همسات لكتاب تاريخ وأدب السوقيين
همسات لكتاب تاريخ وأدب السوقيين الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.<?XML:NAMESPACE PREFIX = O /><O:p></O:p> أما بعد فإنه من المهم التنبيه إلى أمر بالغ الأهمية وهو لغة صياغة التراجم، ولا أقصد باللغة المفردات ولا الأسلوب وإنما أعني بها طريقة تناول السيرة الذاتية للمترجم، فإن لذلك طرقا معروفة، منها:<O:p></O:p> الترجمة التحليلية: حيث يأخذ الباحث نبذا من سيرة المترجم ويربط بها أمورا أخرى من محيطه أو غيره أو من مصادر ثقافة الكاتب.<O:p></O:p> الترجمة السردية: حيث يذكر الباحث ما بلغه من أخبار المترجم سردا كما تلقاها من مصادره.<O:p></O:p> وكلا جانبي هرشى طريق جادة موطأة مسلوكة ... وأما مرادي فإنها الترجمة العاطفية: من المعلوم أننا نكتب عن قبائلنا وأعمامنا وأخوالنا، وقومنا ... ولا شك أن للإنسان عواطف تجمح به عن مسار الموضوعية جماحا له آثار سلبية إضافة إلى التبعات الشرعية للموضوع...<O:p></O:p> وبما أني أحدث طلاب العلم وأتجاذب معهم موضوعا يهمنا جميعا فلأؤصل منع ما سميته بالتراجم العاطفية، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قالت الأنصارية إنه يعلم ما يأتي في غد ــ نبه على أن ذلك غير صحيح..<O:p></O:p> أنتزع من هذا الحديث عدم جواز المبالغة في وصف المترجم بما ليس من صفاته وإن كان من المتصفين بالكمال البشري.. إضافة إلى أن تحري الحق والعدل والإنصاف أسس شرعية تمنع من الترجمة العاطفية..<O:p></O:p> إذن فلنعد لآثارها السلبية :<O:p></O:p> أولا: آثارها على الكاتب: إن القراء أذكى بكثير مما يتصور الكتاب، فكم من لفظ نطلقه لا نريد به إلا أمرا معينا يحلب منه القراء أطنان المعاني المبسترة والطازجة .. ومن هنا وجب الحذر من الكتابة مطلقا وقالوا: من ألف فقد استهدف، ووجب علينا أن نحافظ على مصداقية ألفاظنا أمام بعضنا قبل الآخرين.<O:p></O:p> فتخيلوا لو عرفتم أني أبالغ في الأوصاف لمن أذكرهم، أو أتمدح بعض من تعرفونهم بخلاف الواقع.. هل يكون لكلامي وزنه كما هو الشأن لو علمتم أني أضع النقاط على الحروف.<O:p></O:p> ثانيا: آثارها على التاريخ: إن كتابة التاريخ والأدب بهذه الطريقة تنتج تاريخا لا مصداقية له .. ولن نعدم يوما من الأيام ناقدا يزيف ما كتبناه ويكون شاهدا من أهلنا على عدم موضوعية كتاباتنا ونحن نرى ونشاهد ذلك عن أيماننا وشمائلنا.. إضافة إلى أنه في الأخير تشويه للتاريخ إذا اعتبرنا تاريخنا مشرقا كما كان فالتحريف العاطفي فيه ظلم وعدوان.<O:p></O:p> ثالثا: آثارها على علاقاتنا: إننا أمة قبائلية تطرينا المجاملة وتجفينا النقدة.. حيث نعتبر الصديق هو من يصدق لك كل نبواتك ويصفق لك على كل أنشوداتك.. ويرقص لك على حقك وباطلك...<O:p></O:p> وهذا باطل .. طريقته أن يكتب كل منا في عزلته .. أما إذا اجتمعنا فكما تقدم فإنه صعب على النفس المكابرة بابتلاع دلافين المبالغات العاطفية والوصفية على أنها تراجم موضوعية.. وهذا قد يسبب حساسية بيننا قد ينقلها بعض ضعاف النفوس إلى المجتمع.. وأنا هنا أضرب مثالا...