![]() |
قصيدتان /للشاعرين الحصري القيرواني .و/ أحمد شوقي
قصيدة " يا ليل الصب " لأبي الحسن علي الحصري القيرواني ، هي قصيدة جميلة اشتهرت وترددت على كل لسان ، وقد نسج على منوالها كثير من الشعراء ، ولا نرى حرجاً في وضعها على هذه المائدة الأدبية فقد تشتهيها بعض النفوس وتجد فيها لذة ومتعة .
يَا لَيْلَ الصَّبِّ مَتَى غَدُهُ ** أَقِيَامُ السَّاعَةِ مَوْعِدُهُ رَقَـدَ السُّمَّـارُ فَأَرَّقَـهُ *** أَسَفٌ للبَيْنِ يُرَدِّدُهُ فَبَكاهُ النَّجْمُ ورَقَّ لـهُ ** ممّا يَرْعَاهُ ويَرْصُدُهُ كَلِفٌ بِغَزَالٍ ذي هَيَفٍ ** خَوْفَ الوَاشِينَ يُشَرِّدُهُ نَصَبَتْ عَيْنَايَ لَهُ شَرَكَاً ** في النَّوْمِِ فَعَزَّ تَصَيُّدُهُ وَكَفَى عَجَبَاً أنِّي قَنِصٌ ** للسِّرْبِ سَبَانِي أَغْيَدُهُ صَنَمٌ للفِتْنَةِ مُنْتَصِـبٌ ** أَهْوَاهُ وَلا أَتَعَبَّـدُهُ صَاحٍ والخَمْرُ جَنَى فَمِهِ ** سَكْرَانُ اللَّحْظِ مُعَرْبِدُهُ يَنْضُو مِنْ مُقْلَتِه ِ سَيْفَاً ** وَكَأَنَّ نُعَاسَاً يُغْمِـدُهُ فَيُرِيقُ دَمَ العُشَّاقِ بِـهِ ** والويلُ لِمَنْ يَتَقَلَّـدُهُ كَلاّ ، لا ذَنْبَ لِمَنْ قَتَلَتْ ** عَيْنَاهُ وَلَمْ تَقْتُلْ يَـدُهُ يَا مَنْ جَحَدَتْ عَيْنَاهُ دَمِي ** وَعَلَى خَدَّيْهِ تَـوَرُّدُهُ خَدَّاكَ قَدْ اعْتَرَفَا بِدَمِي ** فَعَلامَ جُفُونُكَ تَجْحَدُهُ إِنِّي لأُعِيذُكَ مِنْ قَتْلِي ** وَأَظُنُّكَ لا تَتَعَمَّـدُهُ بِاللهِ هَبِ المُشْتَاقَ كَرَىً ** فَلَعَلَّ خَيَالَكَ يُسْعِـدُهُ مَا ضَرَّكَ لَوْ دَاوَيْتَ ضَنَى ** صَبٍّ يُدْنِيكَ وَتُبْعِـدُهُ لَمْ يُبْقِِ هَوَاكَ لَهُ رَمَقَاً ** فَلْيَبْكِ عَلَيْهِ عُـوَّدُهُ وَغَدَاً يَمْضِي أَوْ بَعْدَ غَدٍ ** هَلْ مِنْ نَظَرٍ يَتَزَوَّدُهُ يَا أَهْلَ الشَّوْقِ لَنَا شَرَقٌ ** بِالدَّمْعِ يَفِيضُ مُوَرَّدُهُ يَهْوَى المُشْتَاقُ لِقَاءَكُمُ ** وَصُرُوفُ الدَّهْرِ تُبَعِّدُهُ مَا أَحْلَى الوَصْلَ وَأَعْذَبَهُ ** لَولا الأَيَّامُ تُنَكِّـدُهُ بِالبَيْنِ وَبِالْهِجْرَانِ ، فَيَا ** لِفُؤَادِي كَيْفَ تَجَلُّدُهُ الحُبُّ أَعَفُّ ذَوِيهِ أَنَـا ** غَيْرِي بِالْبَاطِلِ يُفْسِدُهُ |
رد: قصيدتان /للشاعرين الحصري القيرواني .و/ أحمد شوقي
مُضناكَ جَفاهُ مَرقَدُهُ /لأحمد شوقي
مُضناكَ جَفاهُ مَرقَدُهُ ** وَبَكاهُ وَرَحَّمَ عُوَّدُهُ حَيرانُ القَلبِ مُعَذَّبُهُ ** مَقروحُ الجَفنِ مُسَهَّدُهُ أَودى حَرَفاً إِلّا رَمَقاً ** يُبقيهِ عَلَيكَ وَتُنفِدُهُ يَستَهوي الوُرقَ تَأَوُّهُهُ ** وَيُذيبُ الصَخرَ تَنَهُّدُهُ وَيُناجي النَجمَ وَيُتعِبُهُ ** وَيُقيمُ اللَيلَ وَيُقعِدُهُ وَيُعَلِّمُ كُلَّ مُطَوَّقَةٍ ** شَجَناً في الدَوحِ تُرَدِّدُهُ كَم مَدَّ لِطَيفِكَ مِن شَرَكٍ ** وَتَأَدَّبَ لا يَتَصَيَّدُهُ فَعَساكَ بِغُمضٍ مُسعِفُهُ ** وَلَعَلَّ خَيالَكَ مُسعِدُهُ الحُسنُ حَلَفتُ بِيوسُفِهِ ** وَالسورَةِ إِنَّكَ مُفرَدُهُ قَد وَدَّ جَمالَكَ أَو قَبَساً ** حَوراءُ الخُلدِ وَأَمرَدُهُ وَتَمَنَّت كُلُّ مُقَطَّعَةٍ ** يَدَها لَو تُبعَثُ تَشهَدُهُ جَحَدَت عَيناكَ زَكِيَّ دَمي ** أَكَذلِكَ خَدُّكَ يَجحَدُهُ قَد عَزَّ شُهودي إِذ رَمَتا ** فَأَشَرتُ لِخَدِّكَ أُشهِدُهُ وَهَمَمتُ بِجيدِكِ أَشرَكُهُ ** فَأَبى وَاِستَكبَرَ أَصيَدُهُ وَهَزَزتُ قَوامَكَ أَعطِفُهُ ** فَنَبا وَتَمَنَّعَ أَملَدُهُ سَبَبٌ لِرِضاكَ أُمَهِّدُهُ ** ما بالُ الخَصرِ يُعَقِّدُهُ بَيني في الحُبِّ وَبَينَكَ ما ** لا يَقدِرُ واشٍ يُفسِدُهُ ما بالُ العاذِلِ يَفتَحُ لي ** بابَ السُلوانِ وَأوصِدُهُ وَيَقولُ تَكادُ تُجَنُّ بِهِ ** فَأَقولُ وَأوشِكُ أَعبُدُهُ مَولايَ وَروحي في يَدِهِ ** قَد ضَيَّعَها سَلِمَت يَدُهُ ناقوسُ القَلبِ يَدُقُّ لَهُ ** وَحَنايا الأَضلُعِ مَعبَدُهُ قَسَماً بِثَنايا لُؤلُؤها ** قَسَمَ الياقوتُ مُنَضَّدُهُ وَرُضابٍ يوعَدُ كَوثَرُهُ ** مَقتولُ العِشقِ وَمُشهَدُهُ وَبِخالٍ كادَ يُحَجُّ لَهُ ** لَو كانَ يُقَبَّلُ أَسوَدُهُ وَقَوامٍ يَروي الغُصنُ لَهُ ** نَسَباً وَالرُمحُ يُفَنِّدُهُ وَبِخَصرٍ أَوهَنَ مِن جَلَدي ** وَعَوادي الهَجرِ تُبَدِّدُهُ ما خُنتُ هَواكَ وَلا خَطَرَت ** سَلوى بِالقَلبِ تُبَرِّدُهُ |
الساعة الآن 10:24 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir