عرض مشاركة واحدة
قديم 07-27-2011, 06:43 PM   #40
مراقب عام القسم الأدبي


الصورة الرمزية السوقي الخرجي
السوقي الخرجي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 32
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 06-03-2016 (12:32 AM)
 المشاركات : 780 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: علاقة "كل اسكن" ببعض القبائل السوقية، قراءة من الواقع



تفا جئت كما تفاجأ غيري بما كتبه الأخ الزميل أبو عبد الله ابراهيم بن موسى حول كتابي (المدارس الأدبية في صحراء الطوارق), وما سبب ألمي, وحيرني يكمن في تلك الاتهامات التي كالها لي والتي كان لها حضور مستمر في جميع مقالاته حول الكتاب, وقد أخذت طابعا جديدا يختلف في سياقه ومضمونه عن بعض انتقادات الإخوة الذين سبقوه في تناول الكتاب , حيث أنهم ركزوا على جانب القصور في الكتاب دون اللجوء إلى شخصنة الموضوع والخوض في ذوات الصدور كما هي الحال في أسلوب زميلنا الغالي , ولبيان الحقيقة فإنني أرتاح إلى النّقد ولو سمعت من القول ما لا يَجْمُل ولا يليق..
فقد يسمع المرء من زملائه ومحبيه من معلقات المدح وعبارات الثناء مايؤدي به أحيانا إلى الإعجاب بنفسه, فتأتيه مثل هذه الانتقادات لتحكم توازنه, وتصوب ميوله وتقوم اعوجاجه.
لولا اشتعالُ النار فيما جاورت ما كان يُعْرَفُ طِيب عَرْف العودِ
إخوتي الكرام لقد أمضيت ما يربوا على العشرين سنة من عمري وأنا أبحث عن أدب السوقيين وبذلت في ذلك ما لم يبذله غيري وفتشت الخزائن, وأنفقت الغالي والرخيص في سبيل الوصول إلى غايتي في ذلك وهي خدمة هذا التراث, فلم آل جهدا في التنقيب والتفتيش, ورفيقي في ذلك كله حبي للجميع وافتخاري بالكل, واعتزازي بتراثنا دون تمييز, فكان هذا الرفيق الوقود الذي لاينضب, والمعين الذي يتفدق منسابا فيشحذ الهمة, ويرسخ الخطى, ويشد الازر, ويوجه المسير.
والذي يخفف علي من آلام هذا السياط الكاوي من الانتقادات معرفتي بأوضاع نفسيات السوقيين, فقد ألفوا التقوقع حول أنفسهم, والتمنطق حول ذواتهم, فقل منهم من يضحي من أجل عمومهم أو يخدم قضاياهم, الأمر الذي أدى إلى تجاهل عمل كل من يسعى في خدمتهم, وليكن على ثقة تامة بأن حظه معهم مثل حظ هذا الشاعر:
إن حظي كدقيق فوق شوك نثروه
ثم قالوا لحفاة يوم ريح إجمعوه
صعب الأمر عليهم قال قوم أتركوه
إن من أشقاه ربي كيف أنتم تسعدوه ؟
وكانوا ألين وأرحم مايكونون مع غيرهم, من قبائل (اموشاغ) وإمغاد وغيرهما, وأشد ما يكونون على بعضهم, فيحصون على انفسهم ومن يهتم منهم بشأنهم الفتيل والنقير والقطمير, ولم يصل (الخرجي) إلى عشر معشار ما نال شيخي العتيق من الأذى بسبب موسوعته العظيمة (الجوهر الثمين), وأبرؤ نفسي وأخي وكل معين من هذه الخصلة ولكنني لاأبرؤ بها نفسيات السوقين كمجتمع.
وأعود إلى الاتهامات الزميل ابراهيم وأعلق عليها بالترتيب.
قلت:
ولا أريد أن أكرر ما سطرته أنت عن فوائد الكتاب ولا عن ريادة صاحبه في موضوعه.
ما المانع من إعادة تكرار هذه الفوائد إن كانت حقا وكنت مقتنعا بها فالحق لايضيره التكرار ولا يمل سماعه مع كثرة الترداد.

