قبيلته: كل جرت:
إن: جَرَتْ اسم مكان، كغيره من أسماء الأمكنة التي غلب على كثير من قبائل مضراب الطوارق في المنطقة الانتساب إليها.
لذا فإن جرت اسم مكان لهذه القبيلة المكرمة من القبائل العلمية السوقية، ولها من الفضائل والمآثر ما يدل عليه آثر صاحب الترجمة، ومن يتمتع هذا الجيل من مشاهير أعيانهم الكرام الفضلاء.
الذين منهم عمدة الترجمة الشيخ إسماعيل شيخي المؤرخ ـ حفظه الله ـ الذي أفاد قائلاً: وجرت دون: إنْ بُوراغَنْ، وهي بين قاوى، وإنْ بُوراغَنْ، لكن إلى: إنْ بُوراغَنْ أقرب.
مضيفاً قوله:
وإسَكَنْ الذي تنسب إليه قبيلة: كل أسَكَنْ السوقية، قريب إلى جَرَتْ، نحو ثلاث كيلو.
وتِجِيدِتْ التي تنسب إليها قبيلة: كَلْ تَجِيدِتْ السوقية بين جَرَتْ، وإنْ بُوراغَنْ، وهي إلى إنْ بُوراغَنْ أقرب.
مكانته:
إن المترجم له ـ رحمه الله ـ من العلماء الأعيان الذين لهم مكانة متميزة علمية واجتماعية، وتتجلى مرتفعاتها ببلوغ رحلات بعض أكابر الأعيان إلى ساحاتها، فكان ممن زاره:
* الشيخ عماد الدين بن محمد آحمد بن الجُنَيدي الأنصاري السوقي ـ رحمه الله ـ من كَلْ تَكَرَنّتْ.
* الشيخ القاضي موسى بن خُولِّي الأنصاري السوقي الجَنْشَشي ـ رحمه الله.
* الشيخ عيسى القاضي الإدريسي السوقي التبورقي ـ رحمه الله.
* الشيخ عبد القادر بن سماء الأنصاري السوقي ـ أمد الله في عمرهـ ومتعه بالصحة ـ من كَلْ تَكَرَنّتْ وِشَقَّغْنِينْ.
* الشيخ محمد وَاشَقَّغْ الإدريسي السوقي السكني ـ رحمه الله.
* الشيخ مَدَسّا بن إنْقَدْ الأنصاري السوقي، عالم شهير من قبيل آل يحيى ـ مَلَخْيا ـ رحمه الله.
الشيخ تاج الدين بن أُويِّ الأنصاري السوقي، من قبيلة كَلْ تِينَقَّسا، وهو عالم جليل شهير ـ رحمه الله.
* الشيخ علي بن محمد الأنصاري السوقي ـ رحمه الله.
* الشيخ هُوكا الأنصاري عالم ـ رحمه الله ـ من كَلْ تَكَرَنّتْ.
* الشيخ هود عالم ـ رحمه الله ـ من كَلْ تَكَرَنّتْ.
* الشيخ إغلس بن إبراهيم الأنصاري السوقي الجَنْشَشي ـ رحمه الله.
* الشيخ أَحَنَوَّ الإدريسي السوقي التبورقي ـ رحمه الله.
وهنا وقفة: تذكر جيران بذي سلم...
إن لهذا الشيخ ابناً كريماً مباركاً جمع الله له بين حظ من العلم، وحظ الاتباع لما عليه السلف الصالح من الهدى القويم، ذلكم الأخ الفاضل الداعية السلفي الشيخ محمد بن أحنو ـ رحمهما الله ـ هذا شيء مما ظهر لي من سيرة من لا أستطيع أن أنسى ما يتمتع به من آداب إسلامية كريمة، وصلات قاربية صادقة، ووثبة إلى نهضة علمية واجتماعية ودعوية واعدة.
وما رأيت من أهل أفقه أصدق منه في باب الدعوة إلى الله، وحبها، واعتناق مذهب السلف الصالح، والتمسك بالكتاب والسنة، والعض على ما عليه الرعيل الأول من الصحابة ومن نهج منهجهم، والدعوة إلى ذلك المعين، ونبذ البدع والخرافات، ومحاربة المحدثات...
ومما يتمتع به ـ رحمه الله ـ حب مجتمعه الذي يتجلى من حبه له أنه شخصية منه كريمة مرضية.
فهو شخصية في واقع الحال جميل العشرة، بشوش كريم الشمائل...
وإن كنت لم أتمكن من معرفة كثير من درر مناقبه الكريمة، لأني حديث بمجيئي من الرحلة التنغاكلية، عائداً إلى الديار المقدسة فالتحقت بعهد معرفته في مدة زمنية يسيرة قبيل وفاته، إلاّ أني حضرت بعض المجالس التي تمتعت بحضوره، وكنت من جلساء المجلس مع قلة علمي، وصغر سني بالنسبة لمستواه هو وصاحبه الشيخ المهتدي أخي ـ وكانا مثالاً جميلاً في الأخوة في الله ـ حسب ما ظهر لي من معين الود بينهما ـ رحم الله السلف وبارك في الخلف.
علماً أن جلوسي في تلك المجالس التي تمتعت بحضور الشيخ محمد بن أحنو أفادتني شيئاً من معفرة ما يتمتع به الرجل ـ رحمه الله تعالى رحمة واسعة ـ فأحسن بقول من قال: ولا يشقى لقعقاع الجليس.
ولقد آلمني كثيراً حادثة وفاته بين أم القرى ـ مكة المكرمة، وبين المدينة في اتجاه إلى أرض الهجرة ـ جعل الله قبره روضة من رياض الجنة.
اللهم آمين. هذا وما شهنا إلاّ بما علمنا وما كنا للغيب حافظين.