التمهيد:
إن الرزية لا رزيـــة مثلــــــها***فــــقـــــــدان مــــــــثل محمد ومحمد
أيها القارئ الكريم، إذا كان الشاعر بلغت منه مصيبة رجلين فقط هذا المبلغ، فما بلك بي أنا حين فقدت آلاف الرجال قرنا بعد قرن، فحول العلماء من آل سوق العلم الكبير، ولم أجد لقليل منهم فضلا عن أكثرهم خبراً تاريخيا مأثوراً.
وكنت على يقين بجلالة قدرهم في العلم والفضل، ببراهين ما تسلسل من سلسبيلهم المعرفي والعلم الشرعي الكبير إلى من أدركناهم، لا شك، أن الأمر كما قال القائل: الأثر يدل على المأثور.
فلذا كل لعله يعذرني شفقة، وإن كان القارئ من أبنائهم البررة بهم، فليترك قلمه بنيات الطريق إلى جادة البحث عن أخبارهم العطرة بعطر العلم الشرعي الفواحة.
مستأنساً بقول يعقوب ـ عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم: ((إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون)).
أيها القراء الكرام، فهل أنتم لما أقوله له واعون...
ذلك أن العالم ليس كالجاهل إن مات مات لا، العالم إن مات فإن علمه يبقي ذكره إلى حين من الدهر، وذلك الدهر، قد تكون ممن أدركه، لكن يحتاج منك ومني ومن غيرنا التماس الطلب لدى مظان خزائن ذخائره.
ومن الأمثلة الحية هذه التراجم الآتية الجليلة بأربابها العلماء الأعلام.
هي من أثمن الصيد، بل لعلك بعد بذلها تقول منصفا: الصيد كل الصيد في جوف الفرا.
ولقد سما بي شيخي المؤرخ أبو علقمة ـ حفظه الله وشكر له ـ حين قال لي بالحرف الواحد، أن لا تأخذ عني إلا تراجم من يبلغ مرتبة كبيرة في العلم نقلا مستفاضاً بين من أدركته من علماء القبيلة يذكرونه في عداد العلماء الكبار الأفذاذ...
فقلت له: اتفاقا جاء على شرطي ووفاقا.
فمد إلي يد العطاء الكريم بالتراجم الآتية ـ بإذن الله تعالى.
التي منها الترجمة اللطيفة الجميلة:
ترجمة الشيخ العلامة آحمدْ بن معاوية الأنصاري السوقي الجنششي ـ رحمه الله.
وهو من العلماء الأفذاذ، المستفاضة شهرة تبحرهم بين علماء القبلية ممن أدركهم شيخي المؤرخ أبو علقمة ـ حفظه الله.
ولادته:
نهجنا في تحديد السنين منهج التقريب، حسب تقدير ما بين المترجم له، وبين حفدته ـ حفيد ـ حفيدان ـ أو أكثر...
فيوصلنا حساب النهج إلى التقريب المتعلق بالقرن، لا بتحديد سنين أمم مضت قرونها من غير تقييد مأثور...
لذا فإن ولادة صاحب الترجمة، كانت أواخر القرن الثاني عشر الهجري.
وفاته:
وذلك النهج المتقدم آنفا، هو الذي استعملناه في تحديد الوفيات أيضا ـ والله أعلم.
فهو ممن كانت وفاته في القرن الثالث عشر الهجري.
ذريته:
السيدة: الجداية.
ومن ذرية هذه السيدة السيد بادي بن محمد الأنصاري السوقي الجنششي.
وهو والد الشاب: الحسن الجنششي القاطن الآن في مكة المكرمة ـ رحم الله السلف وبارك في الخلف.