رسالة الملك عبدالعزيز لأهل مكة
في الثامن من شهر جمادى الأولى لعام 1343هـ الموافق للخامس من ديسمبر عام 1924م دخل السلطان عبدالعزيز آل سعود مكة المكرمة دخول العبد الخاضع لربه والمسلم الخاشع لمولاه، لا الفاتح ولا الجبار المتكبر.
ووجه إليهم رسالة في اليوم الثاني عشر من شهر جمادى الأولى لعام 1343هـ قال لهم فيها: (فلم يقدمنا من ديارنا إليكم إلا انتصاراً لدين الله الذي انتهكت محارمه، ودفعاً لشرور كان يكيدها لنا ولديارنا من استبد بالأمر فيكم قبلنا،... وها نحن أولاء بعد أن بلغنا حرم الله نوضح لكم الخطة التي سنسير عليها في هذه الديار المباركة).
وقد أوضح السلطان عبدالعزيز عددا من النقاط من أهمها ما يأتي:
1- " إن مصدر التشريع والأحكام لا يكون إلا من كتاب الله، ومما جاء عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، أو ما أقره علماء الإسلام الأعلام بطريقة القياس ، وأجمعوا عليه مما ليس في كتاب ولا سنة، فلا يحل في هذه الديار غير ما أحله الله ، ولا يحرم فيها غير ما حرمه.
2- كل من كان من العلماء في هذه الديار أو من موظفي الحرم الشريف أو الموظفين ذو راتب معين فهو له على ما كان عليه من قبل إن لم نزده فلا ننقصه شيئاً إلا رجلاً أقام الناس عليه الحجة أنه لا يصلح لما هو قائم عليه، فذلك ممنوع مما كان له من قبل، وكل من كان له حق ثابت سابق في بيت مال المسلمين أعطيناه حقه ، ولم ننقصه منه شيئاً.
3- لا كبير عندي إلا الضعيف حتى آخذ الحق له، ولا ضعيف عندي إلا الظالم حتى آخذ الحق منه ، وليس عندي في إقامة حدود الله هوادة ولا يقبل فيها شفاعة، فمن التزم حدود الله ولم يتعدها فاؤلئك من الآمنين، ومن عصى واعتدى فإنما إثمه على نفسه ، ولا يلومن إلا نفسه، والله على ما نقول وكيل وشهيد