عرض مشاركة واحدة
قديم 12-16-2011, 03:21 AM   #2


الصورة الرمزية محمد أغ محمد
محمد أغ محمد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 78
 تاريخ التسجيل :  Apr 2009
 أخر زيارة : 09-27-2012 (01:03 AM)
 المشاركات : 299 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: أسماؤنا.. بداية الإذابة الثقافية والاجتماعية





نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

لك كل الشكر والتقدير على هذا التفكير العميق الذي تجاوز القشور ...
مما لفت انتباهي في تفكيرك هنا أنه اتسم بأكبر ميزات العصر الحديث، هي "الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة، التي ينظر إليها قديما كأنها هامشية" مثل "الأسماء"
هذه هي روح المنطق الحديث.
بعد هذا أقول: إي نعم،
ف"قضية الأسماء" لا أظنها يعيرها الفكر التقليدي أي اهتمام، بينما هي مركزية، وخطيرة جدا، لو نحن فكرنا فيها قليلا بعقل غير معكوس.
كأني بك يا مفكرنا أفصحت عما سطره الروائي الطوارقي العظيم "الكوني" في روايته "من أنت أيها الملاك"
فقد بناها على قضيتك هذه فقط، حيث ينسى البطل اسمه، ويكتشف أن والده لم يضع له اسما، وهكذا تنبجس الرواية، وتتنامى الأحداث حول "قضية الاسم" فقط،، في خيال مرهف، وإيحاء بديع، وسخرية، وتعقيد المشاكل التي تنبثق واحدة من أختها .... كل ذلك ليصور الكوني مدى اضطهاد الليبيين للإنسان الطارقي المسلوب الاسم، أي المسلوب الوطن، والتاريخ، والمجد ، أي المسلوب النفس ...
ننظر الآن كيف تمكن الكوني من إحكام رواية كاملة طويلة تنشرها مجلة دبي للثقافة حول قضية "الاسم" فقط، ولكن ـ يا أداس ـ تلك القضية التي أوضحتها هنا لم يشرحها إبراهيم الطارقي طبعا بأسلوب الخطباء، والفقهاء، بل بأسلوب إنسان مثل الكوني ... وإلا لما نشرتها دبي كأفضل رواية عربية قدمت لمجلتها الثقافية عام 2009، ولو أنها كانت خطابا رسميا يندد باضطهاد العرب للطوارق بشكل وصل محو الأسماء الأمازيغية، ومنع تسجيلها في السجل المدني بوزارة الداخلية الليبية فهل سيحتفي بها أي قارئ فضلا عن القارئ العربي .
ثم أقول لليعقوبي: بروكت على الإبداع الفكري، ولكن لا أرى أن إدماج العربية سيكون حلا يحفظ "الاسم الطارقي"، فبالعكس أثبت التاريخ أن العربية هي التي تمحو الأسماء الأعجمية عموما، والطوارقية خصوصا، فلا أريد ان تكون أبا نواس حين صرع في اللحظة الإبداعية، والخمرية، وقال: "وداوني بالتي كانت هي الداء". أعترف بحالتك الإبداعية أنت أيضا، لكنك فيما أعتقد لست في تجر عانة حين كتبت هذه السطور. ولذلك قبل من أبي نواس قوله، وكل شطحاته، أما أنت هنا فلا.
تحياتي.





 
 توقيع : محمد أغ محمد

اللهم إني أسألك علما نافعا ورزقا طيبا
وعملا متقبلا


رد مع اقتباس