<O:p></O:p> لو وصفتُ عمي المحمود بن محمد أُلاغ الناحي بأنه أمير الشعراء.. أو وصفت خالي المرتضى بن محمد الشاعر بأنه شيخ النحاة .. ثم علق الشيخ أبو حفص على ذلك بما هو الحق أن ذلك مبالغة لا أساس لها من الموضوعية فقد يفهمه بعض سفهاء عشيري بأنه يتنقص فلانا أو فلانا.. وفي هذا فتح لأبواب من الفتن.. السكوت خير منها.. لا تقل لي ليسكت أبو حفص عن نقدك وليكتب عن الشيخ أداس أنه قاضي قضاة تمبكتو .. فأقول: لنقل الحق معا.. ولنسكت عن الباطل معا.. فالحق أبلج يجمع والباطل لجلج يفرق..<O:p></O:p> وهذا الحديث كله منصب على التاريخ .. وإذا تحدثنا عن مؤلفاتنا أو قصائدنا فإن البعض قد يقفز فوق الخيال فيقارن أدبنا وإنتاجنا بما يجعل الناقد والأديب يصغر أدبنا بالمقارنة به.. مثلا لو قارنت أدبنا بالأدب الشنقيطي فلم تبعد؛ لأن بينهما أشباها متعددة.. لكن إذا جئت تقارن أدبنا بمدارس أو أدباء حفر العالم بئرا من الرقص لهم فإنك تضع نفسك وأدبك موضع السخرية...<O:p></O:p> وكذلك عندما نصف أدبنا بالرائد والرائع وال وال ونقف عند هذا الحد دون أن نقدم نماذج هي كذلك.. أو نقدم وصفا علميا أو أرقاما مبهتة أو قصصا واقعية ــ عند هذا نجعل من أدبنا سلطة من الضحك والسخرية أمام النقاد ...<O:p></O:p> أذكر أخيرا بأن كل ما تكتبون من مجدي .. وأني أدعي أن الموضوعية نبهتني إلى أن بعضنا خرج منها وكاد آخرون .. فإن كنت خارجا عن تغطيته فنبهوني بارك الله فيكم ووفقكم ورعاكم.<O:p></O:p> |
رد: همسات لكتاب تاريخ وأدب السوقيين
بسم الله الرحمن الرحيم
شكرا لك يا أستاذي اليعقوبي وبارك الله فيك على هذا الطرح ، فهو جدير باﻻهتمام والتطبيق ، لكن الذي أراه من واجبك التنبيه على تلك المبالغات في أماكنها ، فهناك سيستفيد منها المبالغ إن كان رجاعا للحق، والمطالعون ، لكن وأنت تكتب هنا ، فهذا ﻻ ينبهني إلى مبالغتي، وﻻ مبالغة غيري. بوركت موفقا |
رد: همسات لكتاب تاريخ وأدب السوقيين
بارك الله فيك ولي عودة للموضوع إنشاء الله
|
رد: همسات لكتاب تاريخ وأدب السوقيين
اقتباس:
<TABLE cellSpacing=0 cellPadding=6 width="100%" border=0><TBODY><TR><TD class=alt2 style="BORDER-RIGHT: 1px inset; BORDER-TOP: 1px inset; BORDER-LEFT: 1px inset; BORDER-BOTTOM: 1px inset">المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أداس السوقي http://www.alsoque.net/vb/images/buttons/viewpost.gif بسم الله الرحمن الرحيم شكرا لك يا أستاذي اليعقوبي وبارك الله فيك على هذا الطرح ، فهو جدير باﻻهتمام والتطبيق ، لكن الذي أراه من واجبك التنبيه على تلك المبالغات في أماكنها ، فهناك سيستفيد منها المبالغ إن كان رجاعا للحق، والمطالعون ، لكن وأنت تكتب هنا ، فهذا ﻻ ينبهني إلى مبالغتي، وﻻ مبالغة غيري. بوركت موفقا </TD></TR></TBODY></TABLE> <!-- END TEMPLATE: bbcode_quote --> أشكرك عمي الكريم على لطفك في تعليقك... واسمح لي أن أتحفظ على تعبيركم بالخطأ فإني لم أذكر أخطاء ولست في صدد حصرها.. نعم : قد أكون وضعت ملامح عامة لمنهج عام للكتابة الموضوعية.. وأما إحصاء جموحات عواطف بعضنا تجاه تراثنا فذكرها محرج لي (على كثرتها) فلذلك أرجو إعفاء من هذا الواجب. عافاك الله ورعاك وعفا عنك وهداك .. ومن قال.. ومن قرأ.. |
