منتديات مدينة السوق

منتديات مدينة السوق (http://alsoque.com/vb/index.php)
-   المنتدى الأدبي (http://alsoque.com/vb/forumdisplay.php?f=10)
-   -   أبو تمام : أرأيتَ أي سوالف وخدودِ (http://alsoque.com/vb/showthread.php?t=3173)

عبادي السوقي 05-15-2016 08:13 PM

أبو تمام : أرأيتَ أي سوالف وخدودِ
 

أبو تمام : أرأيتَ أي سوالف وخدودِ

أرأيتَ أي سوالف وخدودِ ** عَنَّتْ لَنَا بَيْنَ اللوَى فَزَرُودِ!
أتْرَابُ غَافلة اللَّيَالي أَلَّفَتْ ** عُقَدَ الهَوَى في يَارَقٍ وعُقُودِ
بيضاءُ يصرعها الصبا عبث الصبا ** أصلاً بخوط البانة ِ الأملودِ
وحشية ٌ ترمي القلوبَ إذا اغتدتْ ** وَسْنَى ، فمَا تَصْطَادُ غَيْرَ الصيدِ
لا حزمَ عندَ مجرب فيها ولا ** جبارُ قوم عندها بعنيدِ
مالي بربعٍ منهمُ معهودٍ *** إلاَّ الأَسَى وَعَزيمَة ُ المَجْلُودِ
إنْ كانَ مسعودٌ سقى أطلالهمْ ** سبلَ الشؤون، فلستُ منْ مسعودِ
ظعنوا فكانَ بكاي حولاً بعدهمْ ** ثمَّ ارعويتُ وذاكَ حكمُ لبيدِ
أجدرْ بجمرة لوعة إطفاؤها ** بالدَّمْعِ أَنْ تزْدادَ طُولَ وُقُودِ
لا أفقرُ الطربَ القلاصَ ولا أرى ** معْ زير نسوانٍ أشدُّ قتودي
شَوْقٌ ضَرَحْتُ قَذَاتَه عن مَشْرَبي ** وهَوى ً أَطَرْتُ لحَاءَهُ عَنْ عُودي
عامي وعامُ العيس بينَ وديقة ٍ ** مسجورة ٍ وتنوفة ٍ صيخودِ
حتَّى أُغادرَ كُلَّ يَوْم بالفَلا ** للطيرِ عيداً من بات العيدِ
هَيْهَاتَ منْها رَوضَة ٌ مَحْمُودَة ٌ ** حتى تناخَ بأحمدَ المحمودِ
بِمُعَرَّسِ العَرَبِ الّذي وَجَدَتْ بهِ ** أَمْنَ المَرُوعِ ونَجْدَة َ المَنْجُودِ
حَلَّتْ عُرَا أَثْقَالِها وهُمُومِها ** أَبْنَاءُ إسْمَاعيلَ فيهِ وهُودِ
أملٌ أناخَ بهمْ وفوداً فاغتدوا ** منْ عنْده وهُمُ مُناخُ وفُودِ
بَدَأَ النَّدَى وأَعَادَهُ فيهمْ وكَمْ ** من مبدىء ٍ للعرف غيرُ معيدِ!
يا أحمدَ بنَ أبي داودٍ حطتني ** بِحيَاطَتي وَلَدَدْتني بِلدُودي
ومنحتَني وُدّاً حميْتُ ذمَارَه ** وذمَامَه مِنْ هِجْرَة ٍ وصُدُودِ
ولكمْ عدوٍّ قالَ لي متمثلاً ** كمْ منْ ودودٍ ليسَ بالمودودِ!
أَضحَتْ إيَادٌ في مَعَدٍّ كلها ** وهُمُ إِيَادُ بِنائِها الممْدُودِ
تَنميك في قُلَل المكارِم والعُلَى ** زُهْرٌ لزُهْرِ أُبُوة ٍ وجُدُودِ
إنْ كنتمُ عاديَّ ذاكَ النبع إنْ ** نسبوا وفلقة َ ذلكَ الجلمودِ
وَشرِكْتُمُوهُم، دُونَنَا، فَلأَنتُمُ ** شركاؤنا من دونهمْ في الجودِ
كعبٌ وحاتمٌ اللذانِ تقسما ** خططَ العلى منْ طارفٍ وتليدِ
هذا الذي خلفَ السحابَ وماتَ ذا ** في المَجْد ميتَة َ خضْرِمٍ صنْديدِ
