عرض مشاركة واحدة
قديم 05-28-2011, 11:07 AM   #15
مراقب عام القسم التاريخي


الصورة الرمزية السوقي الأسدي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: تذهيب الثبتْ بدرر من مآثر مفاخر كَلْ جرتْ



طريقته في التدريس:
كان ـ رحمه الله ـ يبدأ صباح يومه بعد عباداتها، فيشرع ـ رحمه الله ـ في إقراء الكتب التالية على النحو التالي ـ بإذن الله تعالى:
· الرسالة لابن أبي زيد القيرواني.
· مختصر خليل.
· خلاصة ابن مالك.
· التفسير.
مطالعته:
وكان ـ رحمه الله ـ كثير المطالعة، خاصة في تفسير الخازن، وشراح مختصر خليل، والزرقاني، وغيرها.
مناقبه:
وهو عالم زاهد ورع، وكان ذا حظ في العبادة، خاصة النوافل، إذ يقوم من السحر، ويصلي ما شاء الله من قيام الليل، حتى يصبح عليه الصباح، فيصلي الفجر، ثم يبقى بعد ذلك في تلاوة الذكر الحكيم، حتى تطلع عليه الشمس، وتصل في الارتفاع وقت صلاة الضحى، فيصليها ـ رحمه الله.
ثم بعد ذلك يشرع، في مطالعة الكتب إلى ما شاء الله من الوقت الميمون بقرب الطاعات، ثم يأخذ قسطاً من القيلولة، فإذا هو بنشاط في مفروض العبادات، ومندوباتها المتصل إلى صلاة العشاء وسننها، ونوافلها، ورغائبها العظيم القدر بقراءة القرآن الكريم، وهو من حفاظه ـ رحمه الله رحمة واسعة.
تواضعه وزهده:
كان ـ رحمه الله ـ إذا سافر، فنزل على قوم، ما إن يكرموه بفرش أهل الشأن والفضل، فإذا هو يحيي من سنن التواضع، ما هو من اللطائف النادرة الجميلة، منها:
أنه ينزل إلى الأرض، فرش المتواضعين فينام عليها ـ رفع الله درجاته في عليين.
فائدة: نسك الواضع:
ولقد ضرب السلف الصالح أروع الأمثلة في باب الزهد المشروع والواضع المسنون المرفوع.
ومن درر ذلك ما أورده الحاكم النيسابوري ـ رحمه الله ـ من قوله: وقد لقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه بأبي تراب
أخبرنا أبو بكر محمد بن المؤمل بن الحسن بن عيسى قال حدثنا الفضل بن محمد الشعراني قال ثنا إبراهيم بن حمزة قال ثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال : استعمل على المدينة رجل من آل مروان قال : فدعا سهل بن سعد فأمره أن يشتم عليا قال : فأبى سهل فقال له : أما أذا أبيت فقل ( لعن الله أبا تراب ) فقال سهل : ما كان لعلي اسم أحب إليه من أبي تراب وإن كان ليفرح إذا دعي به فقال : أخبرنا عن قصته لم سمي أبا تراب قال : [ جاء رسول الله صلى الله عليه و سلم بيت فاطمة رضي الله عنها فلم يجد عليا في البيت فقال لها : ( أين ابن عمك ؟ ) فقالت : كان بيني وبينه شيء فغاضبني فخرج ولم يقل عندي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لإنسان : ( أنظر أين هو ) فجاء فقال : يا رسول الله صلى الله عليه و سلم هو في المسجد راقد فجاء رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو مضطجع قد سقط رداءه عن شقه فأصابه تراب فجعل رسول الله صلى الله عليه و سلم يمسحه ويقول : قم يا أبا تراب قم يا أبا تراب ]
[ معرفة علوم الحديث - الحاكم ]
وصدق القائل حين قال:
فكل خير في اتباع من سلف***وكل شر في اتباع من خلف
كما بينوه أجمل بيان: فما أصح علم من تقدما
قال ابن القيم ـ رحمه الله: رأت عائشة ـ رضي الله عنها ـ: شباباً يمشون ويتماوتون في مشيتهم، قالت لأصحابها: من هؤلاء؟ فقالوا: نُسَّاك. فقالت: كان عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ:
إذا مشى: أسرع.
وإذا قال: أسمع.
وإذا ضرب: أوجع.
وإذا أطعم: أشبع.
وكان: هو الناسك حقاً.
مدارج السالكين 1/389
مؤسسة فؤاد...