رد: همسات لكتاب تاريخ وأدب السوقيين
اقتباس:
<table width="100%" border="0" cellpadding="6" cellspacing="0"> <tbody><tr> <td class="alt2" style="border: 1px inset ;"> المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اليعقوبي http://www.alsoque.net/vb/images/buttons/viewpost.gif اقتباس: <table width="100%" border="0" cellpadding="6" cellspacing="0"><tbody><tr><td class="alt2" style="border: 1px inset ;"> </td></tr></tbody></table> <!-- END TEMPLATE: bbcode_quote --> أشكرك عمي الكريم على لطفك في تعليقك... واسمح لي أن أتحفظ على تعبيركم بالخطأ فإني لم أذكر أخطاء ولست في صدد حصرها.. بعد تحيتي إليك ابن أخي اليعقوبي لم أعبر بالخطأ في تعليقي،إﻻ أن تكون فهمته من قولي رجاعا للحق. وبوركت ودمت موفقا </td> </tr> </tbody></table> <!-- END TEMPLATE: bbcode_quote --> |
رد: همسات لكتاب تاريخ وأدب السوقيين
بسم الله الرحمن الرحيم كل الشكر والتقدير لأخي اليعقوبي ,على شجاعته لطرقه هذا الباب, الذي كنا نتهيبه بسبب علاقته المباشرة بنا جميعا فكل واحد منا له نصيب من التجاوز , مثل محاولة إبراز قومه وأعمامه والمبالغة في ذالك ,حتى يتخيل للقارئ أنهم هم من أسس تلك المدارس, وهم منطلق شعاع العلم والصلاح ,الذي أقتبس منه الآخرون ما يتمتعون به الآن من نعمة الهداية والصلاح ,والله المستعان, وتناسينا هدفنا الأسمى وهو إبراز تاريخ السوقيين كبيت واحد وهم كذالك وتاريخ المنطقة عامة وبما أننا بادرنا بتحمل مسؤلية نشر تراث وتاريخ السوقيين والمنطقة في منتديات مدينة السوق ,فيجب علينا أن نراعي بعض مناهج المؤرخين ,ونستفيد من تجارب الأمم في الكيفية التي بها تم تدويين تاريخها وثقافتها والعمل ما أمكن بمناهج المؤرخيين من العرب والمسلمين, فقد كان المؤرخون في صدر الإسلام يهتمون أكثر بنقل الأخبار والأحداث بأمانة ودقة, دون إبداء آرائهم فيها إلا ما يراه المؤرخ من تضارب الروايات حول حادثة معينة ,ويتركون لمن بعدهم دراسة ونقد تلك الأخبا ر, وهو مايسمى المؤرخ الإخباري وينطبق ذالك على إبن هشام مثلا وهناك أيضا المنهج الموضوعي أي السردي اللذي يعتمد على التسلسل الزمني للأحداث ويمثله الطبري و إبن الأثير وإبن كثير وقد صنفهم بعض دارسي علم الإجتماع بالحوليين ايضا أي اللذيين يأخذون التاريخ بالسنين وعلينا إذا أردنا أن نكون مؤرخيين أن نلتزم بعناصر مناهج المؤرخيين وهي :1 الثقافه الواسعه 2- الحيادية و الأمانة. 3- جمع الماده. 4- نقد الماده. 