إسعاف المعارف: بأشرف التعارف:
المرأة ـ عورة:
العلم قال الله قال رســــوله***قال الصحابة هم أولو العـــرفان
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
{وقرن في بيوتكن}
الحمد الله الذي: أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله.
له النعمة والفضل والثناء الحسن على نعمة الإسلام والهداية إليه من محض فضله.
دينا قيما ذاخراً بأحكام الهداية المحكمة الحكيمة، التي منها ما من الله تعالى على المرأة المسلمة النقية التقية الجليلة المكرمة بدين الإسلام بمنن ونعم لا تعد ولا تحصى، وخصائص شرعية جميلة لا يحيط بها الإحصا.
فنزلت أحكام خاصة بها فيها الهدى والنور، تكريماً لها إن امتثلت أوامر ربها تلك، واجتنبت نواهيه رغبة فيما عند الله من النعيم المقيم، ورهبة من خوف عقابه من العذاب الأليم.
وكل البشر: ذكرهم وأنثاهم ـ عربهم وعجمهم ـ بيضهم وسودهم، مقياس فضلهم عند الله تعالى بالتقوى: إن أكرمكم عند الله أتقاكم.
لأن الله الباري ـ سبحانه ـ هو الخالق، والبشر كله من خلقه، فلا ينظر إلى أجسادهم، ولا إلى صورهم، ولكن ينظر إلى قلوبهم ـ محل التقوى ـ كما ورد النص الصحيح الصريح في ذلك.
فأنزل كتابه الكريم، وفيه أحكام عظام محكمة.
منها: ما يخص الرجال من حلال وحرام دون النساء.
ومنها: ما يستوي فيه الذكر والأنثى من الأحكام.
ومنها: ما يخص النساء من الحلال والحرام دون الرجال.
وليست هذه العجالة موضع بسط القول في ذلك، والذي سنمر عليه في العجالة ـ بإذن الله ـ هو ما فيه خصوصية حكم خصيص بالمرأة.
من أنزلت تلك الأحكام الكريمة الجليلة في حقها، أنزلها خالقها، القائل: ((ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير))
الذي ـ سبحانه: خلق الذكر والأنثى.
كلها أحكام فضل وعدل محض من خالقها رب العالمين.
فإن عصت أوامر ربها، فلها السخط ـ والعياذ بالله ـ وإن أطاعت فلها الرضا، والحياة الطيبة.
هي والذكر سواء، في باب تحريم عصيان أوامر ربهم، وانتهاك نواهيه، وهم أيضا سواء في وجوب امتثال أوامر ربهم، وفي اجتناب نواهيه ـ سبحان من وعد بالفضل العظيم لمن أطاعه منهم، إنه لا يخلف الميعاد ـ :
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
((من عمل صالحاً من ذكر وأثنى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوايعملون)).
وليس هذا الموضوع موضع تفاصيل دقائق ذلك الفضل العظيم ـ حسب نصوصه ـ التي منها، ما نتبرك بذكره الجليل العميم.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
((وكلا وعد الله الحسنى))
لذا فإن الأحكام المشروعة للذكر والأنثى، ليست أحكاماً عبثيا، وهم الذين خلقوا لأجل التعبد بها ما خلقوا أيضا عبثا...
فضلا أن تنسخها الأحكام الوضعية، المقننة بالأهواء والمضلات من الكفر والنفاق ولفسوق والفجور.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
((وذر الذين اتخذوا دينهم لعباً ولهواً وغرتهم الحياة الدنيا))
فالآن آن لنا التعرج ـ بإذن الله تعالى ـ إلى حديث المسألة: المرأة عورة.
مرصع بجمل من أقوال أهل العلم المنتخبة، المتعلقة ببيان ما يتضمنه هذا الحديث من الأحكام العظيمة في حق المرأة المسلمة المؤمنة المكرمة بهداية الامتثال، الموعودة بالثواب الجزيل العظيم الإفضال.
حديث: المرأة عورة.
