الديباجة:
وإن لسان المرء ما لم تكن له**حصاة على عـــــوراته لــدليل
إنه حقاً ما قيل من مأثور الحكم: ليس كل كلمة تقال، ولا كل عثرة تقال.
هذا هو المتعارف به التعامل بين عقلاء البشر في معرض الآداب، فما بالك ـ يا أميغالاد ـ بأوجب الآداب، وهو الأدب مع الله العلي العظيم رب الأرباب.
ولما كانت مداخلة أميغالاد طالت جانباً من أعظم الجوانب جرماً وإثماً مبيناً، وهو الاعتراض الصريح على الله الملك القدوس الجبار: لا يسأل عما يفعل.
سبحانه هو الحكم العدل، الحكيم ذو الفضل.
فتناول اعتراض أميغالاد على الله تعالى ما شرع الله للمرأة من الأحكام الكريمة الجليلة المحكمة، فوصفها تصريحاً وتعريضاً بالأوصاف الآثمة المجرمة، بهذه الدرجة: فأين حق المرأة في الحياة طالما هي "عورة"... أي إعدام بدون جريمةأخطر من هذا . سبحانك هذا بهتان عظيم، واعتراض أحكام الله أحكم الحاكمين الحكم الحكيم.
فمضى بعد الاعتراض على الله، بالتقول على الله أيضاً فيما لم يقله الله تعالى في دين الإسلام الحنيف القيم، بهذه الدرجة: تجاوزنا المرأة إلى الرجل الذي يجب عليه في تصور إسلامي أن يكونمع شيخه كالميت أمام الغاسل.. سبحانك هذا بهتان عظيم مبين، والتقول على الله القائل: ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين.
ثم ختم أميغالاد ختام الإثم المبين في التهكم، والاستهزاء، والتنقص، والازداء، والسخرية بدين الإسلام بهذه الدرجة: تأتي أنت كغيرك من الأصوليين لتقول لنا: إن الإسلام ابتكر، وحافظ ... ودشن حقوق الإنسان في التاريخ((( !!!!. سبحان من يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفة.
يا أميغالاد؟؟؟ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ما لكم كيف تحكمون أم لكم كتاب فيه تدرسون إن لكم فيه لما تخيرون.
قلت: فلأجل جرم إثم هذه المسائل، المشتملة على أنكر طعن في دين الإسلام بالزور والبهتان والباطل.
شرعت في هذه المعلقة، المعنونة بعنوان:إتمام نعم الله العظام على المرأة بحماية حقوقها في الإسلام.
على أني في هذه المعلقة سأتناول فيها المسألتين الباقيتين الكبيرتين في الإثم كما سيأتي شيء من بيان حكم من استحوذه الشيطان بهما ـ بإذن الله تعالى.
وإن خص العنوان مسألة: حقوق المرأة في الإسلام.
إلاّ أن ذلك من باب تسمية: الشيء باسم الجزء: كقوله تعالى: وقرآن الفجر...
لنكت بديعة المنزع كقول الإمام القرطبي كما هنا: عبر عنها بالقرآن خاصة دون غيرها من الصلوات لأن القرآن هو أعظمها، إذ قراءتها طويلة مجهور بها ـ حسبما هو مشهور مسطور...
فمن هذا الباب ـ باب التعرج إلى معرض تلك المنازع اللطيفة، عنونت هذه المعلقة بالعنوان المتعلق بجلالة حقوق المرأة في الإسلام.
دون أن يتناول العنوان المسألتين المرتبط معانى لفظهما بالمعاني الكفرية، كما تقدمت الإشارة إليه من نقل الإمام القرطبي، وسيأتي مزيد ـ بإذن الله.
وكان من أسباب تناول عنوان المعلقة موضوع حقوق المرأة، أنه هو الذي انتشر التغني به بين الكتاب الذين يميلون مع كل ناعق يدعو بدعوة الغرب الدعوة الإباحية الجاهلية، إلاّ أن ولله الحمد هناك ردود عليهم وعلى شبههم، من قبل كثير من علماء المسلمين، خاصة المتمسكين بالكتاب والسنة وما عليه السلف الصالح...
فارتأيت الانضمام إلى ركبهم الكريم، ما دامت المسألة ورد بها أميغالاد مجالس منتديات مدينة السوق المورقة عن أن ينشر فيها الباطل إلاّ ويرد ـ بإذن الله.
علماً أني اطلعت على كثير من الإيرادات والاعتراضات في المسألة، ولم أزد عن مطالعتها شيئاً لما كفى به أقلام أهل الحق في نصرة دين الله تعالى.
وأما نحن في منتديات مدينة السوق، لما لم أجد من يسقط علينا وجوب إنكار هذا المنكر الأنكر، وجب علي إنكاره، كغيري من كتاب وقراء وزوار هذه المنتديات، كما سيأتي مستنده نقلاً وقلاً ـ بإذن الله.
وأما بقية المسألتين فهما مما تفرد به أميغالاد، ومن غرائبه المناكير، لم أعلم له متابعاً له ولا من سبقه إليهما على الوجه الذي تقول بإحداهما على الله تعالى، وبالأخرى سخر بدين الإسلام بها كما مر...
وسيأتي ـ إن شاء الله ـ تناول ذلك في مواضعه من سمطه المخرز بمسائلها، معنوناً مسائلها مسألة مسألة بالخرزات، إلى ختام هذه المعلقة ـ بإذن من بيده ملكوت كل شيء.
حسب مواضعها المتعلقة بالعناصر الكفرية في مداخلة أميغالاد.
كما تقدم نقل القرطبي في آية: وطعنوا في دينكم...
فلتحذر أقلام الجميع قرب جانب الإسلام، في كل ما لا يشرع القول به، ومن تناوله بأقلام غربية، فهي أقلام كفرية من قوم كفرة أصلاً لا يؤمنون بيوم الحساب، وأما المسلم فقد أكرمه بهدايته إلى الإسلام، فليحذر أن يخرج من الإسلام من حيث لا يدري، أو يدري.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم..
قال القرطبي: قال القشيري: كلمة الكفر سب النبي ـ صلى الله عليه وسلم، والطعن في الإسلام.
الجامع لأحكام القرآن.