ندوة "مركز تمبكتو للدراسات
(في ندوة "مركز تمبكتو للدراسات" ) : سعد الدين العثماني
: " القارة الافريقية ، قارة القرن "21" بامتياز!" التفاصيل تم إنشاءه بتاريخ الأحد, 16 آذار/مارس 2014 13:06 قال الدكتور سعد الدين العثماني، وزير الشؤون الخارجية والتعاون السابق: "ان المغرب في حاجة الى احياء وزارة الشؤون الافريقية، التي كان على رأسها الراحل الدكتور عبد الكريم الخطيب!، لان المغرب كما قال المغفور له الملك الحسن الثاني، شجرة "ثمارها" في اوروبا (وليس عروشها) وجذورها في افريقيا" حسب قوله. في ندوة نظمها مؤخرا بالرباط "مركز تمبكتو للدراسات" بشراكة مع حزب الانصاف والتجديد، حضرها عدد من زعماء الاجزاب (...) والمهتمون بالشؤون الافريقية ، من اساتذة ، وفعاليات المجتمع المدني ، والاعلامي. واكد د.سعد الدين العثماني خلال هذه الندوة ، بان القارة الافريقية اليوم، هي قارة القرن "21" بامتياز!، من خلال ثرواتها التي لم تستغل بعد، والشباب الذي تتوفر عليه، مقارنة مع الدول المتقدمة التي تتجه نحو "الشيخوخة"! ، والمغرب ـ يقول العثماني ـ له دور مهم في رسم خارطة الطريق لهذه القارة، من خلال مساهمته في النهوض باقتصادها وتنميتها ، والخفاظ على امنها واستقرارها!، اضافة الى اعمار بعض الدول منها: مالي ، سيراليون، والكونغو، وذلك في اطار العمليات الانسانية اولا، وحفظ السلام والامن ثانيا. واذا ما تم تحقيق ذلك ، فستكون القارة الافريقية هي الاولى على مستوى النمو في العالم!. يضيف العثماني. اما رئيس "مركز تمبكتو للدراسات" علي الانصاري، فتطرق الى العودة القوية للمغرب الى جذوره الافريقية ، من خلال الزيارات الملكية السابقة والاخيرة ، واهتماماته الانسانية، والامنية ، والاقتصادية ، في اطار استراتيجية جنوب جنوب ، وقال: "ان العودة ما هي الا امتداد طبيعي، وتحيين ارث تاريخي، وديني، وانساني، لتكريس قيم الدمقراطية والتعايش، والتنمية، والاهتمام بالقارة من خلال التعاون جنوب جنوب".، وما الجولة الاخيرة لجلالة الملك في افريقيا، والجولات السابقة ـ يقول الانصاري ـ جعلت المغرب في قلبها، رغم الظروف الداخلية ، والاقليمية، والعالمية. وبدوره استعرض نائب رئيس "المركز" محمد الانصاري (التنبكتي) تاريخ تنبكتو، من في القارة السمراء، واكد بان" المغرب كان "مهددا" بالاقصاء من القارة!، ويجب الان اعادة الاعتبار اليه وللقارة، من خلال تماسك دولها بالمغرب، ليلعب دور الحفاظ على عدم "التقطيع" و "النوزيع"! من طرف القوى الاخرى (..!). وفي ما يلي العرض الذي تقدم به من الناحية التاريخية ، وغيرها: تمبكتو "- أنشأها التوارق سنة 1100 م على ثنية نهر النيجر . - خضعت لإمبراطورية مالي في أواخر القرن الرابع عشر الميلادي. - إستعادها الطوارق في النصف الأول من القرن الخامس عشر . - خضعت لحكم السونغوي سنة 1468 م . - دخلها السعديون 30 - 05 - 1591 م ، و إتخذوها عاصمة لهم بالسودان بدلا من جاو عاصمة السونغوي.