مواقيت: تفصيص العقيق ببعض ما أجابني به الشيخ العلامة العتيق:
إن مما أفادني به عمنا الشيخ العلامة العتيق ـ حفظه الله ـ من درر الفوائد الغوالي، قوله: وكان في تنغاكل عالمان جليلان.
أحدهما أعجوبة في سرعة كتابة المنقولات: وهو الشيخ العلامة:
محمد بن الولي ـ رحمه الله.
والثاني نابغة في الحفظ المتقن العجيب: وهو الشيخ العلامة:
حالَمُنْ ـ رحمه الله.
فقال الحافظ يوماً للنقالة: ما كتبت شيئاً إلاّ وقد حفظته.
وقال النقالة للحافظ: ما حفظت شيئاً إلاّ وقد كتبته.
وكانا مشهورين بحقيقة ما امتاز كل واحد منهما من منقبته العزيزة الجميلة الجلية.
فحصل من شأنهما أن وقع التحدي، من جهة كل واحد منهما، تجاه صاحبه لتحقيق إقامة برهان الغلبة فيما ادعي له، مقابل ما ادعي لقرينه، فلم يكن لذلك سبيل إلاّ عن طريق عقد مجلس علم خصيص للفصل بينهما ـ رحمهما الله رحمة واسعة.
قلت: والقائل أبو العباس يحيى السوقي، من باب التعليق اليسير.
فائدة تحريرية:
إن ما يتعلق بهذين العلمين العلمين، نقلته في حال السفر.
وزاد الطين بلة، أننا في فترة المساء، وكان في يمناي قلمي، ويسرى اليمين دفتره.
ولا يؤخر شغل اليوم يذخره***إلى غد إن يوم الأعجزين غدُ
ولقد كنت في كثير من الأحوال، أقوم بتدوين المعلومة كيفما تيسرت لي.
مفصلة.
مختصرة.
في الإقامة.
في السيارة سيراً.
فمنها هذه الفائدة، ولقد حصلت فرصتها، والسيارة على سير السفر، فدونتها، كما أتحفت بها.
ومما كنت أتمناه أن أجد في الفرصة المزيد من نوادر أخبار هذين العالمين.
محفوفة بمزيد من أسماء أصول سلفهما، لا سيما الشيخ العلامة وحيد دهره، حالمن ـ رحمه الله تعالى.
الذي شحت بي الفرصة في زيادة من أسمائه، غير الاسم الذي كتبته كما قيدته ساعة الفرصة.
وكان من أسباب ذلك، بعد قضاء الله وقدره، أن عمنا الشيخ العلامة العتيق ـ حفظه الله ـ وقته كان مشغولاً في كثير منه بقراءة الذكر الحكيم.
فوقعت في حرجين أصابا لساني بعقدة، فقيدت يداي، بتعطل جارحة اللسان بالحرجين المحرجين، نقلاً وعقلا.
الحرج: نقلاً: تعاليم قوله تعالى:
{ وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}
الحجر الثاني: عقلاً: حسن الأدب مع العالم، كما قال القائل:
والشيخ بجل لا تطل عليه
يضاف إلى ذلك مراعاة أدب من قال:
وإن لسان المرء ما لم تكن له***حصاة على عوراته لدليل
متعظاً بقول الآخر:
قد أرى كثرة الكـــلام قبـــيحا***كــــل كــلام يشــــينه الإكثار