عرض مشاركة واحدة
قديم 11-09-2011, 01:16 PM   #12


الصورة الرمزية عبادي السوقي
عبادي السوقي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 96
 تاريخ التسجيل :  Jun 2009
 أخر زيارة : 06-03-2024 (08:25 AM)
 المشاركات : 387 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: أشهر الخطب في التاريخ - وأكثرها تأثيرا ,,,



خطبة لسعد زغلول باشا )
ليس في مصر اسم أجرى على اللسان تعرفه المرأة في خدرها ويهتف به الطفل
ويشيد به الشباب من اسم سعد زغلول. فهو الآن بطل الوطنية المصرية غير مدافع.
صلب العود قوي الشكيمة. عجمه الانجليز فاستخشنوه فلفظوه إلى أقاصي أفريقيا
في جزيرة سيشل. فعاد أخشن ما كان موفور الكرامة مرفوع الرأس.
عدت على جسمه عوادي الشيخوخة فأحنى ظهره عبء سبعة عقود. ولكنه
اغتصب من هذه الشيخوخة العادية تاجا من الشعر الأبيض زاده جلالا وجمالا في
عين الأمة.
له عزائم الشباب لأن في قلبه فتوة الشباب. يفكر تفكير الفيلسوف لأن الطبيعة
حابته برأس كبير كما حاباه الدهر بتجارب لا عداد لها فكان محررًا وكان ثائرًا
وكان محاميًا وكان قاضيًا وكان وزيرًا.
قال في سنة 1921 في فندق ماجستك بالإسكندرية:
يا سمو الأمير. إخواني. أبنائي
اعذروني إذا أنا لم أقدر أن أخاطبكم كما أريد لأني تعب. أضناني التعب
من هذه الاحتفالات الساهرة. تلك المظاهر الساحرة. هذا الاستقبال الذي
لا نظير له. وإني بكل قوتي أحتج على قول حضرات أبنائي بأني أنا
وحدي الذي فعلت هذا الذي تمدحونني عليه. أحتج بكل قوتي لأني لست
وحدي فيه. بل للأمة جمعاء أثر فيه.
أريد في وسط هذه المظاهر الهاتفة أن أوجه شكري وثنائي إلى الذين
اشتركوا في تأسيس مجدنا وتوفير سعادتنا وإنعاش آمالنا.
أتوجه والخشوع يملأ جوارحي إلى تلك الأرواح الطاهرة أرواح أولئك
الأبطال الذين نادوا بالحق والحق منكر. ففاضت أرواحهم وألسنتهم تردد
ذلك النداء. فاضت وقد شرفونا باقدامهم وألزموا الكل باحترام مصر واسمها
وبيضوا وجوهنا. والآن فليناموا هادئين فقد انبلج فجر الاستقلال مضمخًا
بدمائهم. وخلفوا من بعدهم من يستحق ذلك الفداء. بيض لله برحمته
أجداثهم وأسكنهم جنات العلا وأرضىعن أعمالنا أرواحهم وأراحهم بتحقيق
آمالنا.
لله در الشبيبة ما فعلت. فأنها قد فتحت ما ضمت صدورها من
كنوز الفتوة. وملأت قلب البلاد عزة وحماسة وملأت رؤوسها حكمة وملأت
حركاتها نظاما. تلك الشبيبة التي هي عماد الحركة الحاضرة ومبعث
أنوارها الساطعة. أشكرها شكرًا جزيلا. وأرتاح جدًا لأن المستقبل سيكون
بيدها وهي يد ماهرة.
وأشكر العلماء والقسس الذين باتحادهم أبطلوا حجة في يد الخصوم
طالما اتخذوها سلاحا قاطعًا. أزالوا الفوارق وأثبتوا أن الديانات واحدة
تأمر بالدفاع عن الوطن. وأنه ليس لها تأثير إلا في عبادة الخالق جل
وعلا. أما في الوطن فالكل سواء.
وأشكر أيضًا الأمراء الذين حملهم ما ورثوه عن آبائهم من المجد
والفخار أن ينزلوا إلى صفوفنا وينضموا إلى التاجر والصانع والزارع
والعامل وكل من يخفي تحت تلك الثياب الزرقاء والبيضاء نفسًا كريمة
وقلبًا أبيا. انضموا إلى هذه الصفوف لأجل أن يستحقوا بعنوان آخر ذلك
المجد الذي ورثوه عن الآباء.
فشكرًا لهم ثم شكرًا. والحق إن كل إنسان من المصريين قد قام بالواجب
عليه. وكل نافس أخاه في القيام بهذا الواجب وزاد عليه ليكون ممتازًا على
أقرانه بشيء في خدمة الوطن العزيز. فكلكم شاكر وكلكم مشكور. ومن
مجموع هذه المساعي سارت قضيتنا إلى هذه النقطة الحاضرة. فإننا لما
قلنا إن الحماية لاغية أعلنوا اليوم هم إنها ليست باقية وأظهروا استعدادهم
لاستبدالها بعلاقة أخرى راضية. والفضل في هذا الفرق العظيم لسعيكم لا
لسعيي والتمسك بالمبادئ السامية. فاهنأوا بما نلتم واثبتوا حتى تفوزوا
بالأماني الباقية.
خطبة أخرى لسعد زغلول باشا
. ألقاها في كلية الأزهر بالقاهرة بين الطلبة في ابريل سنة 1921
جئت اليوم لأؤدي في هذا المكان الشريف فرض صلاة الجمعة. ولأقدم
واجبات الاحترام لمكان نشأت فيه وكان له فضل كبير في النهضة الحاضرة.
تلقيت فيه مبدأ الاستقلال لأن طريقته في التعليم تربي ملكة في النفوس.
فالتلميذ يختار شيخه والأستاذ يتأهل للتدريس بشهادة من التلاميذ الذين
كانوا يلتفون حول كل نابغ فيه ومتأهل له يوجه كل منهم إليه الأسئلة
التي يراها. فإن أجاب الأستاذ وخرج ناجحًا من هذا الامتحان كان أهلا
لأن يجلس مجلس التدريس. وهذه الطريقة من الاستقلال التي تسمى
الآن خللا في النظام جعلتني أتحول من مالكي إلى شافعي حيث وجدت
علماء الشافعية في ذلك الوقت أكفأ من غيرهم. ولقد كان للأزهريين في
الحركة الحاضرة فضل كبير بما ألقوه من الخطب وما بثوا من الأفكار
والمبادئ النافعة.


 
 توقيع : عبادي السوقي

أبحث عن الحقيقة شارك في صنع حياه مثاليه أمتلك المعرفة فإن هناك من يحاول إخفائها عنك حتى تظل أسيرا له


رد مع اقتباس