشادة بدور الشيخين إغلس بن محمد بن اليمان واشقيقه الشيخ أعالي وفي القصيدة إشارة إلى أنهما رحبا به شعرا وكانا من المتأثرين بدعوة الشيخ ومن المدافعين عنه وعن دعوته في الصحراء الطارقية فكان رده على ترحيبهما بقوله:
أتت قصيدتك الغراء منبئة عن الوداد بلا ريب وترداد
لاذكر للغوث في الذكر الحكيم ولا للقطب كلا ولن يروى بإسناد
فقل لمن يدعي الإثبات من سفه هاتوا أدلتكم وأتوا بأشهاد
بل ذلكم سَنن الماضين من أمم التابعين لآباء وأجداد
يا(عاليا) فوق أضداد وأنداد لازلت في (أربند) ركن إنشاد
وشد أزرك (اغلس) من معارفه دكت قوى كل إضلال وإلحاد
وقل (لأحمد) لايكتم نصائحه وينشر السنة الغراء في النادي
واحد الركائب نحو العلم مجتهدا تظفر بما شئت من إرشاد شراد
إني استعذت برب العرش خالقنا فلا معاذ بأغواث وأوتاد
وقد يعوذ رجال لاخلاق لهم بالإنس والجن قد باؤا بإبعاد
آل اليمان لازلتم جهابذة موضحين لخافي العلم والبادي
أحييتم سنة الهادي على زمن يعز والله محيو سنة الهادي
وكانت أحاديث دعوته ملئ السمع والبصر, نستمع إلى الناس ونحن صغار يتحدثون عن دعوته, وصدق لهجته, وقوة خطابته, وجزالة شعره,وحضور بديهته, وشدة تمسكه بمبدئه في عقيدته.
إهداء الكتب.
واتخذ دعمهم للدعوة في بلادهم أشكالا والوانا مختلفة, ومن أهمها إهداء الكتب, وخاصة كتب الحديث وكتب العقيدة, حتى صار ذلك عادة وديدنا لهم رحمهم الله رحمة واسعة, وأجزل لهم الأجر والمثوبة, وتقبل منهم.
الاطعام.
واتخذوا الإطعام والإنفاق ديدنا وطريقة,ويتكلفون في ذلك أشياء من الديون ومكابدة مشاق كثيرة في سبيل ذلك وكانت بيوتهم مفتوحة, وعطاؤهم ممنوح, ونوالهم يغدو ويروح, على كل وارد وصادر من المقيمين, والحجاج والمعتمرين, واتفق لهم من الفضائل ما لم يتفق إلا لقلة من الناس, وكان الغالب من هؤلاء المهاجرين من أعيان البلد وساداته, وخيرة رجاله وقادته وكانوا في الحجاز كذلك, وكان خروجهم من البلد نزل على الناس مثل الصاعقة فبكاهم الشعراء, ونعتتهم أندية المجد في الصحراء الطارقية يقول أحد الشعراء البارزين شاكيا الم فراقهم:
لابدع إن الشمس مطلعها السما وسموهم جدا فجدا ظاهر
هم مطلع الأنوار منذ وجودهم علم تراثي وصيت سائر
درس وتدريس وسر فيهم سار سواء صاغر أوكابر
رشد وإرشاد صدور وسعت مشروحة للمعلوات مصادر
كرم وإكرام قرى كم عجلت للمستضيف فذابح أو ناحر
شهدت بذاك عدول كل قبيلة فلهم على رغم الجهول مفاخر
ويمكن أن نقسم هجرات السوقيين إلى الآتي:
1- الهجرة الأولى : وكانت قبل الاستعمار الفرنسي , وقبل قيام الدولة السعودية وليست مرتبطة بأية مؤثرات خارجية ونذكر من هؤلاء المهاجرين الأوائل.
1- الشيخ أمية بن اساي قتل في طريقة إلى الحرمين عام 1332هجري.
2- محمدأحمد بن محمد الأمين من قبيلة (إقدش) توفي في مكة .
3- محمد بن عيسى القنششي توفي في المدينة المنورة وهو خال الوالد.
2- الهجرة الثانية: ولهذه الهجرة ارتباط بتأثيرات الاستعمار الفرنسي الذي أدى إلى قتل ونفي الكثير من علماء البلد ووجهائه , وتغييب دور العلماء , وتقويض أركان السلطنات الطارقية في البلد بصفة عامة ومن هنا بدأت قصّة هجرتهم إلى بلاد الحرمين الشريفين وكان ذلك في عام 1323 الهجرية، وكان علماء السوقيين هم الطليعة لهذه الهجرة وفي مقدمتهم.
1- الشيخ يحيى بن سهل.
2- الشيخ محمد بن حسن الهاشمي.
3- الشيخ محمد بن أحمد.
4- الشيخ عبدالله الحاج.
5 عبدالرحمن الانصاري.
6- محمد أحمد بن مَحمد (أبوخن).
7- الشيخ عمار بن الحسن.
8- الشيخ محمد الصالح بن الحبيب.
9- الشيخ عبد الله الحاج.
10- الشيخ ابوسالم بن الحبيب.
11- الشيخ صالح بن الحبيب.
12- الشيخ محمد يحيى بن تلت القنششي.
13- الشيخ موسى بن الحسن.
14-الشيخ سيدي محمد بن ذوالقرنين.
15- عمر بن محمد الطارقي.
16-الشيخ اسماعيل بن الطيب.
17-الشيخ محمد الصالح محمود
18-الشيخ عبد القدوس محمود
19-الشيخ محمد بن الهدى
20-الشيخ احمد تيجان
21- القاسم الطارقي
------------
1-سواكن ميناء على البحر الأحمر للسودان بجنوب برتسودان (والسلوم) مدينة سودانية و(عطبرة) مدينة بين الخرطوم وبرتسودان.
2-ام درمان معروفة والخرطوم كذلك و(دمرتي) من مدن السودان و(تندلتي) منطقة في تشاد.
3-فآدري ثم وداي فآتيــة فبيكرو ثم فرلامي بلد تشاد هذه مدن تشادية.
4-هذه مدن من مدن الكامرون ويروى من مدن نجيريا.
5-وهذين المكانين في أرض النيجر.
6- مضارب قومه في تيسي


 
 توقيع : السوقي الخرجي

غــدا أحلـــــــى .. لاياس ... لاحزن.. لا قنوط من رحمة الله.نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الخرجي ; 04-10-2012 الساعة 11:50 AM

رد مع اقتباس