إلاّ يكنْ فيها الشهيدَ فقومهُ ** لايَسْمَحُونَ به بألف شَهيدِ
ما قَاسَيَا في المَجْد إلاَّ دُونَ ما ** قَاسَيْتَهُ في العَدْلِ والتَّوْحيدِ
فاسْمَعْ مَقَالَة َ زَائِرٍ لم تَشْتبهْ ** آرَاؤُهُ عنْدَ اشْتبَاه البِيدِ
يَسْتَامُ بَعْضَ القَوْلِ منكَ بفعْله ** كَمَلاً وَعَفْوَ رضَاكَ بالمَجْهُودِ
أَسْرَى طَريداً للحَياءِ منَ الّتي ** زعموا، وليسَ لرهبٍة بطريدِ
كنتَ الربيعَ أمامهُ ووراءهُ ** قمرُ القبائلِ خالد بنُ يزيدَ
فالغيثُ من زهرِ سحابة ُ رأفة ٍ ** والرُّكْنُ مِنْ شَيْبَانَ طَوْدُ حَديدِ
وغَداً تَبيَّنُ مَا بَرَاءَة ُ سَاحتي ** لوْ قدْ نفضتَ تهائمي ونجودي
هذَا الوَليدُ رَأَى التَّثبُّتَ بَعْدَمَا ** قالوا يَزيدُ بنُ المهلَّب مُودِ
فتَزَعْزَعَ الزُّوْرُ المُؤَسسُ عنْدَهُ ** وبِنَاءُ هذا الإفْك غَيْرُ مَشيدِ
وتَمَكَّنَ ابنُ أبي سَعيدٍ من حجَا ** ملكٍ بشكرِ بني الملوكِ سعيدِ
ما خَالدٌ لي دُونَ أَيُّوبٍ ولاَ ** عبد العزيز ولستُ دونَ وليدِ
نفسي فداؤكَ أيَّ باب ملمًة ** لم يُرْمَ فيه إليْكَ بالإقْليدِ !
لمقارفِ البهتان غيرُ مقارف ** ومنَ البعيد الرَّهْط غَيْرُ بَعيدِ
لما أظلتني غمامكَ أصبحتْ ** تلكَ الشُّهُودُ عليَّ وهيَ شُهُودي
منْ بعد أنْ ظنوا بأنْ سيكونُ لي ** يَوْمٌ ببَغْيهمُ كيوْمِ عَبيدِ
أمنية ٌ ما صادفوا شيطانها ** فيها بِعفْريتٍ ولا بِمَرِيدِ
نزعوا بسهمِ قطيعة ً يهفو بهِ ** ريشُ العقوقَ، فكانَ غيرَ سديدِ
وإِذَا أَرادَ اللَّهُ نَشْرَ فَضيلَة ٍ ** طويتْ أتاحَ لها لسانَ حسودِ
لَوْلاَ اشتعَالُ النَّارِ، فيما جَاوَرَتْ ** ما كَانَ يُعْرَفُ طيبُ عَرْف العُودِ
لولاَ التخوفُ للعواقبِ لمْ تزلْ ** للْحَاسد النُّعْمى على المَحْسُودِ
خُذْها مُثَقَّفَة َ القَوافي رَبُّها ** لسَوابِغِ النَّعْمَاءِ غَيْرُ كَنُودِ
حَذَّاءُ تَمْلأُ كُلَّ أُذْنٍ حِكْمَة ً ** بلاغة ً وتدرُّ كلَّ وريدِ
كالطعنة َ النجلاءِ منْ يدِ ثائرِ ** بأخيهِ أو كالضربة َ الأخدودِ
كالدرِّ والمرجانَ ألفَ نظمهُ ** بالشذرِ في عنقِ الفتاة ِ الرودِ
كشقيقة ِ البردِ المنمنم وشيهُ ** في أَرْضِ مَهْرَة َ أَو بِلاد تَزيدِ
يعطي بها البشرى الكريمُ ويحتبي ** بردائها في المحفل المشهودِ
بُشْرَى الغَنِيّ أَبِي البَنَات تَتَابعَتْ ** بُشَرَاؤُهُ بالفَارِسِ المَوْلُود
كرقى الأوسادِ والأراقم طالما ** نَزَعَتْ حُمات سَخَائِمٍ وحُقُود


الساعة الآن 08:17 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010