واستمر الحكم المغربي لها حتى احتلال الفرنسين لها 1893 م . - ضمتها فرنسا الى دولة مالي 1960 م . سجلماسة من سجلماسة إنطلقت الملكة تينهنان التي تعد الأم الروحية للتوارك و ضريحها يعود إلى حوالي القرن الرابع الميلادي، حسب الأدوات التي عثر عليها بجانب هيكلها كالمجوهرات والأواني الخاصة بالطقوس الجنائزية. وحسب روايات بعض الأجداد فإن هذه الملكة تعرضت لمضايقات الأسرة الحاكمة بسجلماسة آنذاك لتفر رفقة حاشيتها وتقطع الصحراء الكبرى لينتهي بها المطاف في أبلسة بتمنغست، حيث اختارت الإقامة بسبب توفر شروط الحياة بها. وتعتبر سجلماسة تاريخيا ثاني مدينة إسلامية تشيد بالمغرب الإسلامي بعد مدينة القيروان . و قد قامت الدولة المدرارية في سجلماسة بالمغرب الأقصى عام140هـ/757م بدور هام في هذه التجارة. فهذه المدينة كانت تتجمع فيها القوافل التجارية القادمة من المشرق بالإضافة إلي أمصار المغرب، لأنها كانت مركزا تجاريا نشطا مع بلاد السودان، فكانت بمثابة ميناء صحراوي تتجمع فيه سلعتان ثمينتان مع سلع بلاد السودان هما الذهب والرقيق . المرابطين سيطر المرابطون على سجلماسة و درعة و أودغست عام 1054 م مما كفل لهم السيطرة على التجارة بين شمال االصحراء و جنوبها و تمكنوا من بناء عاصمتهم مراكش عام 1068 م . الحكم السعدي فى الوقت الذى كان أحمد منصور الذهبى يهيئ الجو الدولى ويخلق الظروف الأكثر ملائمة للإقدام على تنفيذ حكمه السوداني كان يوالى إستعدادته العسكرية لحملته بهمة ونشاط فقد مهد أولا الطريق المؤدية إلى عتبة الصحراء ومداخل السودان فبواسطة حملتين عسكريتين خفيفتين تمكن من إعادة طاعة المخزن الشريف إلى أقاليم توات ، وتكورارين ، بين عامي 1583 و 1581 ميلادية فقطع بذلك كل أمل للعثمانيين فى التقدم جنوبا كما فصلهم عن أخطر عنصر بشرى فى هذه الجهات المتمثل فى قبائل التوارك . وسارت الحملة بعد ذلك ضمن بلاد التوراك الملثمين وقطعت كثبان مستقرة مغطاة بالحلفا وبأشجار الصمغ الكثيفة وأشجار الميموزا ووجدت ضالتها فى الطيور المختلفة التى تبنى أعشاشها على طول ذلك الطريق وأيضا فى قطعان الغزال وحمير الوحش وكانت الغابات تتكاثف كلما إقتربت الحملة من تمبكتو وعند وصول جودر إلى مكان قريب من عين الطاحون الواقعة على بعد 50 كيلو متر شمال شرق تمبكتو وآجه أول مظاهر سلطة السونغاى . تينبتكو عاصمة للسعديين في الصحراء و إلى جانب المنجزات التى حققها جودر بعد رجوعه من الشرق نجد رأيه يستقر على تحويل تمبكتو إلى عاصمة للممالك السودانية فتمبكتو محاطة بكل جهاتها وبما أن مناطق الحرب تقع إلى الشرق وإلى الغرب فستكون تمبكتو حتما هي مقر جودر وقاعدته ثم هناك العوامل الطبيعية والنفسية فتمبكتو تتوفر فيها الشروط الصحية الأكثر ملائمة من غيرها ثم إن تمبكتو عقدة لمواصلات السودان فهي تتوسط كل الجهات بشكل متعادل وهي بعيدة عن مناطق القتال والثورات فى الشرق والغرب وعن بلاد الوثنيين فى الجنوب بخلاف غاو ثم إن جودر أراد أن يعطى للمدينة قيمة وأهمية نظرا لوجود العلماء بها فهؤلاء سيشعرون بالفخر لتحويل مدينة علمية وتجارية إلى عاصمة . دور التوارك في ترسيخ الحكم السعدي أخيرا فتمبكتو محاطة فى كل جهاتها بالقبائل العربية والتاركية والصنهاجية وليس من بين تلك القبائل من كان يشعر بأن الجيش المغربي يريد إنتزاع شي منها أو مناصبتها العداء كما هو الشأن بالنسبة لقبائل السونغاى التى كانت معنية بحملة السودان وإليها توجهت تلك الحملة فى الأصل وقد إستمرت تمبكتو عاصمة للمغاربة إلى نهاية القرن التاسع عشر . وعند مجي المغاربة إلى تمبكتو حالفهم التوارك وتعاونت أكثريتهم