قلت:
وقد كنت عزمت أن لا أتناول الكتاب, بأي نقد حتى وإن كان بناء , إلا أنني وجدت فيه بعض الأ خطاء المنهجية والتاريخية التي تستوجب علينا أن ننبه الإخوة بها كي لا تتكرر تلك الأخطاء في المؤلفات القادمة لشبابنا الواعد.
سؤالي كيف تمسك عن الكلام في الكتاب كل هذه الفترة التي تزيد على السنة ثم تتهيب النقد البناء وأنت تعرف أنني أقبله ولا أخاف منه وآخذ من صفوه ما ينفعني ويوجه مسيرتي وأترك دغله تذروه الرياح.
قلت:
أن عنوان الكتاب شامل لجميع المدارس إلا أن محتوى الكتاب لم يتناول في مادته إلا مدارس تجمع (كل تبورق وكل تجللت وكل تكيراتن) وتجمع كل تموكسن وخصوصا الأدارسة منهم وما له علاقة بهم من السوقيين.
هذا تعميم غير دقيق يدل على أنك لم تقرأ من الكتاب الا ماترى انه يخصك فالكتاب فيه مدارس كنته وكل انتصر وموجود شعرهم فيه ولم يهمل حتى دور مدارس الفلان والسنغاي, وما المانع أن يتناول الكتاب هذه التجمعات التي ذكرتها إذا كان شعرها وإنتاجها هو الحاضر أثناء كتابة الكتاب وقد نوهنا بذلك في صدرالكتاب وأعد السوقيين أنني عازم على إضافة كل جديد ومفيد من انتاج القوم جميعا فكلهم أهلي وعشيرتي وأعدك وأنت من يكرر هذا الكلام كثيرا انك إن أتيتني بقطع شعرية في مستوى هذه القطع الأدبية لأي سوقي وفي أي قبيلة فسوف أجعلها مكانها أو أضيفها معها وأخشى ما أخشاه أنك وقعت فيما كنت تحذر منه وياليتك سكت عن اثارة هذا الأمر أو رفقت بأخيك في إصدار أحكام عاطفية في محكمة جائرة عقدتها بمفردك بلا شهود ولابينات خاصة وأنت القائل:
أن صاحبه غلبت عليه العاطفة في إختياراته لمادة الكتاب.
وردي على هذا الكلام أنه غير واقعي فضلا عن أن يكون دقيقا, فأنا من هجي وأوذي بسبب بعدي عن العاطفة في اختياراتي في الكتاب والدليل تناولي لمدرسة كل انتصر والتنويه بدور علمائها في نفس الفترة التي يهجوننا فيها ويصفوننا بكل سوء, فأين العاطفة, وقد صدق بيني وبينك المثل المشهور( رمتني بدائها وانسلت) قال إبراهيم النخعي: " إني لأرى الشيء مما يعاب فما يمنعني من عيبه إلاّ مخافة ان أبتلى به.
وهل نسيت أنني من ينصحك دائما بالبعد عن العواطف الجامحة, والخطرات المريبة.
قلت:
المؤلف لم يهتم بتوثيق تواريخ الأعلام وهذا أدى إلى فقدان الكتاب إلى مادته التاريخية وقلل من إمكانية تتبع تطور القصيدة السوقية.