بادئ ذي بدء إن من الرزية أن ترى من يصف بعض الفرق الضالة بحسنات تفردت بها من الصوفية وأضرابهم، وجهل أو تجاهل القائل بأن كل خصلة حميدة شرعاً هي من خصال الإسلام التي سبق إليها السلف الصالح، وأن أي مبتدع إذا عمل بمقتضى الشرع، فإنه متبع، لا على أنه يصنف من مفردات حسنات اسم طائفته الضالة...
من ذلك ما سمعت يوماً أحد الطلبة ونحن خارجون من درس بعض العلماء الأفاضل، فوضع له أحد طلبته نعليه على جهة باب مخرجه من المسجد...
فقال له أحدهم بهذا فاقتنا جماعة التبليغ في توقير مشايخهم...
فقيل له ما معناه ـ عفا الله عنك ـ إن السلف الصالح هم أولى من يتمثل به في كل شيء حسن من سنن الإسلام، خاصة في هذه المسألة، ثم ذكر أمثلة من توقير الصاحبة بعضهم ببعض في معرض روائع الأمثلة من توقير الآخذ من المأخوذ عنه العلم، ثم تدرج صنيع السلف الصالح في ذلك من التابعين ومن بعدهم الذين منهم الإمام أحمد بن حنبل الذي كان لا يمد رجليه جهة مصر لكون شيخه الإمام الشافعي فيها ـ رحمهما الله ـ ثم أحيل المزجور اللفظ إلى مواضع في بعض المصادر التي منها الجامع الأحكام القرآن ـ جامعة الإمام القرطبي ـ رحمه الله.
هنا وقفة: بأن من اتبع تعاليم الدين الحنيف سعد بأحسن صفقة:
قال ابن القيم ـ رحمه الله رحمة واسعة:
وإذا تأملت الحكمة الباهرة في هذا الدين القويم، والملمة الحنيفية والشرعية المحمدية، التي لا تنال العبارة كمالها، ولا يدرك الوصف حسنها....
وأنه ما طرق العالم شريعة أكمل ولا أجل ولا أعظم منها، فهي نفسها الشاهد والمشهود له، والحجة والمحج له، والدعوى والبرهان له...
اليوم أكملت لكم دينكم.
الآية، وتأمل كيف وصف الدين الذي اختاره بالكمال، والنعمة التي أسبغها عليهم بالتمام، إيذاناً بأنه لا نقص فيه ولا عيب، ولا خلل ولا شيء خارجاً عن الحكمة بوجه، بل هو الكمال في حسنه وجلالته...
وكان بعض السلف الصالح يقول: يا له من دين...
وبصائر الناس في هذا النور الباهر تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
أحدها: من عدم بصيرة الإيمان جملة....
الثاني: أصحاب البصيرة الضعيفة الخفاشية، الذين نسبة أبصارهم إلى هذا النور، كنسبة أبصار الخفاش إلى جرم الشمس، فهم تبع لآبائهم وأسلافهم، دينهم دين العادة والمنشأ...
القسم الثالث: وهو خلاصة الوجود، ولباب بني آدم، وهم أولو البصائر النافذة، الذين شهدت بصائرهم هذا النور المبين، فكانوا منه على بصيرة ويقين...
وهذا المحك والفرقان بينهم وبين الذين قبلهم، فإن أولئك بحسب داعويهم ومن يقرن بهم، كما قال فيهم عليّ بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ: أتباع كل ناعق، يميلون مع كل صائح، لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجئوا إلى ركن وثيق.
هذا علامة من عدم البصيرة، فإنك تراه يستحسن الشيء وضده، ويمدح الشيء ويذمه بعينه إذا جاء في قالب لا يعرفه، فيعظم طاعة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويرى عظيماً مخالفته، ثم هو من أشد الناس مخالفة له، ونفياً لما أثبته، ومعاداة للقائمين بسنته، وهذا من عدم البصيرة....
مفتاح دار السعادة، ومنشور ولاية أهل العلم والإرادة. 1/453-454
مؤسسة فؤاد...
أيها القارئ الكريم، إن لكلام علماء السلف الصالح حقائق تتبين إذا اعتبر، وصدق الله إذ يقول: فاعتبروا يا أولي الأبصار لعلكم تفلحون.
فمما يعتبر به ما أثر عن بعض السلف: ((من زوج مملوكته من مبتدع فقد قطع رحمه)).
فإن كان في الجلوس مع المبتدع زجر عنه السلف الصالح أبناءهم وأبناء المسلمين ما تظاهرت به نصائحهم، ما ذلك إلاّ لخطورة جراثيم البدع المعدية.