فعلا مع الجيش المغربي الذى أسكنهم فى شمال وشرق تمبكتو ووجه قسم منهم للتوطن فى قرية رأس الماء وتوج عليهم سلطانيين أقاما نظاما ملكيا فى الجهتين معا وكان هؤلاء التوارك الحلفاء ينتسبون فى معظمهم لقبيلة إيمقشرن ولعشيرة إيول لمدن التى إزدادت أهميتها فى ما بعد وفى السنوات الأولى من القرن السابع عشر هاجر أفخاذ من قبيلة كبرى كانت تقطن فى جبال الهقار إلى ارباض تمبكتو مع ابنائها وقطعانها وطلبت من الباشا قبول طاعتها للسلطان والموافقة على سكنى تمبكتو وكانت تلك الأفخاذ الوافدة الجديدة وفيرة العدد فى ما يظهر حيث زادت قوة العنصر التاركى المدينة فاصبح له دور أهم فى المجال الإقتصادى والسياسى كذلك وتلك الأفخاذ هي تدمكت وسلطان بابا أما ، وإدرفان وسلطانها بابا أق مني ، وأولاد شروكان وسلطانها أومو لوسو ، وقد كان للأوئك السلاطين مقاما عند الجيش المغربي وتقلد بعضهم مناصب إدراية مختلفة إلى جانب مسؤلياته الإدارية وتولى الجيش المغربي تنصيب السلاطين والزعماء وإقالتهم . وأنشاء المغاربة سلطنة للتوارك فى تلك الجهات جعلوا على رأسها السلطان أق إنصر وأدى هذا التدبير الذىإه تدى إليه جودر إلى إستتباب الهدوء فى تلك المناطق وكانت مدينتان تتبعان رأس الماء هما غانت وأوغام كان التوارك يعيشون حياة الترحل ، ولاكنهم إمتلكوا بعض القرى فى ما بين تمبكتو وأروان وفى غرب بحيرة فاكوبيين إتخذوها مشتى لهم ، وكانوا يمتلكون قطعانا من الأغنام والأبقار ويربون الخيول ويجمعون الأعشاب اليابسة من المستنقعات ويبيعون كل ذلك فى الأسواق القريبة من مضاربهم وقبل فصل الأمطار كانو يتركون المزارع لعبيدهم ر ويتجهمون إلى الشمال . ويعود الفضل إلى التوارك فى حفر الأبار على طرق القوافل وحماية القرى على طريق تمبكتوغير أنهم أصبحوا وبالا على الأمن بعد العهد المغربي الأول وأدي صراعهم مع البرابيش إلى تهديد التجارة وقطع الطرق فى بعض الأحيان . التجارة التجارة الصحراوية– شكلت الميكانيزم المتحكم في العلاقات بين مختلف فئات السكان و كانت تنفث الروح في باقي العلاقات الأخرى من كل نوع . و العناصر الفاعلة في التجارة الصحراوية كانوا إما سكان الحواضر المغربية والسودانية، وإما عناصر رُحَّلاً من الملثمين . ولعب اليهود أدوارا مهمة ومختلفة في العلاقات التجارية المغرب والسودان الغربي، حيث أصبحوا هم الوسطاء المفضلون بين تجار السودان وسماسرة أوربا، مما جعلهم يحصلون على أرباح مهمة. وكان الأصل فى قوة التبادل التجاري هو تنوع المنتجات والمستوى الحضاري بين لشمال والجنوب ورغبة مدن حوض البحر الأبيض المتوسط فى الحصول على الذهب والرقيق والعاج ومدن السودان فى الصناعات والحلى وضلت تلك الحاجة التى حملت معها التعب والربح للتجار بإستمرار متوالية بتوالى القرون بالرغم من وعورة الطرق مع قلة وندرة مصادر الماء. ولابد من الإشارة إلي أن التسهيلات التي قدمها الصنهاجيون المستقرون في الصحراء للقوافل التجارية المارة علي طول هذا الطريق قد ذللت بعض صعوبات الطريق، فقد تطلبت التجارة عبر الصحراء خبرة خاصة وطويلة توفرت لدي القبائل الصنهاجية فقد عمل أفرادها كأدلاء وحماة للقوافل التجارية المارة في الصحراء ، كما أن تلك القبائل الصنهاجية قد اعتادت على تزويد الرحّالة و التجار بالطعام والماء . ووجود