هو بالاختصار في هذه العجالة ـ بادئ ذي بدء:
أولاً: ما:
· رواه ابن حبان في صحيحه، عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
(( المرأة عورة وإنهاإذا خرجت استشرفها الشيطان، وإنها لا تكون إلى وجه الله أقرب منها في قعر بيتها))
قال شعيب الأرنؤوط : رجاله ثقات رجال الصحيح لكنه منقطع.
صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان
تحقيق : شعيب الأرنؤوط.
ثانياً: ما:
· رواه ابن خزيمة في صحيحه، عن النبي صلى الله عليه و سلم قال:
((إن المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان، و أقرب ما تكون من وجه ربها و هي في قعر بيتها))
قال الألباني : إسناده صحيح : صحيح ابن خزيمة
تحقيق : د. محمد مصطفى الأعظمي.
ثالثاً:
( حديث " المرأة عورة " رواه الترمذي ) . ص 74 . صحيح.
إرواء الغليل – الألباني.
أثر عظيم:
قال الشنقيطي ـ رحمه الله ـ بعد كلام له: ومما يؤيّد ذلك: ما ذكر الهيثمي أيضًا في "مجمع الزوائد"، عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ: قال:" إنما النساء عورة، وإن المرأة لتخرج من بيتها وما بها من بأس، فيستشرفها الشيطان، فيقول: إنك لا تمرّين بأحد إلا أعجبتيه.
وإن المرأة لتلبس ثيابها فقال: أين تريدين؟ فتقول: أعود مريضًا أو أشهد جنازة، أو أصلي في مسجد،وما عبدت امرأة ربها، مثل أن تعبده في بيتها.
ثم قال: رواه الطبراني في "الكبير" ، ورجاله ثقات"، اهـ منه. ومثله له حكم الرفع إذ لا مجال للرأي فيه.
أضواء البيان...
درر ساطعة من شروح حديث الباب:
قال المناوي ـ رحمه الله: (المرأة عورة) أي: هي موصوفة بهذه الصفة ومن هذه صفته فحقه أن يستر.
والمعنى أنه يستقبح تبرزها وظهورها للرجل...
كنى بها عن وجوب الاستتار في حقها...
وقال القاضي :
العورة كل ما يستحى من إظهاره وأصلها من العار وهو المذمة ( فإذا خرجت ) من خدرها
( استشرفها الشيطان ).
يعني رفع البصر إليها ليغويها أو يغوي بها فيوقع أحدهما أو كلاهما في الفتنة.
أو المراد شيطان الإنس سماه به على التشبيه بمعنى أن أهل الفسق إذا رأوها بارزة طمحوا بأبصارهم نحوها.
والاستشراف فعلهم لكن أسند إلى الشيطان لما أشرب في قلوبهم من الفجور.
ففعلوا ما فعلوا بإغوائه وتسويله وكونه الباعث عليه ذكره القاضي.
وقال الطيبي : والمعنى المتبادر أنها ما دامت في خدرها لم يطمع الشيطان فيها وفي إغواء الناس فإذا خرجت طمع وأطمع لأنها حبائله وأعظم فخوخه.
وأصل الاستشراف وضع الكف فوق الحاجب ورفع الرأس للنظر.
فيض القدير – المناوي.
التلخيص:
· ( حديث " المرأة عورة " رواه الترمذي ) . ص 74 . صحيح.
· وإن المرأة لتخرج من بيتها وما بها من بأس، فيستشرفها الشيطان، فيقول: إنك لا تمرّين بأحد إلا أعجبتيه...
وما عبدت امرأة ربها، مثل أن تعبده في بيتها.
· أي: هي موصوفة بهذه الصفة ومن هذه صفته فحقه أن يستر.
· والمعنى أنه يستقبح تبرزها وظهورها للرجل...
· ( استشرفها الشيطان ).
يعني رفع البصر إليها ليغويها أو يغوي بها فيوقع أحدهما أو كلاهما في الفتنة.
أو المراد شيطان الإنس سماه به على التشبيه بمعنى أن أهل الفسق إذا رأوها بارزة طمحوا بأبصارهم نحوها.
· والاستشراف فعلهم لكن أسند إلى الشيطان لما أشرب في قلوبهم من الفجور.
ففعلوا ما فعلوا بإغوائه وتسويله وكونه الباعث عليه ذكره القاضي.