05-16-2009, 03:19 PM
|
#9
|
مشرف منتدى الحوار الهادف
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 8
|
تاريخ التسجيل : Dec 2008
|
أخر زيارة : 10-28-2024 (10:35 AM)
|
المشاركات :
1,680 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
أعود إلى موضوع ابني محمد الحسني والذي أراه من أكثر المواضيع جدية في تناول أزمتنا الثقافية
وما أنا وإياه وغيرنا ممن أنبرى لهذا الأمر إلى كمثل قصة أولائك العميان الثلاثة مع الفيل فالأدب السوقي
كجبل الجليد لأن معظمه مازال يقبع في خزائن أصحابه أو خزائن ورثتهم والنذر اليسير الذي وصل إلينا
لا يعطينا الصورة الكاملة عنه لكي نستطيع أن نسميه أو ننقده إلا إنني أحببت أن أشارك ابني محمد المحاولة
لعله يجتهد في هذا الأمر ويكمله اسأل الله له التوفيق
الأدب هو عمل إبداعيا يستلهم وحيه من الواقع الطبيعي والواقع الإنساني
و يقولون إن الأدب ذوق مشترك تربى مع الجماعة وإن الأديب من خاصة هؤلاء الناس
لكنه استطاع أن يبتكر من الأدب ما يلبي ذوق عصره في صورة جميلة جذبت إعجابهم
تعريف النقد
النقد هو تحليل الأعمال الفنية وتحديد قيمتها الجمالية والفنية والغائية
من خلال تذوق تشترك فيه تشكيلة موضوعية من العقل والانفعالات الوجدانية
وللنقد صلاة حميمة بكافة العلوم الإنسانية من دراسة الإنسان كما هو إنسان
كعلوم اللغة والفلسفة والتاريخ وعلم الاجتماع وعلم النفس
إن النقد عملية مركبة تنطوي على عناصر من التحليل والتقييم والكشف عن جوانب الكمال والنقص
في العمل الفني وتحديد مستوياتهما فيه
الناقد
الناقد ليس شارح للنصوص يتناول فيها المفردات والمعانى والأهداف فحسب بل يتعدى ذالك
إلى عملية تحليلية تكشف طبيعة العنصر المكونة للعمل الأدبي مادة وبناء وتشكيل وقيم مع مراعاة منحى الأديب العام حتى يعطي الناقد
المتلقي إضاءة كاشفة تضيء كل جوانب العمل الإبداعي
ومن مهام الناقد تعريفنا بالعمل الأدبي وأن يضيف إلى فهمنا فهمه الخاص
0 والأديب السوقي أديب كلاسيكي فكره مأسور بمن هم قبله ،وكل همه أن يصل إلى مرتبتهم ويعتقد أن هذه المرتبة هي الغاية فحسب0
ولأدب السوقي أدب ملتزم, وإلتزام الأديب فيه عفوي نابع من إلتزامه بالعقيدة الإسلامية, ورسالته الدعوية
والتي هي جزء من إرثه الثقافي ورسالة الإسلام العظيم ومن أدوات الدعوة إلى الله عز وجل والدفاع عن الشخصية الإسلامية.
في مناطقهم الصحراوية
والشعر عند السوقين في معظمه شعر تعليمي و يعتبر أدب النخبة أي أن هذا الأدب ليس لديه استطاعة أن يحاكي المجتمع
الذي هو فيه معبرا عنه بلغة المجتمع التماشقي والتي تختلف عن لغة الشاعر
وهذه الإشكالية تكون واضحة في المجتمعات الإسلامية الغير ناطقة بالعربية مثل أدب الشعوب الناطقة بالأوردية
ويعتبر الشعر عند السوقين أداة من أدوات الدعوة إلى الله عز وجل والدفاع عن الشخصية الإسلامية.
وهنا يسعدني أن أورد قصة : علي بن الجهم مع المتوكل العباسي
للذين يرون النقص في بعض القصائد السوقية من ناحية الصور الجمالية والأخيلة
وما إرادي لهذه القصة إلا كتذكير بمراعاة الحالة الاجتماعية للشاعرأو المبدع السوقي
كان علي بدوي ،فقدم على المتوكل العباسي ، فأنشده قصيدته ،
التي منها :
أنت كالكلب في حفاظك للود *****وكالتيس في قِراع الخطوب
أنت كالدلو، لا عدمناك دلواً******* من كبار الدلال كثير الذنوب
فعرف المتوكل حسن مقصده وخشونة لفظه ، وأنه ما رأى سوى ما شبهه به ،
لعدم المخالطة وملازمة البادية ، فأمرله بدار حسنة على شاطئ دجلة ، فيها بستان حسن ،
يتخلله نسيم لطيف يغذّي الأرواح ،والجسر قريب منه ، وأمر بالغذاء اللطيف أن يتعاهد به ،
فكان – أي ابن الجهم – يرىحركة الناس ولطافت الحضر ، فأقام ستة أشهر على ذلك ،
والأدباء يتعاهدون مجالسته ومحاضرته ، ثم استدعاه الخليفة بعد مدة لينشده ،
فحضر وأنشد :
عيون ألمها بين الرصافة و الجسر ** جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري
أعدن لي الشوق القديم ولم أكــــن ** سلوت ولكن زدن جمــرًا على جـــمـــر
|
|
التعديل الأخير تم بواسطة أبوعبدالله ; 05-17-2009 الساعة 08:26 PM
|