عرض مشاركة واحدة
قديم 02-01-2012, 08:22 AM   #4
مراقب عام القسم التاريخي


السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي اجوبة



المدخل:

أدين بدين الحــــــــــب أنّى توجــــهت***ركائبه فالحب ديــــني وإيمـــاني
قلت: إن هذا البيت من أبيات الحكمة التي فيها معرفة كثير من المعاني المشروعة من غيرها المضمنة في حقائق منثور الحكم، ومنظومها التي منها حكمة هذا البيت....
المؤصل بقول تعالى: ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله...
فإن كثيرا من الناس يستحكم فيه الهوى، فيكون تبعا لما يحبه ويهواه، وافق الشرع، أو خالفه...
على حقيقة معنى هذا البيت.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: قل إن كنتم تحبون الله فاتبعون...
وصدق الصادق المصدوق في الحديث الحسن: لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: أيأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا من دون الله أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلون.
وفي هذه المحكمة دروس وعبر، من مواعظ وزواجر في التحذير من الشرك والكفر.
سواء وقع في حق من عظم شأنه من عباد الله الكرام ـ الملائكة والنبيين.
ومما لا شك فيه أنه لم يبلغ حال الكفر بمن اتخذهم أربابا من دون الله إلاّ للعلم بمكانتهم الكريمة التي علم بها عن طريق الكتب السماوية التي نزلت لهداية البشر، وفيها خبر الملائكة والأنبياء، وشرف مقامهم عند الله، فسول الشيطان في قلوب من اتخذهم أربابا من دون الله أمر تعظيمهم ـ التعظيم المحرم، فصيروهم أربابا من دون الله، وذلك لا يكون إلاّ بصرف حق من حقوق العبادة لهم، دون الله تعالى.
كالاستغاثة بهم في دفع المضار، والتوسل بهم في جلب الخير ودفع الضرار...
وهم على يقين أنهم ليسوا آلهة، بل عباد مكرمون عند ربهم.
كما أخبر الله عنهم: ما نعبدهم إلاّ ليقربونا إلى الله زلفى.
فكان من تلك العبادة التوسل بهم المحرم، عند من هداه الله إلى الصراط المستقيم...
فنداء غير الله فيما لا يقدر عليه إلا رب الأرباب، هو دعاء ذلك المدعو لغة وشرعا.
ودعاء غير الله على نحو ما سبقت الإشارة إليه، هو العبادة للمدعو المنادى...
وصدق الصادق المصدوق في قوله: الدعاء مخ العبادة.
فنداء غير الله ودعؤه والتوسل والاستغاثة بينها عموم وخصوص من وجه، وهو جهة المعاني اللغوية، لا من جهة الشرع، لأنها رفع طلب المضطر.... إلى الله تعالى بواسطة ملك أو نبي أو ولي على زعم أهل الضلال المبين...
بل قد يصل الأمر أن يكتفى بذلك الوسيط جهلا، أو من من ضل على علم ـ والعياذ بالله تعالى.
فالآن آن لنا الشروع فيما نحن بصدده:
التوسل لغة:
قال في القاموس: وسل إلى الله تعالى توسيلا: عمل عملا تقرب به إليه.
وقال في المصباح المنير: وسلت إلى الله بالعمل...
وتوسل إلى ربه تقرب إليه بالعمل.
قلت: فهذه بعض التعريفات اللغوية، حصرت التوسل إلى الله ـ جل في علاه ـ بالعمل.
وهذا العمل إن كان مشرعاً، فهو من العمل الصالح المقول في عظم شأنه: والعمل الصالح.
وإن كان غير مشروع من المحرمات والبدع، فهو مردود، لحديث: من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد.
التوسل: شرعا.
ينقسم التوسل من جهة الحكم عليه، على قسمين.
أحدهما: التوسل المشروع.
ثانيهما: التوسل الممنوع.
قلت: وستناول بعض مسائل: التوسل المشروع والممنوع، فيما نحن بصدده ـ بإذن الله.
مقدما خلاصة القول في التوسل الممنوع، من بعض كتب من درسه دراسة تحقيق.
مستندا في مسألة هذا النوع الممنوع، من كتاب: أنواع التوسل المشروع والممنوع.
وفيه:
التوسل إلى الله بحق أو بجاه الأشخاص.
من التوسل البدعي الممنوع شرعاً:
· سؤال الله تعالى بجاه أحد من خلقه، كقول أحدهم:
((اللهم إني أسألك بجاه نبيك، أو بجاه عبدك فلان أن ترحمني وتغفر لي.))
· أو سؤال الله تعالى بحق نبيه، أو بحق أحد من عباده:
((اللهم إني أسألك بحق نبيك عليك، أو بحق فلان عندك أن ترحمني وتغفر لي.)).
· ومن التوسل الممنوع شرعا الإقسام على الله بالمتوسل به، كقولهم:
((اللهم إني اقسم عليك بفلان، أن تقضي حاجتي)).
وهذا النوع من التوسل لم يرد في كتاب الله ـ عز وجل...
ولا في سنة نبيه الأمين ـ صلى الله عليه وسلم...
ولم يرد أيضاً في فعل أصحابه ـ رضي الله عنهم ـ الذين نقلوا لنا كل أقوال وأحوال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم.
ولا رواه علماء الحديث الذين عرفوا سنته ـ صلى الله عليه وسلم ـ ونقلوا أخباره وآثاره بكل دقة.
كتاب: أنواع التوسل المشروع والممنوع. ص87-88
لعبد الله بن عبد الحميد.
مراجعة وتقديم:
فضيلة الشيخ المحدث عبد القادر الأرنؤوطي.
فضيلة الشيخ أ.د. عبد الرحمن بن صالح المحمود.
مطبعة دار الرؤية.
قلت: وهناك من تناول التوسل وأقسامه وفصل فيه القول، وبين الصحيح من الفاسد، كابن تيمية والألباني، وغيرهما من علماء السلف الصالح ـ رحمهم الله رحمة واسعة جزاء لما قدموا من حماية الدين، وحراسته من أن يصاب من قبل المبتدعة عموما، وخصوصا الصوفية الرائدة في باب البدع المضلة خاصة بدع التوسل...
وعلى كل حال فالذين تناولوا حكم التسول من علماء السلف الصالح كلهم على هذا القول من عدم مشروعية التوسل بالجاه، وما في معناه، سواء كان التوسل بجاه أحد من الأنبياء ـ عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم ـ فضلا غير الأنبياء من عباد الله الصالحين...
وهناك مسائل:.....


 
 توقيع : السوقي الأسدي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 02-01-2012 الساعة 11:18 AM

رد مع اقتباس