عرض مشاركة واحدة
قديم 02-27-2012, 08:52 AM   #15
مراقب عام القسم التاريخي


السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الدرر اليواقيت من مناقب ومآثر قبيلة: كل تجايت




من الترصيع:
ثانيا: التوسل إلى الله تعالى بالأعمال الصالحة.
التوسل إلى الله بعمل صالح قام به الداعي من التوسلات المشروعة.
وصيغة ذلك أن يذكر المسلم بين يدي دعائه عملا صالحاً قام به، ليكون سببا في حصول مطلوبه، كقوله عند دعائه: ((اللهم بإيماني بك، وبمحبتي لك، وباتباعي لرسولك محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وبإيماني به، ومحبتي له، أن تفرج عني كربتي، وترحمني، وتغفر لي))... ونحو ذلك.
والدليل على مشروعية هذا النوع من التوسل، قوله تعالى:
((ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين))
وقوله تعالى: ((ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار))
والدليل من السنة، ما تضمنته قصة أصحاب الغار.
فعن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: ((انطلق ثلاثة رهط ممن كان قبلكم، حتى أووا المبيت إلى غار فدخلوه، فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار، فقالوا: إنه لن ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح عملكم.
فقال رجل منهم: اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران، وكنت لا أغبق قبلهما أهلا ولا مالا، فنأبي في طلب شيء يوما، فلم أرح عليهما، حتى ناما، فحلبت لهما غبوقهما، فوجدتهما نائمين، وكرهت أن أغبق قبلهما أهلا أو مالا، فلبثت والقدح على يدي أنتظر استيقاظهما، حتى برق الفجر، فاستيقظا، فشربا غبوقهما، اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك، ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة، فانفرجت شيئا، لا يستطيعون الخروج...
وقال الآخر: اللهم كانت لي بنت عم كانت أحب الناس إليّ، فأردتها عن نفسها، فامتنعت مني، حتى ألمت بها سنة من السنين، فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها، ففعلت حتى إذا قدرت عليها، فقالت: لا أحل لك أن تفض الخاتم إلا بحقه، فتحرجت من الوقوع عليها، فانصرفت عنها، وهي من أحب الناس إلي، وتركت الذهب الذي أعطيتها ـ اللهم إن كنت فعلت ابتغاء وجهك، ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة، فانفرجت شيئا، لا يستطيعون الخروج...
وقال الثالث: اللهم إني استأجرت أُجراء فأعطيتهم أجرهم غير رجل واحد، ترك الذي له وذهب.
فثمّرت أجره حتى كثرت منه الأموال، فجاءني بعد حين، فقال: يا عبد الله أدي إليّ أجري، فقلت له: كل ما ترى من أجرك، من الإبل، والبقر، والغنم، والرقيق.
فقال: يا عبد الله لا ستهزئ بي، فقلت: إني لا أستهزئ بك، فأخذه كله فاستاقه، فلم يترك منه شيئا ـ اللهم فإن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك، ففرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة، فخرجوا يمشون.
رواه البخاري في: كتاب الإجارة.
ومسلم في: كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار.
قلت: هذا من الدر المكنون في مجوهرات نصوص، وفصوص: كتاب: التوسل المشروع والممنوع.


 
 توقيع : السوقي الأسدي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 02-27-2012 الساعة 10:05 AM

رد مع اقتباس