اتصالات متنوعة عبر الصحراء الكبرى هو أمر مثبت من خلال سلسلة من النقوش الصخرية تظهر بها عربات تجرها الخيول. وتتبع هذه النقوش طريقا يبدأ من وادي درعه مرورا بإدرارفي موريتانيا الحالية لينتهي في الدلتا الداخلية لنهر النيجر عند تنبتكو. وبدأت القوافل التجارية تجتاز الصحراء في غضون القرن الثاني الهجري. اليعقوبي المتوفى حوالي 284هـ/897م يصف طريق القوافل من سجلماسة إلي السودان ويقدر المسافة بخمسين يوما . طريق تلمسان: كانت قوافل التجار المسلمين تنطلق من تلمسان إلى ثنية نهر النيجر حيث تقع مدينتا تمبكتو وغاو الشهيرتان . طريق لمتونة: وهي الآتية من المغرب الأقصى على امتداد ساحل المحيط الأطلسي إلى حوض نهر السنغال الهاجس الأمني . والطرق التجارية التي كانت تسلكها القوافل وما طرأ عليها من تحول ترتبت عنه عواقب وخيمة بالنسبة للمغرب مع نهاية القرن 15م، على إثر سقوط سجلماسة في قبضة عرب معقل حيث ان نزوح قبيلتين عربيتين الى المغرب ( 1088 ميلادى ) هما بنو جشم وبنو هلال وكانت تنظوى تحتهما قبيلة أقل شانا هي قبيلة بنى معقل التى لم تستقر فى سهول المغرب الأطلسية بل إنحدرت صوب الصحراء ووصل أحد افخادها ذوو حسان إلى نهر السنغال وكان لهذا التحرك البشرى النوعى أثره فى الغارات التى عرفتها طرق القوافل لفترة طويلة ووجود التجار الأوربيين بوادي نون من أجل ممارسة النشاط التجاري على ساحل المغرب الجنوبي، ادى الى تحول التجارة العابرة للصحراء من طريق سجلماسة الى الساحل الأطلسي نتيجة الخطر الذي شكله تحرك البرتغاليين على السواحل الأطلسية لقد ضلت طرق القوافل تمثل الشريان الرئيسي للنشاط التجاري بين المغرب والسودان إلى نهاية القرن التاسع عشر حيث عمدت القوات الفرنسية إلى شق طرق السيارات لإستكمال إحتلالها للسودان ، وتغيرت صورة المواصلات التي ضلت منذ بداية التاريخ البشري تعمل بهمة وفعالية بين المغرب والسودان . إيصال الدعوة الاسلامية إلى مجاهل أفريقيا كان الإسلام حليفا للتجارة فى إنطلاقته عبرالصحراء وعلى ذلك الحلف القوي قامت كل مظاهر الثقافة الاسلامية من استعمال للحرف العربي وانتشار للغة العربية وأشكال الحكم فى إمبراطوريات غانا ومالى والسونغاى و نشر الإسلام فى الجهات التى لم تصلها جيوش الفتح بأفريقا يعود الفضل فيه إلى التجارة وحدها . الثقافة حسن التعايش بين أهل السودان ومن يخالطهم من التوارك والعرب ، ومعظمهم من المغرب وباقي الشمال الإفريقي. فقد كانت الجالية المغربية في تنبتكو تشمل، إلى جانب التجار، فقهاء وقضاة ومدرسين ومقرئين وطلبة وخطباء، وحتى رجال الأدب والشعراء والمهندسين و أن عدداً منهم لم يكن طارئاً على البلاد.كل ذلك ادى ظور تراث مغربي _ زنجي مشترك شمل العمارة والمأكل والملبس والفنون والادارة وغيرها من مناحي الحياة ". المراجع : 1- العلاقات التجارية بين المغرب والسودان الغربي في بداية العصر الحديث .الحسين عماري 2- ملاحظات حول التفاعل الحضاري بين ضفتي الصحراء الأستاذ محمد الشريف كلية الآداب ـ تطوان 3- الصلات بين بلاد المغرب والسودان الغربي خلال القرن 2 – 6 هـ / 8 – 12 م د. حسين سيد عبدالله مراد ـ معهد البحوث والدراسات الإفريقية ـ جامعة القاهرة |
الساعة الآن 03:21 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir