بسم الله الرحمن الرحيم
وهذه بائية الشيخ / أحمد بن أحمدُ الكرماني الجلالي الحسني السوقي في الملتثى السوقي الأول
سل ما أهاج رغبا على سهب** منك وقد أودع أحشاك اللهب
أجبْك أنْ فواح ريح المسك هب **من عَقد مجلس كعِقد من ذهب
مجلس آل السوق من كل حدب **يأتون ، أهل العلم ، أرباب الأدب
والسوق أرض جمعت من العرب** وعجم ، بإذن ربي خير رب
وحين غار السوق دكا ، واضطرب** تحول الأهل وكل اضطرب
وبقي الإسم على أهل الطلب** لعلم دون غيرهم وقد غلب
وكل ذي علم ففي وجه ضرب** من أوجه الأرض وقلبه كرب
فنال بالعلم وبالتقوى الحسب** والمجد لا يؤذى ولا هو يسب
وسخر الله لكرعه وعب ***من شاء كم أنقذه من التعب
وربما أوثر عن أم وأب ***يبنى له من الجلود أو من أبّ
منهم بنو يحيى الدغوغي النسب** أكرم به فرب خير قد كسب
منهم بنو الأدرع والكل وجب ***علي بث مدحهم وما احتجب
سادة أمجاد ومسعفوا الطلب ***وجالب الخير بهم خيرا جلب
معلموا العلم وحلم والأدب *** والجود من مشى على الأرض ودب
والكرم الأصلي حقا والحسب ***متصف بها إليهم انتسب
والملك عندهم قديما ذو النشب ***إن لم يكن ينفق منه كالخشب
ومالهم بين الخلائق نُهب ***وليس يحصي وهب ما قد وهب
ومنهم الأبطال والشجعان هب** أنهمُ في رهب من الرهب
كم منهمُ من دافع الدهر وذب ***عن منكر وصادق ما إن كذب
وشعثا لم ومن صدعا شعب ***وجبر الكسر ولا يشكو التعب
ورتق الفتق وأنفق الذهب ***وفضة عمن أتى ومن ذهب
منهم مفسروا الكتاب كم أكب**عليهمُ مزاحمون بالركب
والعلما والشعرا ومن كتب**مصنفا لنفسه ومن كتب
والذاكرون المولعون بالقرب** يراقبون كل حين اقترب
بنو الحسين منهم نعم السبب**في جمع أشتات أتوا على صبب
لله درهم فكم من قد جلب*** خيرهمُ من هاهنا إلى حلب
من طينة المجد وصيت والحسب وأصلهم**قد خلقوا ، والفرع يقتفي النسب
هامات هامات العرب ***مرّ لضد ولإلفهم ضَرَب
هم من همُ ، هم آل فهر الأدب**والرأي فيهمُ إلهُهم أدب
يكفيهمُ صيتا ومجدا ما انتخب ***منهم إله العرش خير منتخب
ما أنس لا أنس الألى قد اصطحب**معهم رسول الله والود سحب
الأوس والخزرج يا نعم العرب**لم يلقهم من غيرنا إلا هرب
والوه آووا نصروا وهو الأحب **إليهمُ من كل أم ومن اب
جند وحق الحق حيث ما ارتكب **وشنت الغارات فابك من نكب
كم أسروا ويتموا من قد أكب**عن كفره ودمع أمه انسكب
بخٍ بخٍ ، فمنهم من قد غلب**على مغالب وراح بالسلب
لله محمود بن موسى من ندب**قبائل السوق وكل انتدب
والسيد الصاوي وليس بالعجب**تقديمه والحق أنه وجب
والسيد ابن أختنا نجل حتب**بضم باً ومدها ، وما عتب
فيا هنيئا لتناهم اقترب***لها ازدهار وهناء والطرب
جنهان لو لم ترض أن تقضي الأرب **ما آثرت إترابها على ترب
بنى عليهم وعلينا من قبب**للحفظ مولانا فهم نعم السبب
يا، خُيِّروا ، لا حُيِّروا حيرة ضب **جنبنا الله مثيرات الغضب
أجنى من اثمار اتصال الرطب**والاتحاد ربنا أبى العطب
حمّدنا للاجتماع المرتقب **ومقتضى ماجَرَياته العُقب
إنا نمهد له على الرغب **أحسن تسليم قبولا لا شغب
وما يقول كلما عاد رجب**واصفه من القرى يا للعجب
ومن كراسي تصف والقبب**وخدم -سبحان ربي -في خبب
وأكؤس مترعة مثل الذهب**ونفح طيب يستطاب حيث هب
ومن قدور راسيات تنتهب**من بعد ما تبت يدا أبي لهب
ومن تفاسير وأشعار خطب**وسير يحفظها أمهر طَب
أرجوزة أطرفها لمن ذهب**ومن أتى ، تنسي عقودا من ذهب
أرجوزة بسامة على شنب**تسكر من يسمع كابنة العنب
صلى على مختاره أعظم رب **أغلى من المسك وأحلى منضرب
في آله الآل وصحبه النخب**مسلما ، ما الركب للأوطان خب
******
أحمد بن أحمدُ الكرماني الحسني الجلالي السوقي
تامكوتات – أنشواج