5- ترتيب الحقايق العلمية 6وعرض جميع الآراء 7 اختيار الموضوع’ وهناك أيضا علوم مساعدة ينبغي على مقتحمي هذا الميدان أن يكون عنده بعض الإلمام بها ,حسب آرء المؤرخيين العرب والغربيين وهذه العلوم هي :علم الإجتماع, و الجغرافيا ,وعلوم المنطق و الفلسفه, و الاجتماع ,وعلم النفس ,والقانون وما أحوجنا نحن بأن نكون موضوعيين في تناولنا لتاريخ المنطقة ,وأن نلتزم بالحيادية ما أمكننا ذالك فما نسطره اليوم سوف يظهر غدا ما يؤيده أويكذبه, فاليحاول الجميع إدارج كل ماوصل إليه من رسائل السوقين كما فعل أخينا الخرجي حتى نستطيع أن نرسم معالم ذالك التاريخ بكل صدق وأمانة وحيادية |
أكنوا الطير على وكناتها
المعلقة السادسة:
همس المدبين، من: همسات كتاب تاريخ وأدب السوقيين.<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p> بسم الله الرحمن الرحيم<o:p></o:p> الحمد لله الذي يقص الحق وهو خير الفاصلين، الحكم العدل المهيمن المتين.<o:p></o:p> والصلاة والسلام على إمام المتقين، خير من نصح النصح المبين، محمد بن عبد الله النبي المجتبى، والرسول المصطفى ـ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه خير من تواصوا على الحق بالحق.<o:p></o:p> أما بعد أيها الأخ الكريم، اليعقوبي ـ حفظكم الله ـ نعمت الهدية التي أهديت لموقعنا الحبيب، وهي هدية النصيحة، نعمت الهدية هي، ولقد تظاهرت نصوص الكتاب والسنة على أهمية النصيحة، وعظم أمرها، وبيان سننها، وآدابها، والتواصي بها، بل: الدين النصيحة. <o:p></o:p> فإنني لما قرأت تلك الهدية الغالية، أردت شكرها لك، عموماً وخصوصاً.<o:p></o:p> لأننا معشر أبناء مدينة السوق، طلاب علم نتكلم في مواضع علمية نظماً ونثراً، نحتاج إلى النصيحة الحقيقية فيها دائماً، سواءً فيما يتعلق بأدائها على الوجه الأكمل ـ حسب تهادي البعض ما ينقص صاحبه، إن كان لديه علم بذلك.<o:p></o:p> فضلا عن أمور قد يخالف أحدنا الوجه المشورع فيها وهو لا يعلم ـ حسب إحسان الظن فيه.<o:p></o:p> وقد تنبهت لبعض ملاحظات في بعض المشاركات أرى أن أصحابها لهم فيها وجه الجواز في مطلقها، وكنت أريد أن أجد فرصة كهذه للتلميح إليها، فالآن آن إيرادها تلميحا ابتداء من هذه الهمسات المشكورة.<o:p></o:p> أولاً: همسات كتاب تاريخ وأدب السوقيين؟.<o:p></o:p> ولنا معه وقفة إضافية ـ بإذن الله.<o:p></o:p> ثانياً: عدم تناول الهمسات موضوع المداخلات عموماً وخصوصاً؟.<o:p></o:p> علماً أنه من لم يقرأها بعين الرضا، وكان كاتباً ناصحاً كان أجدر بالبدء بها من غيرها لكثرتها، وتنوع معانيها على تفاوت في كيلها..؟. <o:p></o:p> ثالثاً: عدم عموم النصيحة في جميع المشاركات ليس المداخلات فحسب؟. <o:p></o:p> قلت، إن موضوع: هماست كتاب تاريخ وأدب السوقيين؟.<o:p></o:p> موضوع تتعلق به وقفات نصحية أخرى.<o:p></o:p> النصيحة الأولى: إفرادك: كتاب التاريخ وأدب السوقيين؟.<o:p></o:p> أقول: الأولى بك عدم إفرادهما أولاً، بل العموم أجدر، على سنن من قال: ما بال أقوام..<o:p></o:p> ثانياً لما أفردتهما كان ينبغي بك أن تدلي بدلو النصيحة المبينة حقاً، على نهج الملاحظات، لا معرض المستحسنات.