فما البال فيمن تربى في أحضانهم، والضحية كل الضحية أبنائهم، كما قال القائل:
وينشأ ناشئ الفتيان فينا***على ما كان عـــــــــوده أبوه
فإن كان لقول من قال:
اخدع الأحياء إن شئت فلن***تخدع التاريخ في المنخدعين
فإن كان لمعاني هذا البيت التاريخي حق، فإن ما نقل من نصائح تاريخ السلف الصالح أوفر الحظ والنصيب منه.
كيف لا، إذ هم لا يتكلمون عن فراغ، وإنما عن أثارة من علم.
فلذلك تجد سيرهم مع مبتدعة عصورهم كما صوره هذا النقل:
قال أبو محمد وسمعت أبي يقول
وعلامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر وعلامة الزنادقة تسميتهم أهل السنة حشوية يريدون إبطال الآثار
وعلامة الجهمية تسميتهم أهل السنة مشهبة
وعلامة القدرية تسميتهم أهل الأثر مجبرة
وعلامة المرجئية تسميتهم أهل السنة مخالفة ونقصانية
وعلامة الرافضة تسميتهم أهل السنة ناصبة
ولا يلحق أهل السنة إلا اسم واحد ويستحيل أن تجمعهم هذه الأسماء
322 - قال أبو محمد
وسمعت أبي وأبا زرعة يأمران بهجران أهل الزيغ والبدع يغلظان في ذلك أشد التغليظ وينكران وضع الكتب برأي في غير آثار
وينهيان عن مجالسة أهل الكلام والنظر في كتب المتكلمين ويقولان لا يفلح صاحب كلام أبدا[ اعتقاد أهل السنة - اللالكائي ]
الكتاب : شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة من الكتاب والسنة وإجماع الصحابة
المؤلف : هبة الله بن الحسن بن منصور اللالكائي أبو القاسم
الناشر : دار طيبة – الرياض.
قلت: هذا دندن المبتدعة منذ القدم إلى ما شاء الله، فهذه هي علامة أي مبتدع الوقوع فيمن يراه على نهج السلف الصالح أن يستنفر ما لديه من قوة غير مباركة فيها لينال من معاصريه منهم، والتاريخ مليئ بالشواهد، وما ابن تيمية وأضرابه ممن وسمهم مبتدعة أزمنتهم بالجهل، والضلال المبين، وما ذنب ابن تيمية ورجال السلف عصرا عصرا إلاّ أنهم دعوا إلى الله بالدين القيم ملة إبراهيم حنيفا....
فليتنبه أبناء كل عصر بهذه العلامات للمبتدعة، فهي علامات حقيقة شائوا أم أبوا ـ نعوذ بالله من ضلالهم المتجدد: أتواصوا به بل هم قوم طاغون.
فرجوعاً إلى نسك التواضع، فإن بابه كغيره من سنن الإسلام، التي لم تسلم من بدع الفرق الضالة خاصة المتصوفة.
قال ابن القيم رحمه الله رحمة واسعة:
الانقياد للحق: روح التواضع.
وروح التواضع: أن يتواضع العبد لصولة الحق، بأن يتلقى سلطان الحق بالخضوع له، والذل والانقياد، والدخول تحت رقه، بحيث يكون الحق متصرفاً فيه تصرف المالك في مملوكه، فبهذا يحصل للعبد خلق التواضع...
وركنه الأهم: التواضع للدين، وهو أن لا يعارض بمعقول منقولاً، ولا يتهم للدين دليلا، ولا يرى إلى الخلاف سبيلا.
والتواضع للدين، هو الانقياد لما جاء به الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولاستسلام له، وذلك بثلاثة أشياء...
ثم تناول في ذكره: الثالثة: للمتكبرين المنحرفين من المنتسبين إلى التصوف والزهد، فإذا تعارض عندهم الذوق والأمر، قدموا الذوق والحال، ولم يعبؤوا بالأمر. 2/682-683مدارج السالكين.
تهذيب عبد المنعم صالح العلي العزي.


 
 توقيع : السوقي الأسدي

رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
(الحشر:10)
.................................................. .........................
اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدَكِ وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ

التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 05-28-2011 الساعة 07:00 PM

رد مع اقتباس