عرض مشاركة واحدة
قديم 11-23-2011, 09:02 PM   #16
مشرف منتدى الحوار الهادف


الصورة الرمزية أبوعبدالله
أبوعبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 8
 تاريخ التسجيل :  Dec 2008
 أخر زيارة : 05-30-2024 (09:02 AM)
 المشاركات : 1,679 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي خطبة للقديس برنار



(خطبة للقديس برنار )
كان القرن الثاني عشر قرن الحروب الدينية الصليبية فكان التعصب رأس الفضائل
عند النصراني وكان القديس برنار رأس احد الأديرة في فرنسا وقد عاش من 1091 إلى 1153 م.
وكان إذا خطب امتلك قلوب سامعيه لما كان في كلماته من الإغراء وقوة الإقناع
عندما « كانت الأمهات يخفين أولادهن والزوجات أزواجهن والناس أصدقاءهم » حتى
كان ينزل ببلدة ليخطب فيها خوفًا عليهم من إغراء الخطيب لهم. وكان جل خطبه
في الحض على مقاتلة المسلمين وإجلائهم عن سوريا وفلسطين. ويحسن أن يقارن
القارئ بين هذه الخطبة وبين خطبة ابن الزكي التي ألقاها عند فتح صلاح الدين
لبيت المقدس.
قال القديس برنار يحض الأوربيين على حرب المسلمين:
لا مناص لكم من أن تعرفوا أننا نعيش في عصر العقاب والدمار فإن
عدو البشر قد نفخ على جميع أنحاء العالم هبوات الفساد فإننا لا نرى
سوى الشرور التي لا يعاقب عليها احد. ولم يعد لقوانين الناس أو قوانين
الدين قوة تكفي لوقف انحطاط الآداب أو منع الأشرار من التغلب. فلقد
تبوأت الهرطقة كراسي الحق وأرسل لله لعنته على الأماكن المقدسة. وأنتم
أيها المستمعون لكلماتي سارعوا إلى تهدئة غضب لله. ولكن لا تسألوه أن
يستجيب لكم عن ظلامات كاذبة ولا تلبسوا الخيش وإنما تأبطوا تروسكم
فإن صليل السيوف وأخطار الحروب وكفاحها ومتاعبها هي الكفارات
التي يطلبها لله منكم. فكفروا عن خطاياكم بما تنالونه من الانتصارات
على الأعداء واجعلوا خلاص الأماكن المقدسة مكافأة لكم على توبتكم.
من منكم لا يمتشق حسامه إذا قيل لكم أن العدو قد غزا بلادكم
وأوطانكم وأرضكم وأنه قد سبى زوجاتكم وبناتكم وتناول بالرجس
معابدكم، إن هذه الرزايا وأكبر منها قد وقعت بإخوانكم وبأسرة يسوع
المسيح التي هي أسرتكم. فلم تترددون في حسم هذه الشرور ولم لا تنتقمون
لهذه الفظائع؟ هل تتركون هؤلاء الأعداء هادئين ينظرون ويتأملون ما
يرتكبونه من المآثم في المسيحيين؟ اذكروا أن انتصارهم سيكون موضوع
حزن جميع العصور وسيكون للأجيال الحاضرة فضيحة أبدية لا تمحى.
أجل. إن لله الحي قد كلفني أن أعلن لكم أنه سيعاقب أولئك الذين
لم ينصروه على أعدائه. فإلى الحرب. هلموا إليها. وليؤنس قلوبكم غضب
مقدس واجعلوا العالم المسيحي بأجمعه يتجاوب هذه الكلمات التي فاه
وإذا كان لله يدعوكم إلى « ملعون من لا يلطخ سيفه بالدم » : بها النبي
الدفاع عن ميراثه فليس ذلك لأن يده قد فقدت قوتها. أليس في مقدوره أن
يرسل اثني عشر جيشًا من الملائكة أو يفوه بكلمة فيذهب أعداؤه هباء؟
ولكن لله نظر في أبناء البشر وأراد أن يفتح لهم الطريق على رحمته فقد
أراكم تباشير صباح يوم الأمان بأن هيأ لكم الانتقام لمجده ولاسمه.
أيها المجاهدون المسيحيون. إن الذي وهبكم حياته يطلب منكم حياتكم
وهذه المعارك جديرة بكم لأنكم تنالون المجد إذا انتصرتم والنفع إذا هلكتم.
أيها الفرسان البواسل. يا حماة الصليب الأجواد. اذكروا مثال آبائكم الذين
فتحوا أورشليم والذين قد رقمت أسماؤهم في السماء فانبذوا ما يفنى
واجمعوا ما لا يفنى وافتحوا ملكوتًا لا نهاية له.


 
 توقيع : أبوعبدالله


العقول العظيمه تناقش الافكار , والعقول المتوسطه تناقش الاحداث , والعقول الصغيره تناقش الاشخاص



رد مع اقتباس