<o:p></o:p> إلاّ من أراد أن يجعل نهجاً له يتمذهب به غيره، وهو حر في ذلك.<o:p></o:p> النصيحة الثانية: أنواع التراجم أكثر من أن يحصيها موضوع الهمسات.<o:p></o:p> فما ذكرته ما هو إلاّ ضرب من ضروب التراجم، الفقير إلى التفصيل أيضاً.<o:p></o:p> النصيحة الثالثة: وسم ما تناولته الهمسات بالترجمة العاطفية.<o:p></o:p> ففيه تفصيل إن كان الإنسان يتكلم عن نفسه فهو أدرى بنفسه، وإن كان يتكلم عن الغير فهو ضرب من ضروب الرجم بالغيب. ولا يعلم الغيب إلاّ الله. أو تحكم محض فبابه واسع.. <o:p></o:p> وهذا الشوكاني يقول عن بعض الأعلام: هو فائق في جميع صفات الكمال..قائم بأعمال الدنيا والدين أتم قيام، وهو حال تحرير هذه الأحرف حاكم ببندر اللحية..كتاب: البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع.<o:p></o:p> للإمام الشوكاني. 1/323. ط:مطبعة السعادة..<o:p></o:p> هذه رؤيته فيه وفي كمال صفاته، وليس الشوكاني وحيد دهره في ذلك، من ذكر المؤرخ من يترجم له بما يعلمه هو، لا عبرة بظن الآخرين في ذلك سوءاً.<o:p></o:p> فمن حق كل واحد أن يذكر ما يعلمه، وإن كان لدى غيره خلافه، فليأت به على ضوء قوله تعالى: قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين.<o:p></o:p> ولنكن واعين حق الوعي لقوله تعالى: ولا تلبسوا الحق باطل..<o:p></o:p> هذا أمر، وأمر آخر: فقد نزل كل واحد تراجم أعلام قبيلته، من غير تعرج إلى أعلام القبائل الأخرى، ومع ذلك فلا يلامون، لأنهم أدلوا بدلو ما يعلمونه ويتقنونه.<o:p></o:p> وشكرهم الحال قبل لسان المقال، لأنهم أسهموا في إبراز بعض ما لديهم من أعلام سلفنا البار آل السوق.<o:p></o:p> علماً أن من ذكر علماً من أعلام السوقيين فإنه ينبغي أن نقدم له الشكر والتقدير، لأن هذا من واجب الجميع الذي لا يكتمل إلاّ بمثل ذلك.<o:p></o:p> ولا سيما، الاستفادة من المثل المشهور: أهل مكة أدرى بشعابها.<o:p></o:p> فليس من المنطق السليم أن نقابله بالتشكيك في حسن صنيعه إلى اتهام سريرته بما لا يعلمه إلاّ عالم السر وأخفى.<o:p></o:p> فمن نظر في أخيه بغير الظن الحسن فقد ضلّ ضلالاً مبيناً.<o:p></o:p> وسيحاج بحديث: هلا شققت قلبه. <o:p></o:p> حتى يتبين لنا في صنيعه برهان مبين، لا يقبل التأويل لوضوحه، فعند ذلك الظالم لنفسه مبين. <o:p></o:p> ولله الحمد أما أنا فإنه ما كتبت شيئاً في مواضع أعلامنا السوقيين إلاّ ومهدت له بتمهيدات تعانق مجد السوقيين بالعموم، ثم أتناول الخصوص بترجمته ـ حسب سنن المؤرخين.. <o:p></o:p> هذا وإن فتح باب الظنون السيئة، والطعن في المصادر، فإنه يقودنا إلى هاوية المهاوي، بل ذلك من الحالقة التي لا تبقي ولا تذر، ولا يرضاه الجميع لموقعنا الموقر.<o:p></o:p> فإن الطعن بالمصادر يتناول طعن الجميع بمصادر الآخرين المنقولة والشفوية، وكل ذلك باطل، الذي لا يرد به باطل فضلاً عن حق.<o:p></o:p> فلتحترم المصادر إلاّ في معرض النقد العلمي الرصين البناء، حسب منطوق الخطأ لا غير.