الموضوع: ملحة أدبية
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-27-2011, 01:31 AM   #2
مراقب القسم الإسلامي


الصورة الرمزية أداس السوقي
أداس السوقي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 84
 تاريخ التسجيل :  Apr 2009
 أخر زيارة : 01-15-2022 (01:06 AM)
 المشاركات : 1,240 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: ملحة أدبية



بارك الله فيك أخي أبا عائشة على الملحة الأدبية ، وبارك في الشاعر الذي شهد له عارفوه بالشعر الأستاذ حمزة عثمان ، وما أجمل بيته، لكن نحن في الشبكة العنكبوتية ، ولا بد لكاتب شيء أن يكون على يقين مما يكتب إذ إنه إنما يكتب لغيره كي يفيده .أقول هذا لأن الشاعر حمزة عثمان قد سبقه غيره إلى تثليث بيتي الحريري في مقاماته.
ومن أولئك كما في البداية والنهاية لابن كثير في وفيات سنة 594 هـ
ابن النبيه قائلا:

ما الأمة الوكعاء بين الورى أحسن من حر أتى ملأمه
فمه إذا استجديت عن قول لا فالحر لا يملأ منها فمه

وفي المطرب من أشعار أهل المغرب في ترجمة الإمام الحافظ السهيلي أنه قال: يا عجبا للحريري حيث يقول في بيتيه: قد أمنا أن يعززا بثالث. فقد جاء من عززهما بثالث ورابع وخامس وسادس وسابع وثامن وتاسع وعاشر وحادي عشر وثاني عشر، وأنشد بيتيه:
سِمْ سِمةً تحَسْنُ آثارُها ... واشكرُ لمن أعطَى ولو سِمْسِمَهْ
والمكَر مهما اسَطْعتَ لا تَأتِه ... لِتَقْتَنِي السؤددَ والمَكْرُمَهْ

والزيادة على البيتين:
والمَهرَ مَهْرَ العُرس لا تُغْله ... فإنّه مهما غَلا مَهْرمَهْ
مَن دَمَه صان لحِرْزِ التُّقي ... لم يَخْش من لَوْم ولا مَنْدمه
مَنْ عَمَهُ القَلْب له شِيمةٌ ... لم يَدْر ما بُؤسَي ولا مَنْعمه
أب لُمتى إلى الرِّضا واقتسم ... مالِي معي إنّ شِئْت كالأبْلمه
أب: ارجع. ولمة الجل من على قدر سنه، والأبلمة: الخوصة.
ما الكَمَة المجُتثُّ أعْراقُها ... إلا كأصل المُرتِضى مْلْكمَهْ

الملكمة: مفعلة من الضرب، يقول: لا يرتضيها إلا من لا أصل له، كالكماة. والكمة: الكمأة، سهل همزتها، فنقل حركتها إلى ما قبلها.
ما الحَمَة السّوداء إلا الوَرَى ... فلِمْ ترَى بينهمُ مَلْحمه
الحمة هي الحمأة، مسهل الهمزة.
فالهَينْ مَهلاً لا تلُم هيّنا ... في خَلْقه واحذر من الهينَمَهْ
الهيمنة: الكلام الخفي.
والهذْرَ مَهْ دعه وكُن نَاطقاً ... بالقَصد إن العَاب في الهَذْرمَهْ
هذرم في كلامه: إذا خلط؛ ويقال للتخليط: الهذرمة. والهذرمة، أيضا: السرعة في الكلام والشيء. والعاب: العيب
كم كَمَهٍ وكم عمًى جَرَّه ... حُبُّ ذواتِ الخمْر والكَمْكمه
الكمه: هو الذي يولد أعمى، وقيل: هو الذي لا يبصر في الليل، قاله البخاري في التاريخ، وخالفه الناس، فقالوا: الأعشى، هو الذي لا يبصر بالليل؛ وقيل: الكمه: هو ألاّ يرى شيئا.
وذوات الخمر: النساء. والكمكمة: من زي الحرائر ومن لا يمتهن من النساء
وفي ترجمة عثمان بن عيسى البلطي من معجم الأدباء لياقوت الحموي أنه سئل أن يعمل على وزن بيتي الحريري اللذين وصفهما فقال:
أسكتا كل نافثٍ، ... وأمنا أن يعززا بثالثٍ
وهو:
سم سمةً نحمد آثارها ... واشكر لمن أعطى ولو سمسمه
فقال:
محلمة العاقل عن ذي الخنا ... توقظه إن كان في محلمه
مكلمةً الخائض في جهله ... لقلب من يردعه مكلمة
مهدمة العمر لحرٍ إذا ... أصبح بين الناس ذا مهدمة
محرمة الملحف أولى به ... إياك أن ترعى له محرمه
مسلمة يمنعها غاصب ... حقا فأمسى جوره مسلمه
مظلمة يفعلها صامداً ... تلقيه يوم الحشر في مظلمه
أعلمه الحسن فيا ليت من ... أغراه بي أعلمه
من دمه أهدره الحب لا ... غرو إذا حلت به مندمه
أسلمه الحب إلى هلكه ... فإن نجا منه فما أسلمه
أشأمه البين وقد أعرقوا ... أفٍ لهذا البين ما أشأمه
مكتمة الأحزان في أدمعي ... يبدو نضول الشيب من مكتمه
محرمة الدهر أفيقي ففي ... ذرا جمال الدين لي محرمه
مقسمة الأرزاق في كفه ... أبلج زانت وجهه مقسمه

وهي خمسون بيتاً هذا نموذجها.
وفي نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب :7/28
وكتب الشيخ الإمام العالم العلامة أبو عبدالله محمد بن الصائغ الأندلسي النحوي عند قول الحريري أمنا أن يعززا بثالث مانصه قد جيء لهما بثالث ورابع في قافيتهما وهو قول بعض الفضلاء
ما الأمة اللكعاء بين الورى ** كمسلم حر أتى ملأمة
فمه إذا استجديت من قول لا ** فالحر لا يملأ منها فمه

ثم قال وبخامس وسادس
انقد مهوى أزره فانثنى ** مه ياعذولي فى الذي انقد مه )
( مندمة قتل المعنى فلا ** ترسل سهام اللحظ تأمن دمه
[/color] )
قلت: رأيت فى المغرب فى هذا المعنى ما ينيف على سبعين بيتا كلها مساجلة لبيتي الحريري رحمه الله تعالى .


 
 توقيع : أداس السوقي



لاإله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم

عليها نحيا وعليها نموت وعليها نبعث إن شاءالله


l


رد مع اقتباس