ولعمري فإنك قلت بعض الحقيقة في هذا ونحن بحاجة إلى تواريخ القوم فهم ذهبوا بتواريخهم وزمان وفياتهم وما زلنا نشكتي من ضعف حيلتنا في هذا الجانب ونحن بحاجة إلى رجل مثلك يخرج هذه التواريخ من مدافنها, ويستثيرها من مخابئها, وسوف نقر لك بالسبق بهذا الجهد وذلك المطلب الملح, ونعترف لك بالريادة فيه, وسوف أكرر الاشادة بذلك وأقرظك ولو سبقني إلى ذلك الملايين عكس ما فعلته أنت بكتابي.
قلت:
تعمد المؤلف عدم إتباعه منهج معين في تناول القبائل حسب حروف المعجم وذالك لإرضاء نهجه العاطفي وهذا بلا شك من أكثر ما أثارني لأنه فتح الباب لتأويلات سلبية تجاهـ الكتاب.

هذا ليس فيه أي عاطفة هون على نفسك فالأمر سهل كل ما في الموضوع أنني قسمت المدارس السوقية إلى شرقية وغربية للنهر وليس عندي أي مانع في إعادة النظر في الموضوع, وأخشى أن تأتيني أو يأتيني غيرك يوما فيقول أو تقول يا محمد قدمت ما من حقه التأخير وغايتي أن أعرف فقط ما يرضي السوقيين حتى أفعله.
قلت:
وهذا ما يتعلق بكل تاكرنات وهو أقل ما كتب عن أي قبيلة شرق النهر كي لا يغضب أخي محمد أق محمد فما كتب عن كل أسكن أكثر بكثير عن ما كتب عن كل تكرنات ولم يذكر منهم سوى الأموات عكس بعض القبائل التي ذكر منهم الأحياء والأموات بل لم يذكر منهم إلا اللذين لهم علاقة بتجمع كل تبورق بشكل أو بآخر !!!!.
وأعترف بقصوري في ذلك وأعطفك معي لأنك تحب مادة(عطف) واشتقاقاتها وتكثر من ذكرها وتتهمني بها, وقد طلبت منك مرارا وتكرارا إفادتي في الموضوع ووعدتني ولكنك لم تسعفني بشيء فماذا تريد مني بعد ذلك أتريد أن يكون الخرجي أعرف منك بقومك.
قلت:
وعلى سبيل المثال حينما تناول قصيدة الإنتصري وماكتبه في الهامش عن الأعلام اللذين ذكرهم الشاعر ,, أترككم مع النص الوراد في الكتاب مع الهوامش حول القصيدة وبعد ذالك أرفق لكم ما تركه أخي محمد من القصيدة ولم يدرجه في كتابه وهم ثلاثة أبيات تحل لغز بني إدا الذي أراد المؤلف أن يكونوا لغزا عكس بنو أكلوا

إن لهذه الأبيات قصة وهي أنني من خلال بحثي لكل ما من شأنه خدمة السوقيين وبعث أدبهم من مرقده اتفق أن زارني الشيخ محمدأحمد الأخ الشقيق للزعيم محمد علي الأنتصري الأنصاري في الخرج فطلبت منه أن يسمعني شيئا من شعر قومه فأملى علي هذه القصيدة من حفظه, ومن خلال نشري لهذه القصيدة في الكتاب وفي الموقع عرفها من عرفها وأتحدى أنك تعرفها أو سمعت بها قبل ذلك, فكيف أخفي فيها مئاثر قوم أنا أبحث وأفتش عنهااصلا نعوذ بالله من عدم الانصاف وقهر الرجال.
كل ما في الأمر يأ أحبابي أن الأبيات ذكرت فيها من أعرفه وسكت عمن خالجني الشك فيه وهو أبناء (ادا) هذا وكذلك (ابن ودى) فهناك في تنبكتو سلسلة قضاة لايشق لهم غبار في العلم والقضاء يطلق عليهم لقب أبناء (أدا) وكذلك الأمر بالنسبة لابن (ودى) فاسم والد الشيخ العلامة (انلبوش) (ودى) وكذلك أبناء الإمام من قبيلة كل تجلالت يسمون أبناء (ادا) فاكتفيت بقولي: ( هناك الكثير من الاسر السوقية التي تحمل في سلاسلها جدا بهذا الإسم ولا استطيع تحديد هذا الجد).
ثم لا تنسى أن الذي ترميه بتجاهل هذا الجد في الكتاب هو القائل في هذا الجد في ترجمته في الموقع(نشأ الشيخ محمد بن يوسف في بيئة تعج بالعلماء فأخذ عن الكثير منهم ثم دعته همته, وتحركت لوذعيته إلى امتشاط الفلوات, ومكابدة المشاق في طلب العلم, فرحل إلى الآفاق البعيدة, وذرع الصحراء جيئة وذهوبا في البحث عن التحصيل المعرفي فهو كماقال القائل:
وعَرْبَةُ أَرْضٌ ما يُحِلُّ حَرَامَها ... من الناس إلاَّ اللَّوْذَعِيُّ الحُلاَحِلُ
وتوغل في شرق الصحراء وأخذ عن علماء (إكدز) الواقع الآن في أقصى شرق جمهورية النيجر الحالية, وتحدثت بعض المصادر إلى أنه واصل رحلة طلب العلم إلى أرض مصر وقابل علمائها, ثم قفل راجعا إلى صحراء الطوارق, فكون مدرسة كبيرة تخرج فيها جم غفير من العلماء.
وكان محمد بن يوسف من أهم رموز الحركة العلمية في القبائل السوقية في القرن التاسع وقد عاد إلى قومه من رحلته في طلب العلم يحمل بين جنبيه همة الداعية المخلص, وفكرة العالم المجدد, فمن أولياته أنه يعد أول من نشر القادرية بين القبائل السوقية, وأخذها عنه الغالب من معاصريه , ومن اصلاحاته أنه كرس حياته في تربية النشء من أولاده وغيرهم واهتم بتكوين طلبته تكوينا علميا رصينا ومهد ذلك إلى تحملهم أعباء تلك النهضات التي قامت بعده, وهيأ الجو إلى تسلسل القضاء والإ فتاء في أحفاده عدة قرون, فهو بلا منازع, الباني الأول للدولة العلمية التي قادها أبناؤه وأحفاده من بعده والمؤسس الذي أرسى أواخي تلك المدرسة على مشارف العزة والخلود).
وكيف أتجاهل أبناءه من بعده بمجرد عدم ذكرهم في أبيات كان عذري في عدم ذكرها ما تقدم وأنا القائل في نفس الكتاب الذي شهرت به(الكلام عن مدرسة بني محمد البشير مثل الكلام عن النجوم السيارة والأمواج المتدفقة, فقد تقول القليل ويفوتك الكثير. فقد أسسوا مدرسة راسخة الجذور, باسقة الفروع , اشتهرت بالاتكاء على سميك من المعارف والعلوم متين, وعلى ثقافة عربية باذخة , وأشعلوا جذوة من المعارف لا تخبو وأمدوها بوقود لاينضب معينه ولايتكدر صفـوه ولاينفد عطاؤه وتواصله , غير أن ذلك الوقود لم يكن من النوع الذي يحرقه الحديد والنار, بل هو من النوع الذي يمنحه الله من العلم والحكمة , فيودعه في عقول الرجال , فتتناقله الأجيال , ويأخذه عن الآباء الأنجال, فكل من جاء بعدهم يعد متمما لما نهضوابه في تلك الفترة الزمنية الزاهرة).
رغم أن هذا لايكفي فكان ينبغي أن ابحث وأسال فالقصور مني وارد وهو التحدي الذي يدفعني إلى الحركة وعدم الاستسلام للسكون.
ورحم الله الشاعرالمسكين البحتري حين قال:
شرطي الإنصاف إن قيل اشترِط ... وصديقي من إذا قال قسط
أدعُ الفضلَ ، فلا أطلبهُ ، ** حسبيَ العدلُ من الناس فقَط


 
 توقيع : السوقي الخرجي

غــدا أحلـــــــى .. لاياس ... لاحزن.. لا قنوط من رحمة الله.نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الخرجي ; 10-02-2011 الساعة 07:35 PM

رد مع اقتباس