<o:p></o:p> النصيحة الرابعة: إشارة: إلى تحري الحق والعدل أسس شرعية..<o:p></o:p> هذه نصيحة موجهة إلى كل كاتب ناقد ومنقود: وإذا قلتم فاعدلوا.<o:p></o:p> النصيحة الخامسة والأخيرة ـ بإذن الله ـ على وجه الاختصار.<o:p></o:p> إن من الواجب على الهمسات، أن تتناول بيان ما موقع من: كتاب التاريخ وأدب السوقيين؟.<o:p></o:p> من الأخطاء إن كانت، من باب النصيحة، ولا سيما إذا توغلت في معاني الجرح، الذي سنن له أرباب النقد الحقيقي قواعد، منها: <o:p></o:p> قول الإمام النووي ـ رحمه الله:ولا يقبل الجرح إلاّ مبين السبب..<o:p></o:p> قال السيوطي في شرح هذه الجملة المحكمة: لأنه يحصل بأمر واحد ولا يشق ذكره، ولأن الناس مختلفون في أسباب الجرح والتعديل بناءً على اعتقاده جرحاً، وليس بجرح في نفس الأمر، فلا بد من بيان سببه لينظر هو هو قادح، أولا. كتاب: تدريب الراوي ـ قبول الجرح والتعديل، واشتراط ذكر السبب.<o:p></o:p> فإن كانت الهمسات تناولت لمس كساء المبالغات، فلتبينه أيضاً بالتفصيل، لأن باب المبالغة أشبع أقوالاً للعلماء بين مجيز ومانع، من ذلك ما قاله أبو علي الحسن بن رشيق القيرواني ـ رحمه الله:<o:p></o:p> باب المبالغة:<o:p></o:p> وهي ضروب كثيرة، والناس فيها مختلفون، منهم من يؤثرها، ويقول بتفضيلها، ويراها الغاية القصوى في الجودة..<o:p></o:p> ومنهم من يعيبها، وينكرها، ويراها عيا وهجنة في الكلام..<o:p></o:p> فأما الغلو فهو الذي ينكره من ينكر المبالغة من سائر أنواعها، ويقع فيه الخلاف، لا ما سواه مما بينت، ولو بطلت المبالغة كلها، وعيبت لبطل التشبيه، وعيبت الاستعارة، إلى كثير من محاسن الكلام. <o:p></o:p> كتاب: العمدة في صناعة الشعر ونقده. 2/658-661. ط: مكتبة الخانجي ـ القاهرة.<o:p></o:p> قلت: وما زال العلماء سلفاً وخلفاً يتناولون ضروباً من محاسن الكلام، من ذلك هذا النقل المقول فيه: وقد سمعت عليّ بن محمد بن مهْرُوَيه يقول : سمعت هارون بن هزاري يقول : سمعت سفيان بن عُيَيْنة يقول : مَن أحبَّ أن ينظرَ إلى رجلٍ خُلقَ من الذَّهب والمسك فليَنْظُر إلى الخليل بن أحمد [ المزهر في علوم اللغة وأنواعها - السيوطي ]<o:p></o:p> قلت: وباب المبالغة أيضاً ليس منحصراً في كتاب التاريخ والأدب، بل يعم حكمه من يتناول المنثور والمنظوم على حد سواء، والمعنى في بطن الشاعر.<o:p></o:p> قال العلامة المناوي: عند شرحه حديث: إن من البيان سحرا.. وإن من الشعر حكما..<o:p></o:p> فقال ما نصه: فأشار إلى أن الشعر حسنه حسن وقبيحه قبيح، وكل كلام ذو وجهين بحسب المقاصد.. فيض القدير..2/525.ط: دار المعرفة.<o:p></o:p> لذا فالأمر كما قلتَ وأوافقك عليه: إن القراء أذكى بكثير مما يتصوره الكاتب..<o:p></o:p> فختاماً إنه من أراد أن يعوم في بحر الإيغال والإيهام، في أعرض الآخرين، فإنه سيقتحم بابا حرمه شرعنا المطهر، وزجر عنه..<o:p></o:p> وليلعم أن الأمر كما قاله الإمام الشافعي:<o:p></o:p> فمن رآني بعين نقص رأيته بالتي رآني.<o:p></o:p> فالحمد لله على ما من علينا من مننه التي لا تعد وتحصى قديماً وحديثاً، فمن يتكلم فليتكلم في حدود النصيحة إن ظهر له من أخيه ما يوجب النصيحة.<o:p></o:p> على الوجه الذي قيل لمبصر شمسه: فعلى مثلها فاشهد. <o:p></o:p> فليظهرها لأخيه بيضاء نقية.<o:p></o:p> وإنني لم أزل أكرر الأثر المشهور: رحم الله من أهدى إلي عيبي..<o:p></o:p> ولله الحمد لقد قابلنا نصائح قددا بالشكر والتقدير، علماً أني لي مستندي فيما أورده، ومع ذلك أتقبلها، لا تقبل إمعة، بل أضعها في سجل البحث بين مصادري، وبين مصدر من أهداها إليّ، فمتى ظهر لي رجحان الراجحة، قبلت الحق، والحق أحق أن يتبع.<o:p></o:p> فما أحسن قول من قال: لأن أكون ذنباً في الحق أحب إليّ من أكون رأساً في الباطل.<o:p></o:p> هذا وللكلام ـ بإذن الله ـ بقية..<o:p></o:p> وما توفيقي إلاّ بالله عليه توكلت وإليه أنيب.<o:p></o:p> أبو العباس يحيى بن إبراهيم السوقي. بتاريخ 24/4/1431هـ<o:p></o:p> <o:p></o:p> |
رد: همسات لكتاب تاريخ وأدب السوقيين
قرأت الموضوعاااااااااااااااااااااااااات كلها بتمعن
أسأل الله أن يرزقني وإياكم التوفيق لما يحبه ويرضى ، ولعلي ألقاكم لا حقااااااااااااااااااااااااااااا |
رد: همسات لكتاب تاريخ وأدب السوقيين
اقتباس:
<TABLE cellSpacing=0 cellPadding=6 width="100%" border=0><TBODY><TR><TD class=alt2 style="BORDER-RIGHT: 1px inset; BORDER-TOP: 1px inset; BORDER-LEFT: 1px inset; BORDER-BOTTOM: 1px inset">المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوعبدالله http://www.alsoque.net/vb/images/buttons/viewpost.gif بسم الله الرحمن الرحيم كل الشكر والتقدير لأخي اليعقوبي ,على شجاعته لطرقه هذا الباب, الذي كنا نتهيبه بسبب علاقته المباشرة بنا جميعا فكل واحد منا له نصيب من التجاوز , مثل محاولة إبراز قومه وأعمامه والمبالغة في ذالك ,حتى يتخيل للقارئ أنهم هم من أسس تلك المدارس, وهم منطلق شعاع العلم والصلاح ,الذي أقتبس منه الآخرون ما يتمتعون به الآن من نعمة الهداية والصلاح ,والله المستعان, وتناسينا هدفنا الأسمى وهو إبراز تاريخ السوقيين كبيت واحد وهم كذالك وتاريخ المنطقة عامة وبما أننا بادرنا بتحمل مسؤلية نشر تراث وتاريخ السوقيين والمنطقة في منتديات مدينة السوق ,فيجب علينا أن نراعي بعض مناهج المؤرخين ,ونستفيد من تجارب الأمم في الكيفية التي بها تم تدويين تاريخها وثقافتها والعمل ما أمكن بمناهج المؤرخيين من العرب والمسلمين, فقد كان المؤرخون في صدر الإسلام يهتمون أكثر بنقل الأخبار والأحداث بأمانة ودقة, دون إبداء آرائهم فيها إلا ما يراه المؤرخ من تضارب الروايات حول حادثة معينة ,ويتركون لمن بعدهم دراسة ونقد تلك الأخبا ر, وهو مايسمى المؤرخ الإخباري وينطبق ذالك على إبن هشام مثلا وهناك أيضا المنهج الموضوعي أي السردي اللذي يعتمد على التسلسل الزمني للأحداث ويمثله الطبري و إبن الأثير وإبن كثير وقد صنفهم بعض دارسي علم الإجتماع بالحوليين ايضا أي اللذيين يأخذون التاريخ بالسنين وعلينا إذا أردنا أن نكون مؤرخيين أن نلتزم بعناصر مناهج المؤرخيين وهي :1 الثقافه الواسعه 2- الحيادية و الأمانة. 3- جمع الماده. 4- نقد الماده. 5- ترتيب الحقايق العلمية 6وعرض جميع الآراء 7 اختيار الموضوع’ وهناك أيضا علوم مساعدة ينبغي على مقتحمي هذا الميدان أن يكون عنده بعض الإلمام بها ,حسب آرء المؤرخيين العرب والغربيين وهذه العلوم هي :علم الإجتماع, و الجغرافيا ,وعلوم المنطق و الفلسفه, و الاجتماع ,وعلم النفس ,والقانون وما أحوجنا نحن بأن نكون موضوعيين في تناولنا لتاريخ المنطقة ,وأن نلتزم بالحيادية ما أمكننا ذالك فما نسطره اليوم سوف يظهر غدا ما يؤيده أويكذبه, فاليحاول الجميع إدارج كل ماوصل إليه من رسائل السوقين كما فعل أخينا الخرجي حتى نستطيع أن نرسم معالم ذالك التاريخ بكل صدق وأمانة وحيادية </TD></TR></TBODY></TABLE> <!-- END TEMPLATE: bbcode_quote --> أشكرك أخي أبا عبد الله على إثرائك للموضوع.. تقبل تحياتي .. فقط أشير إلى أن ما فعله الأخ الخرجي طريقه التي سلكها، ولكل أن يخدم ما يريد من تراثنا كما يريد.. لكن بقيد الموضوعية.. فلا نريد أن نحجم أفكار الناس في محاولات الخرجي وإن كانت متميزة. |
رد: همسات لكتاب تاريخ وأدب السوقيين
اقتباس:
<TABLE cellSpacing=0 cellPadding=6 width="100%" border=0><TBODY><TR><TD class=alt2 style="BORDER-RIGHT: 1px inset; BORDER-TOP: 1px inset; BORDER-LEFT: 1px inset; BORDER-BOTTOM: 1px inset">المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اليعقوبي http://www.alsoque.net/vb/images/buttons/viewpost.gif إن كتابة التاريخ والأدب بهذه الطريقة تنتج تاريخا لا مصداقية له .. ولن نعدم يوما من الأيام ناقدا يزيف ما كتبناه ويكون شاهدا من أهلنا على عدم موضوعية كتاباتنا ونحن نرى ونشاهد ذلك عن أيماننا وشمائلنا.. إضافة إلى أنه في الأخير تشويه للتاريخ إذا اعتبرنا تاريخنا مشرقا كما كان فالتحريف العاطفي فيه ظلم وعدوان.<O:p></O:p> ثالثا: آثارها على علاقاتنا: إننا أمة قبائلية تطرينا المجاملة وتجفينا النقدة.. حيث نعتبر الصديق هو من يصدق لك كل نبواتك ويصفق لك على كل أنشوداتك.. ويرقص لك على حقك وباطلك...<O:p></O:p> وهذا باطل .. طريقته أن يكتب كل منا في عزلته .. أما إذا اجتمعنا فكما تقدم فإنه صعب على النفس المكابرة بابتلاع دلافين المبالغات العاطفية والوصفية على أنها تراجم موضوعية.. وهذا قد يسبب حساسية بيننا قد ينقلها بعض ضعاف النفوس إلى المجتمع.. **************************************** أحسنت ـ بارك الله فيك ـوالله المستعان على ما تصفون. أما بعد: فإن كتابة التاريخ ليست هواية, وإنما هي مسؤولية شرعية وطنية قومية إنسانية...عظيمة. </TD></TR></TBODY></TABLE> <!-- END TEMPLATE: bbcode_quote --> |
الساعة الآن 03:53 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir